الضيافة العربية تُمهِّد للأسد حضور قمة الرياض... هل تعود سورية إلى الجامعة العربية؟

الضيافة العربية تُمهِّد للأسد حضور قمة الرياض... هل تعود سورية إلى الجامعة العربية؟

الضيافة العربية تُمهِّد للأسد حضور قمة الرياض... هل تعود سورية إلى الجامعة العربية؟

نداء بوست- التحقيقات والمتابعات- كندة الأحمد

كيف لكارثة إنسانية أودت بحياة الآلاف من السوريين أن تُسيَّس من قِبل أطراف محلية وإقليمية ودولية؟ الخطوة التي سارعت من وتيرة التطبيع العربي بزيارات متبادلة ورسائل عزاء لنظام قتل شعبه بشكل وحشي بلسان المطبِّعين، وطائرات تحمل مساعدات إنسانية تحطّ في مطارات الحكومة السورية التي تستخدمها إيران كوسيلة لنقل أسلحتها وميليشياتها من مكان إلى آخر في سورية.

بات الحديث مع رأس النظام السوري أمراً طبيعياً بذريعة "مد يد العون إلى سورية" جملة أتاحت الفرصة للقادة العرب بأن الحوار مع الأسد ضروري من بوابة "العمل الإنساني" فقط وتقديم الدعم للشعب السوري المتضرر من الزلزال ليستقبل الأسد وزير الخارجية المصري "سامح شكري" في أول زيارة بعد مضيّ 12 عاماً على الثورة السورية ويبدو أن الزيارات كانت دافئة لبشار الأسد. سبقتها زيارة وزير الخارجية الأردني "أيمن الصفدي" وزيارة وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان. كما ذكرت مصادر مطلعة أن السعودية ربما تلتحق بركب التطبيع العربي بعد تصريحات تفيد أن هناك محادثات سعودية مع نظام الأسد.

تزامن ذلك مع تصريحات جديدة أدلى بها وزير الخارجية السعودي، "فيصل بن فرحان بن عبد الله" حول وجود حوار لعودة سورية إلى الحضن العربي، أجاب قائلاً: “لكن من المبكر الحديث عن ذلك"، مشدداً بقوله: "يوجد إجماع على أن الوضع في سورية ليس مقبولاً" بحسب صحيفة "الشرق الأوسط".

قمة الرياض

هل كانت هذه مقدمات لحضور النظام السوري قمة الرياض المزمع عقدها قبل 30 آذار/ مارس الشهر الحالي في المملكة العربية السعودية وكانت جامعة الدول العربية قد علقت عضوية سورية ممثلة بالنظام في الجامعة العربية، بعد اندلاع الثورة السورية في آذار/ مارس 2011 من العام نفسه، وبقي المقعد شاغراً في كل الاجتماعات وفشلت جهود بعض الدول (تونس) في إقناع العرب بعودة النظام السوري إلى الجامعة العربية، وذلك أثناء استضافتها القمة العربية في آذار/ مارس 2019.

أمنية العرب عودة "سورية" للجامعة العربية

وقال الخبير في الشؤون الإقليمية والدولية وعضو مجلس الشورى سابقاً (البرلمان السعودي) الدكتور "علي العنزي" في حديث له عَبْر وسائل الإعلام: "إن المملكة حريصة ألا تكون دولة عربية خارج قمة الرياض وإن أمنية كل العرب هي عودة سورية إلى جامعة الدول العربية ومحيطها العربي".

وأضاف العنزي قائلاً: "أعتقد أن جولات وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله تصب في هذا الاتجاه وأشار إلى أن هناك جسراً لعودة سورية بعد كارثة الزلزال وهو الهبة التي حصلت عليها من الأشقاء العرب".

مؤكداً أن “المملكة لن تكون عائقاً أمام عودة سورية إلى الجامعة العربية وتسعى المملكة بكل جهدها لفعل ذلك".

وقال رئيس رابطة السوريين الكرد "عبد العزيز تمو" لـ"نداء بوست": "هناك العديد من الأنظمة العربية لم تكن تُخفي علاقتها مع نظام الأسد منذ بداية الثورة وخاصة العراق ولبنان ولاحقاً الإمارات والأردن والبحرين وسلطنة عمان وليس بغريب أن تظهر هذه العلاقات وتطفو على السطح مستغلة الكارثة الإنسانية التي ضربت سورية لإعادة تعويم الأسد سياسياً".

وأضاف "تمو “ قائلاً: إشراك نظام الأسد الذي قتل شعباً بالكامل لدخوله الجامعة العربية لم نسمع صوتاً واحداً أو تصريحاً لمنظمة أو حزب سياسي برفضه هذه الزيارة ومصافحة ممثليه يد المجرم بشار الأسد الذي قتل الأطفال والنساء واستباح دماء الشعب السوري".

كما أشار "تمو" إلى أن مطلب الشعب السوري هو الحل السياسي تحت مظلة الأمم المتحدة والقرار ٢٢٥٤ والمبادرة العربية إنْ وُجدت وبالتالي لم تطرح على السوريين سواء كانت جهات معارضة رسمية أو منظمات المجتمع المدني خارج إطار المعارضة الرسمية ستبقى هذه المبادرة تطبيعاً مع بشار الأسد وعودته إلى الجامعة العربية".

وختم "تمو" بقوله: "التعويل على أن النظام سيُنهي الدور الإيراني في سورية هو ضرب من الخيال وبالنهاية التطبيع وجلب القاتل إلى حضن الجامعة العربية لن يغير من المعادلة شيئاً؛ لأن هذه جامعة الحكومات العربية ولا تمثل الشعوب العربية، ومهما كانت هناك محاولات لإعادة تأهيل هذا النظام يبقى الشعب السوري هو صاحب الكلمة الأخيرة".

ومن جانب آخر قال عميد كلية الإعلام الأسبق في جامعة دمشق الدكتور "يحيى العريضي" لـ"نداء بوست": "إن 12 عاماً من القتل والدمار لم تكن كافية على السوريين ليأتي بعدها الزلزال ومن ثَم تأتي موجة التطبيع مع النظام السوري، الخطوة التي أقدمت عليها الدول سببها هو البحث عن لعب دور مرسوم لا علاقة له بالإنسانية".

وأضاف العريضي: "هم ينفذون «مهمات محددة» رُسمت لهم ربما من قِبل بعض الدول كـإسرائيل لكن الجميع يعلم سلوكيات هذا النظام المجرم الذي لن يزيح الدور الإيراني في سورية".

كما أشار العريضي خلال حديثه إلى أن المملكة السعودية تعرف جيداً أن مشكلتها مع إيران تلعب دوراً مهماً في هذا الاتجاه لكن عند الاصطدام بتجذر المشروع الإيراني مع مشروع نظام الأسد فسترفع المملكة الورقة الحمراء تجاه الخطوة وستعثر كل المساعي".

وختم العريضي بقوله: "كل هذه مؤشرات تفيد بأن هذا يسمى القيام بالدور كأدوات منفذة فقط والدول المطبعة العربية وغير العربية تعلم جيداً أن النظام غير قابل لتنفيذ أي شروط وسيعطل جميع المساعي والمبادرات ولن يتمكن من تحقيق ما يريده ولن تحقق الدول ما تريده من نظام الأسد".

المقالات المنشورة في "نداء بوست" تعبّر عن آراء كتابها وليس بالضرورة عن رأي الموقع.


أحدث المواد