الدبلوماسية السرية تساعد النظام السوري في الضغط على الاتحاد الأوروبي بشأن العقوبات
نشر موقع "إنتليجنس أونلاين" الفرنسي، الذي يركز على نشر معلومات استخبارية، تقريراً قال فيه: إنه على الرغم من أن النظام السوري لا يزال معزولاً على الساحة الأوروبية، إلا أنه يأمل في أن يخفف الاتحاد الأوروبي العقوبات التي فرضها عليه.
وأضاف التقرير أن قرار محكمة العدل التابعة للاتحاد الأوروبي بإلغاء إدراج رجل الأعمال السوري الذي له صلات بالنظام السوري، نزار الأسد، في 8 آذار/ مارس، شجَّع النظامَ في جهوده لإقناع هيئات أوروبية أخرى برفع عقوباتها التي فرضتها عليه.
وكشف الموقع عن زيارات غير رسمية يجريها بعض الشخصيات الأوروبية إلى دمشق، حيث أكد أن فنسنت بيسيفو، وهو رجل قانون ترك منصبه بالعمل على عقوبات الاتحاد الأوروبي مع مجلس الاتحاد الأوروبي في أواخر عام 2022، قام بزيارة غير رسمية إلى دمشق في تشرين الأول/ أكتوبر من أجل لقاء شخصيات محلية بارزة هناك.
وقد تم التقاط صورة له نُشرت على تويتر وهو يقف بجانب البطريرك مور إغناطيوس أفريم الثاني، الذي عبّر عن موقفه ضد عقوبات الاتحاد الأوروبي على النظام السوري عندما كان في أوروبا.
وأكد التقرير أن البطريرك أرسل خطابات ورسائل تندد بهذه العقوبات إلى الرئيسين الفرنسي إيمانويل ماكرون والأمريكي جو بايدن، في أوائل عام 2021.
كما ذكر التقرير أن بيسيفو ليس غريباً على الشؤون السورية، ففي عام 2019، عمل في قضية رامي مخلوف، لكنه تم تعيينه منذ ذلك الحين في منصب جديد لا علاقة له بالعقوبات.
وفي تقاريره الأخيرة التي أعدها للمجلس قبل مغادرته، بدأ بيسيفو في الكتابة تدريجياً لصالح إعادة تقييم سياسة العقوبات على النظام السوري، بالتعاون مع القطاع المصرفي.
على ما يبدو، ومن دون أن يخبر رؤساءه في المجلس، عندما كان في دمشق، التقى بيسيفو مع القائم بأعمال السفارة النمساوية في سورية، بيتر كرويس، وأبدى المسؤول النمساوي ميلاً ضد عقوبات الاتحاد الأوروبي على النظام خلافاً للموقف الرسمي لفيينا.
فحتى عام 2020، كان مندوب النمسا في مجموعة عمل مشارق/ مغارب العربية، التابعة لمجلس الاتحاد الأوروبي والتي تشرف على القرارات المتعلقة بالعقوبات إلى جانب دائرة العمل الخارجي الأوروبي.
ولم تكتفِ الوكالة بالكشف عن شخصية واحدة قامت بزيارة النظام في دمشق، بل أظهر تقريرها أن بيسيفو ليس المسؤول الأوروبي الوحيد الذي يحاول حثّ الاتحاد الأوروبي على إعادة تقييم سياسة عقوباته.
فعضو البرلمان الأوروبي تييري مارياني، رئيس مجموعة برلمانية أوروبية للمسيحيين من الشرق الأوسط وزائر دائم لدمشق، كلّف الاتحاد الأوروبي مراراً وتكراراً بمهمة بشأن هذه القضية.
وبينما يستمر الجدل حول العقوبات في دمشق وبروكسل، يحاول النظام السوري تسريع إعادة اندماجه الإقليمي، بدءاً من الاستعدادات لتطبيع علاقاته مع السعودية.
لكن هذه الأمور تسير جنباً إلى جنب مع آمال النظام في استعادة علاقاته مع الغرب، فعندما زار أعضاء "اتحاد غرف التجارة السورية" باريس للمرة الأولى منذ 12 عاماً في 15 آذار/ مارس الماضي، أظهروا عزم النظام وإصراره على ضرورة رفع العقوبات، قبل أيّ خطوات نحو استعادة العلاقات الاقتصادية بينهما.
المصدر: إنتليجنس أونلاين/ ترجمة: عبد الحميد فحام