الحرائق تتوسع في حقول القمح شمال سورية وتهدد المواسم الزراعية وعمل المخابز
يتفق حسين العبد الله مع صاحب أحد حصادات القمح على جني محصوله ليلاً في منطقة "معارة النعسان" الواقعة على خطوط التماسّ مع النظام السوري بريف إدلب شمال غرب سورية.
حاول العبد الله جني محصوله في النهار قبل عدة أيام فتعرض للقصف بقذائف مدفعية، ما تسبب باحتراق جزء من أرضه قبل أن يقوم الدفاع المدني بإطفائه.
ويقول العبد الله في حديث لموقع "نداء بوست": "بعد النزوح لم يبقَ لنا سوى هذا الموسم لكي نعيش منه، لذلك نغامر بحياتنا من أجل جنيه وبيعه فنحن بين خيارين أحلاهما مر وهو إما نعرض حياتنا للموت أو نموت جوعاً".
ويضيف في حديثه، أنه "تعرضت الكثير من المواسم الزراعية للاحتراق بسبب القذائف على المحاصيل، وأصيبت عائلة كاملة أثناء جني محصولها، وهو ما يهدد هذا الموسم بشكل كامل".
ويغامر مئات السوريين بحياتهم بهدف جني محصول القمح في أراضيهم، التي تقع على خطوط التماس مع المناطق التي يسيطر عليها النظام شمال سورية.
وتتواجد آلاف الدونمات المزروعة بالقمح في المناطق الفاصلة بين مناطق سيطرة النظام السوري والمعارضة السورية، وخصوصاً في ريفي إدلب وحلب.
استهداف متكرر
وبشكل متكرر يستهدف النظام السوري المزارعين بالرشاشات الثقيلة وقذائف المدفعية ما تسبب بإصابة عائلة قبل أيام في منطقة معارة النعسان بريف حلب.
ومع ذلك، يستهدف النظام الأراضي الزراعية المملوءة بالقمح بهدف حرقها حينما يعلم بوجود حركة للمزارعين الذين يعملون تحت أنظار قواته بهدف حصد محاصيلهم لكسب لقمة عيشهم.
ويعمل المزارعون على إيجاد وسائل لمنع استهدافهم كالحصاد ليلاً، أو إطفاء الأضواء للحصادات وذلك بهدف تجنب الاستهداف قدر الإمكان والحفاظ على أرواحهم.
أعرب عمر الريا عن سعادته بعد جني محصوله من القمح في منطقة ملس شمال إدلب، مؤكداً أنه يملك محصولاً وفيراً بسبب هطول الأمطار بشكل كافٍ هذا العام وعدم احتراق أي جزء من أرضه جراء القصف أو أدوات الاشتعال كالسجائر وغيرها.
ويقول في حديثه لموقع "نداء بوست": إن عدم جني كل محصول القمح في شمال سورية سيتسبب بأزمة غذائية حادة، لأنه بالأصل يتم استيراد الطحين من الخارج لصنع الخبز بأسعار مرتفعة ما يرفع سعر الخبز".
وأضاف أنه في السابق كانت هناك مساحات زراعية كبيرة في جنوب إدلب وشمال حماة، ولكن النظام السوري سيطر عليها وقام بزراعتها بعد تهجير سكانها كي يستفيد من القمح هو وعناصره وضباطه".
وقد سيطر النظام السوري عام ٢٠١٩ على مساحات زراعية كبيرة كانت تزرع بالقمح قي جنوب إدلب وشمال حماة، ما تسبب بأزمة غذائية كبيرة ونقص في محصول القمح ما دفع الأفران للاستيراد من تركيا، بهدف كفاية مناطق شمال سورية بعدما كانت المنطقة مكتفية ذاتياً بل وتصدر لخارج سورية.
حرائق بالجملة
واندلعت 7 حرائق في شمال غربي سورية، 4 منها في مناطق زراعية في قرية الغفر.
وأدى لاحتراق نحو دونمين من المحاصيل، وفي مدينة مارع بريف حلب الشمالي وأدى لاحتراق نحو 800 متر من محصول القمح.
كما رصدت فرق الدفاع المدني حريق في أرض محصودة في مدينة "الدانا" شمالي إدلب، وحريق مماثل في قرية "دويبق" شمالي حلب.
كما اندلع حريق حراجي في قرية "خربة الجوز"، وحريق في خيمة بمخيم المقاومة في بلدة "شمارخ"، وآخر في براكية تحوي صناديق فارغة، من البلاستيك، في مدينة أعزاز، أخمدت فرقنا بعض الحرائق وبردتها واقتصرت أضرارها على المادية.
بدوره، أشار محمد العادل وهو أحد عناصر الدفاع المدني السوري الذين يعملون في إطفاء الحرائق، بأن فرقهم مستنفرة على مدار الساعة لإطفاء الحرائق في شمال غرب سورية.
وفي حديث لموقع "نداء بوست" أكد العادل بأن هناك يومياً عشرات الحرائق والموسم لم ينتهِ، بعد لذلك فإن خطر امتدادها جراء قصف النظام وكذلك موجة الحر أكبر من أي وقت مضى.
وأضاف في حديثه بأنهم خسروا أحد المتطوعين في فريق الدفاع المدني خلال الأيام السابق خلال إطفاء حريق ضمن أرض مزروعة بالقمح بريف حلب.
حرائق ضخمة
ورصدت فرق الدفاع المدني اندلاع حرائق ضخمة بأعشاب يابسة وأراضٍ مزروعة بأشجار مثمرة على أطراف قرية أم جلود في ريف حلب الشرقي ما يهدد عشرات الهكتارات المزروعة بالحبوب بالتلف.
ويشكل تهديداً على الأمن الغذائي وقوت السكان في حال وصول هذه الحرائق إلى الأراضي المزروعة بالحبوب.
واستنفرت فرق الدفاع لمواجهة هذه الحرائق في حال امتدادها إلى المناطق التي تعمل فيها، وللمساعدة في إخماد هذه الحرائق في حال تمكنت من الوصول إليها.
جدير بالذكر أن وزارة المالية والاقتصاد - والمؤسسة العامة للحبوب في الحكومة السورية المؤقتة حددت أسعار القمح القاسي والطري، إذ أصبح سعر القمح القاسي 475 دولاراً للطن الواحد الصافي من الدرجة الأولى، فيما أصبح سعر القمح الطري 460 دولاراً للطن الواحد الصافي من الدرجة الأولى.