التهريب من لبنان يُشعل الصراع بين قوات النظام في حمص

التهريب من لبنان يُشعل الصراع بين قوات النظام في حمص

نداء بوست- سليمان سباعي- حمص

شهدت القرى الحدودية مع لبنان بريف حمص الغربي خلال الـ 24 ساعة الماضية حالة من الاستنفار الأمني عقب انتشار حواجز طيارة جديدة تابعة لفرع مخابرات الأمن العسكري على المفارق الرئيسية والترابية المؤدية إلى قرى الناعورة والمشيرفة المتاخمة للشريط الحدودي بين لبنان وسورية.

حمص

وقال مراسل ‘‘نداء بوست’’ في حمص: إن الاستنفار الأمني يأتي عقب اندلاع اشتباكات مسلحة بين أبناء قرية الناعورة مع عناصر حواجز أمن الفرقة الرابعة التي يديرها إيهاب الراعي، والتي أسفرت عن مقتل شخصين وإصابة ستة آخرين تم نقلهم إلى داخل الأراضي اللبنانية لتلقي العلاج اللازم.

الفرقة الرابعة

ولفت مراسلنا إلى أن ريف حمص الغربي يشهد حالة من الصراح بين حواجز الأمن العسكري، وحواجز أمن الفرقة الرابعة نظراً لأهمية القرى الحدودية مع لبنان التي تُعتبر خط التهريب الرئيسي الذي تسلكه مجموعات (مدنية) موالية للفرقة الرابعة.

كما أكدت مصادر محلية لـ "نداء بوست" أن حواجز فرع الأمن العسكري تُعتبر المسؤول الأول عن اندلاع الاشتباكات بين أبناء قرية الناعورة العاملين بمجال التهريب خارج عباءة (أمن الفرقة الرابعة) مع حواجز الرابعة، الأمر الذي يخدم مصالحها ويفتح للأمن العسكري المجال بدخول المنطقة وتثبيت نقاط وحواجز عسكرية لاقتسام الأرباح من عملية التهريب.

ريف حمص

وأضافت المصادر التي طلبت عدم الكشف عن هُوِيَّتها -لأسباب أمنية- أن الشريط الحدودي بأكمله يخضع لهيمنة الفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الأسد بالتنسيق مع ميليشيا حزب الله اللبناني من الطرف المقابل، بالإضافة إلى أن خطوط التهريب بين البلدين انشطرت إلى قسمين: الأول يمتد من مدينة قطينة جنوب غرب مدينة حمص مروراً بمدينة القصير ومنها إلى جبال القلمون الخاضعة لسيطرة حزب الله اللبناني بشكل مطلق.

أما بالنسبة للقسم الثاني فهو القرى المتاخمة للشريط الحدودي بريف حمص الغربي بدءاً من قرى بزايا وبعيون والمشيرفة والناعورة التابعة لمنطقة حديدة، والمقابلة لمنطقة وادي خالد اللبنانية، بالإضافة لقرى فلاح وقريات وحالات وأم جامع التابعة لقضاء تلكلخ المتاخمة بدورها للشريط الحدودي اللبناني من الجهة الشمالية.

ووجَّهت الفرقة الرابعة اهتماماً للمنافذ الحدودية غير الرسمية التي تربط ريف حمص الغربي متمثلاً بقطاع وادي خالد ومدينة تلكلخ مع لبنان والذي كان يخضع لهيمنة الجمارك والأمن العسكري بالإضافة لميليشيات من الدفاع الوطني وتمكنت من إزاحة من سبق والزجّ بعناصر تابعين لـ (مكتب أمن الرابعة) لتتمكن بهذه الخطوة من الانفراد بالسيطرة التامة على طرق التهريب بين البلدين.

حزب الله

وتأتي تلك الخطوة عقب افتتاح ميليشيا حزب الله اللبناني معبر مطربا الحدودي رسمياً من مدينة القصير إلى الأراضي اللبنانية.

الخطوة التي اتخذتها الفرقة الرابعة بحق هيكلة الحواجز الأمنية التابعة لـ"فرع مخابرات الأمن العسكري 261" الذي يترأسه العميد محمد سليمان قنا خلقت جواً من التوتر بين الطرفين، دفع الأخير لتأجيج الموقف بين عناصر حواجز أمن الفرقة الرابعة مع أهالي القرى الحدودية الذين يقومون بتهريب الأشخاص بين البلدين لتندلع على إثره اشتباكات مسلحة مؤخراً في قريتَي الناعورة التابعة لمدينة حديدة، وأبو المشاغيب التابعة لمدينة تلكلخ بريف حمص الغربي، الأمر الذي هيَّأ الظرف المناسب للزج بحواجز طيارة تابعة لفرع الأمن العسكري في المنطقة بحجة إنهاء الخلاف والحول دون تصاعُده بين الطرفين.

الأمن العسكري

يُذكر أن فرع الأمن العسكري بدأ العمل على استقطاب أبناء القرى الحدودية مع لبنان بالإضافة لقادة ميليشيات الدفاع الوطني المتواجدين في المنطقة وعلى رأسهم مجموعات شجاع العلي الذي ينحدر من مدينة حديدة بهدف تعزيز موقفهم أمام سطوة الفرقة الرابعة، الأمر الذي قد يتطور لصراع نفوذ وفرض هيمنة بين قوتين تُعتبران من ركائز نظام الأسد.

المقالات المنشورة في "نداء بوست" تعبّر عن آراء كتابها وليس بالضرورة عن رأي الموقع.


أحدث المواد