التهاب الكبد الوبائي يتفشى في درعا
وثّقت مديرية الصحة في محافظة درعا جنوبي سورية، أكثر من ألف إصابة بالتهاب الكبد الوبائي في المحافظة.
ونقل موقع "غلوبال" الموالي عن مدير صحة درعا بسام سويدان، قوله: إن الإصابات تتركز في بلدتَي الشجرة وعين ذكر، بسبب تلوث واختلاط مصادر مياه الشرب بمياه الصرف الصحي الشهر الماضي، نتيجة "التعديات" من قِبل بعض مزارعي المنطقة.
وأكد مصدر طبي في بلدة الشجرة استمرار انتشار مرض الكبد الوبائي، حيث تم تسجيل ما يقارب الـ١٣٠٠ حالة في قرى حوض اليرموك، وفي تطور آخر خطير لهذا المرض بدأت أعراض هذا المرض بالظهور على الفئات العمرية الأكبر سنّاً في حين كان سابقاً منتشراً بين الأطفال.
وقدم أهالي المنطقة عدة شكاوى إلى "مؤسسة مياه درعا" التابعة للنظام السوري، لمتابعة الأمر وإيجاد حل لهذه الكارثة، إلا أنها لم تَقُمْ بأيّ تحرُّك رغم أن التلوث يظهر بوضوح في طعم ولون المياه.
ووجد أهالي المنطقة البالغ عددهم نحو 25 ألف نسمة، أنفسهم مجبرين على شراء مياه الشرب من الصهاريج مرتفعة الثمن، وذلك بعد توقُّف ضخ المياه في الشبكة الرئيسية بسبب التلوث.
كما حصل موقع "نداء بوست" على تسجيل مصوَّر من ريف درعا الغربي يظهر توجُّه الأطفال المصابين بالالتهاب إلى النقاط الطبية لتلقي العلاجات بأنفسهم لعدم وجود سيارات إسعاف ولكثرة أعداد الإصابات.
إهمال النظام السوري فاقم المشكلة
وأوضح مصدر أهلي لـ"نداء بوست" أن سبب تلوث المياه يعود إلى كثرة الأعطال الموجودة في خطوط الدفع من محطة عين ذكر، وتراكم النفايات على أماكن الخلل.
كما أكد المصدر أن أهالي مدينة الشجرة طالبوا مديرية المياه منذ سنوات بإصلاح الأعطال وإزالة التعديات على الشبكة الرئيسية، لكنها لم تستجب لهم.
وبخصوص استجابة النظام السوري للكارثة الحالية، قال المصدر الذي فضل عدم الكشف عن هُوِيّته لأسباب أمنية: إن "مديرية الصحة" في درعا أرسلت سيارة طبية متنقلة تحوي سيرومات منتهية الصلاحية.
وأيضاً لفت المصدر إلى أن مديرية التربية رفضت تعليق الدوام في مدارس المنطقة، ما أدى إلى ارتفاع عدد الإصابات بشكل كبير وانتقالها إلى القرى المجاورة لمدينة الشجرة، بسبب الاختلاط داخل الغرف الصفية.
الجدير بالذكر أنه منذ سيطرة النظام السوري على درعا صيف عام 2018، حرم المحافظة من جميع الخدمات انتقاماً منها؛ كونها كانت شعلة الثورة ضده، حيث تشهد المنطقة انعداماً شِبه تامّ للكهرباء والاتصالات والمراكز الطبية والتعليمية.