التطبيع بين تركيا والأسد يعود إلى الواجهة.. روسيا تُحضر لاجتماع جديد بمشاركة إيران

التطبيع بين تركيا والأسد يعود إلى الواجهة.. روسيا تُحضر لاجتماع جديد بمشاركة إيران

جددت وزارة الخارجية الروسية، الحديث عن عملية التطبيع بين تركيا والنظام السوري، بعد تجمد المسار خلال الفترة الماضية بسبب الخلافات بين الجانبين ثم تداعيات الزلزال الذي ضرب المنطقة في السادس من الشهر الجاري.

قال نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف إن "الخلافات بين دمشق وأنقرة يمكن تجاوزها وسنواصل مساعدة الطرفين في إيجاد حلول مقبولة لهما من أجل تطبيع العلاقات بين الدولتين واستعادة علاقات حسن الجوار التقليدية السورية التركية".

ورداً على سؤال حول إمكانية عودة العلاقات قريباً، قال بوغدانوف في مقابلة مع وكالة "سبوتنيك" الروسية: "هذا أحد أهداف عملية التفاوض النهائية لتطبيع العلاقات السورية التركية، ويجب أن تكون استعادة العلاقات الدبلوماسية بين دمشق وأنقرة، واستئناف عمل البعثات الدبلوماسية في كِلا البلدين إحدى نتائج الجهود المشتركة في هذا الاتجاه".

وأضاف: "لا نربط العملية الانتخابية في تركيا بتطبيع العلاقات بين دمشق وأنقرة. فمُضِيهما تجاه بعضهما البعض، والعودة إلى علاقات حسن الجوار والتعاون، ليس مصلحة ظرفية بل مصلحة طويلة الأمد لكل من سورية وتركيا".

وأشار إلى أن مسألة تطبيع العلاقات بين تركيا والنظام السوري تم مناقشتها خلال القمة الثلاثية لزعماء الدول الضامنة لمسار أستانا في طهران منتصف العام الماضي، مضيفاً: "وفي كانون الأول/ ديسمبر الماضي بادر الرئيس أردوغان بإطلاق مشاورات متعددة المستويات بين ممثلي النظام السوري وتركيا، بمساعدة روسيا، والتي يمكن أن تتوج باجتماع قمة. وقد دعمناها بقوة في 28 كانون الأول/ ديسمبر 2022".

وأوضح بوغدانوف أن الاجتماع الذي عقد في موسكو بين وزراء الدفاع ورؤساء أجهزة المخابرات في تركيا وروسيا والنظام السوري، "تم خلاله تحديد المجالات الرئيسية لاستمرار العمل المشترك وإنشاء آلية خبراء لتنسيقه".

ولفت بوغدانوف إلى أن إيران أعربت عن رغبتها في الانضمام إلى عملية التفاوض، موضحاً أن روسيا أيدت مشاركتها، "نظراً لطبيعة العلاقات التي تربطها بدمشق وأنقرة، وكذلك دورها الإقليمي، ومشاركتها البناءة في صيغة أستانا".

ومضى بالقول: "الشيء المهم هو أن الأطراف المعنية وافقت على ذلك، ويجري العمل حالياً على تحديد طرق تنظيم اجتماع رباعي على مستوى وزراء الخارجية بمشاركة إيران، فجميعنا لدينا هدف مشترك وهو تسوية الوضع في سورية واستقرار الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط ككل".

وختم بالقول: "كل هذه الاتصالات بين المسؤولين الأمنيين والدبلوماسيين تهدف إلى تهيئة الظروف للمفاوضات السورية التركية على مختلف المستويات، وأود أن أؤكد أننا نتحدث عن عملية تفاوض، والتي من خلالها تتبلور الاتفاقات المحتملة".

وخلال الفترة التي سبقت الزلزال تباطأت عجلة التطبيع التركي مع النظام السوري، وتراجعت وتيرة التصريحات التي كان يطلقها المسؤولون الأتراك في هذا الصدد.

كما أن النظام السوري صعّد من لهجته ضد تركيا وجدَّد مطالبتها بالانسحاب من الأراضي السورية والتوقف عن دعم المعارضة، كما أن بشار الأسد عاد ليصف أنقرة بأنها دولة احتلال تدعم الإرهاب.

الجدير بالذكر أن ذلك جاء في أعقاب زيارة وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إلى دمشق ولقائه بشار الأسد ووزير خارجيته فيصل المقداد، وسط تصريحات رسمية تتحدث عن مساعٍ إيرانية للمشاركة في المفاوضات بين النظام وتركيا وضمان لعب دور بارز فيها.

المقالات المنشورة في "نداء بوست" تعبّر عن آراء كتابها وليس بالضرورة عن رأي الموقع.


أحدث المواد