الاقتصاد والتطبيع مع الأسد.. غير مفيد للعرب، ولكن ماذا عن الأتراك؟

الاقتصاد والتطبيع مع الأسد.. غير مفيد للعرب، ولكن ماذا عن الأتراك؟

 

بعد أن عادت الاجتماعات الوزارية والاستخباراتية التركية لمسار التطبيع مع النظام السوري قبل الانتخابات التركية المقرر عقدها في 14 أيار/مايو قبيل اجتماع سيضم وزراء خارجية روسيا وإيران وتركيا ونظام الأسد. حيث استضافت العاصمة الروسية يوم الثلاثاء الماضي وزير الدفاع التركي خلوصي أكار ورئيس الاستخبارات التركية هاكان فيدان ونظيرهم الروسي ووزير دفاع النظام السوري في أجواء وصفت بالإيجابية في العاصمة الروسية موسكو.

 

الاجتماع الرباعي

يذكر أنه الاجتماع الثاني بعد اجتماع موسكو الذي جرى في تاريخ 28 كانون الأول/ ديسمبر العام الماضي لاستكمال مفاوضات التطبيع التركي مع النظام لكن بعد دخول إيران كطرف رابع في مسار التقارب مع نظام الأسد.

وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالن: إن بلاده ستكمل مسار المفاوضات مع النظام السوري بعد الانتخابات الرئاسية التركية والتي بدأت برعاية روسية في 28 كانون الأول/ديسمبر الماضي.

ووفق ما ذكرت وزارة الدفاع التركية عن أنه تمت مناقشة الخطوات الملموسة التي يمكن اتخاذها في مجال تطبيع العلاقات التركية مع النظام خلال الاجتماع الرباعي في موسكو.

https://nedaa-post.com/?p=69843

التطبيع مع النظام السوري

وفي السياق ذاته، وبعد ساعات قليلة من تصريحات أدلت بها وزارة الدفاع التركية عن أن المحادثات كانت إيجابية، تقول صحيفة الوطن الموالية نقلاً عن مصدر في النظام: إن لا صحة للبيان الذي بثته الدفاع التركية والتي تتحدث عن خطوات ملموسة تتعلق بتطبيع العلاقات بين تركيا وسورية".

https://nedaa-post.com/?p=68208

ربما يبدو المشهد مرة أخرى أكثر تعقيداً في شروط واضحة وضعتها تركيا للنظام السوري تنص على إعادة اللاجئين إلى مناطق آمنة والتأكيد على عملية إحلال السلام ومكافحة الإرهاب من خطر التنظيمات الإرهابية التي تشكل خطراً على الأمن القومي التركي وفي المقابل يطلب النظام انسحاب القوات التركية من الأراضي السورية وهذا ما لم تقبله أنقرة بحسب ما جاء على لسان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو الأسبوع الماضي مؤكداً على أن تركيا لن تتخلى عن موقفها تجاه اللاجئين السوريين، وللمعارضة السورية رغبة بتحريك الملف السوري لإيجاد حل للأزمة التي ألقت بثقلها على الدول المعنية بحضور الاجتماع الرباعي إيران روسيا وتركيا على حد تعبيره لكن في المقابل يتم النظر أيضاً لمسار التطبيع على أنه يحمل عدة جوانب سياسية واقتصادية قد تكون من المحركات أو الدوافع التي جعلت التفاوض قائم مع النظام على الصعيد الاقتصادي لخلق  فرصة لتحقيق مصالح دولية تعود بفوائد على دول الجوار مثل تركيا ودول عربية أخرى.

https://nedaa-post.com/?p=59920

يقول الباحث الاقتصادي في مركز "جسور للدراسات" خالد تركاوي لنداء بوست: إن قضية الفوائد الاقتصادية للجانب التركي محققة بشكل كبير فيما يتعلق بالدخول إلى السوق السورية ويتم بيع في السنة الواحدة حوالي مليار و200 دولار من السلع في الداخل السوري".

وأضاف تركاوي بأن تركيا تقوم بتقديم خدمات كالكهرباء في الشمال السوري حتى في عمق مناطق النظام وبالمجمل تصل زيادتها لكن لا يتوقع الجانب التركي الكثير من المشتريات على صعيد السلع والخدمات.

دوافع اقتصادية

وأشار تركاوي إلى أن " الحكومة التركية تهتم بفتح الطريق البري الذي يأتي من تركيا إلى معبر باب الهوى ثم إلى درعا وصولاً إلى الحدود الأردنية معبر نصيب وهو خط جيد وحقيقة يسمح بإيصال السلع التركية إلى دول الخليج بشكل سريع ومقبول ولكن هناك طريق بديل عبر العراق من الممكن فتحه على خلفية المصالحة التي حصلت أو باتجاه الكويت".

ونوه تركاوي بقوله: بالنسبة للجانب التركي لديه طريق سورية الذي ربما يكون أسهل نحو المملكة العربية السعودية وتكون فائدته جيدة اقتصادياً وهناك بدائل متاحة كسفن وشحن والنقطة الأهم هي شرق البحر المتوسط أي اتفاق في موضوع غاز شرق البحر المتوسط وأي اتفاق مع سورية ولبنان يستطيع أن يقوي الموقف التفاوضي التركي، وخاصة أنها تقف في هذا الإطار في وجه اليونان وقبرص وهما دول قوية وتقف إلى جانبها إسرائيل لذلك ربما أيضاً تحتاج بعض الدول المشاطئة على مياه البحر المتوسط مثل سورية ولبنان".

https://nedaa-post.com/?p=68070

التطبيع العربي مع نظام الأسد

أما بالنسبة للدوافع الاقتصادية للدول العربية للتطبيع مع النظام السوري يرى تركاوي أن  الموضوع مختلف تماماً لافتاً بقوله: "لا يمكننا النظر على أن المصالح الاقتصادية هي المحرك الرئيسي لمسار التطبيع لأن الدول العربية كالمملكة السعودية والإمارات ليس لديها مصالح اقتصادية حالية في سورية، والفرص التي يمكن أن تنشأ هي  فرص ضئيلة نسبياً ومن الممكن إنشاؤها في أي مكان آخر من العالم بمعدل أرباح أعلى ونسبة أمان أكبر".

https://nedaa-post.com/?p=60484

المقالات المنشورة في "نداء بوست" تعبّر عن آراء كتابها وليس بالضرورة عن رأي الموقع.


أحدث المواد