الاتحاد الأوروبي يطالب النظام السوري بتنازلات جوهرية قبل التطبيع معه
طالب الاتحاد الأوروبي النظام السوري بتقديم تنازلات جوهرية قبل أي تطبيع للعلاقات معه.
جاء ذلك في تصريح لرئيس البعثة الأوروبية إلى سورية، دان ستوينسكو، أدلى به لموقع "العربية نت".
وأكد ستوينسكو أن الاتحاد الأوروبي مصر على موقفه بأنه يتوجب على النظام السوري تقديم تنازلات جوهرية قبل أي تطبيع للعلاقات معه.
كما دعا النظام إلى "الوفاء بالتزاماته التي اتفق عليها مع الدول العربية والمنصوص عليها في بيان عمان، واتخاذ خطوات ذات مصداقية لتنفيذ القرار 2254".
وأضاف: "الاتحاد الأوروبي سيواصل الدعوة إلى حل سياسي في سورية بقيادة الأمم المتحدة، مع التأكيد على أهمية العدالة والمساءلة ومحاسبة منتهكي حقوق الإنسان ومرتكبي جرائم حرب، لأن الشعب السوري عانى الكثير".
وضع الشباب في سورية
وصف ستوينسكو وضع الشباب في سورية بـ"الصعب للغاية"، بسبب الشعور بالخوف وعدم الثقة ببعضهم البعض نتيجة القيود الصارمة التي فرضها قانون الجرائم الإلكترونية.
وقال إن "هذا الواقع المحزن هو العامل الأساسي الذي يدفع بهم إلى البحث عن ملاذ آمن بعيداً من وطنهم".
وأضاف: "الحالة الاقتصادية تبعث على القلق والشباب السوري ليس لديه أي طموحات أو مشاريع مهنية، وليس لديهم أي أمل في تغير الوضع على المدى القصير".
كما أشار إلى أن جميع الشباب يستخدم الشبكات الافتراضية الخاصة (VPN) للتواصل بالإضافة إلى مصادر وسائل الإعلام البديلة على الإنترنت.
وتابع: "هم يتحدثون مع عائلاتهم وأصدقائهم في دول الشتات ويفهمون الاختلاف في ما بينهم. يعرفون الحقيقة، لكن حريتهم في التعبير مقيدة".
الحل في سورية يبدأ بتغيير سياسي حقيقي
رأى ستوينسكو أن استعادة أمل السوريين والشباب في العيش بأمان ومن دون خوف يبدأ بإحداث تغيير سياسي حقيقي في دمشق ووقف الممارسات الأمنية تجاههم.
كما أكد أن الاتحاد الأوروبي يدعم الحل السياسي في سورية، ويقف إلى جانب الشعب السوري كما تجلّى في مؤتمر بروكسل الأخير.
ومنذ بداية الأزمة في سورية قدم الاتحاد الأوروبي مساعدات وصلت إلى حدود 30 مليار يورو، وفقاً لستوينسكو الذي أكد عدم وجود تصور بشأن المشاركة في إعادة الإعمار قبل حدوث تغييرات سياسية حقيقية.
رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي يجري زيارة إلى دمشق
أجرى رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي إلى سورية، زيارة إلى دمشق قبل أسبوع للوقوف على الأوضاع الإنسانية في البلاد.
وقال ستوينسكو في تغريدة على تويتر عقب الزيارة: "في طريق عودتي من سوريا إلى بيروت، أشعر بحزن بالغ".
وأضاف: "تسعة من كل عشرة سوريين شباب يريدون مغادرة البلاد، ولدى كل خمسة منهم خطط ملموسة وأربعة منهم يتعلمون اللغة الألمانية!".
وأردف: "هؤلاء في الغالب أشخاص متعلمون لامعون و من المؤسف أنهم لن يبقوا ليساعدوا وطنهم".
ومضى بالقول: "باتت معالجة الأسباب الجذرية للأزمة السورية و تبنّي موقف بنّاء بدلاً من التحدّي أكثر ضرورة الآن من أي وقت مضى!".