الإمارات تنقل الطفلة شام إلى أراضيها.. مدير جمعية ”عطاء” يوضح لـ”نداء بوست” ما جرى وناشطون يحذرون
نداء بوست- إسطنبول- خاص
نقلت الحكومة الإماراتية، يوم أمس الثلاثاء، الطفلة شام وشقيقها عمر، إلى أراضيها لتقلي العلاج من متلازمة الهرس، التي أصابتها بعد بقائها 40 ساعة جراء الزلزال الذي ضرب منطقة شمال غربي سورية في السادس من الشهر الماضي.
واشتهرت الطفلة شام الشيخ محمد البالغة من العمر تسعة أعوام عقب تصدُّر فيديو يُوثِّق إنقاذها وشقيقها عمر البالغ من العمر 15 عاماً مواقع التواصل الاجتماعي، حيث ظهرت وهي تحدث عناصر الدفاع المدني السوري ”الخوذ البيضاء” من تحت أنقاض منزلها في منطقة أرمناز بريف إدلب، وتطلب منهم عبوة ماء وتقترح عليهم طرقاً لسحبها، وكذلك وهي تدندن معهم أغنية تحمل اسمها.
https://twitter.com/SyriaCivilDefe/status/1623150825597009921?t=6zZIbAifoy3Qk-B3DI1juA&s=35
وجراء الزلزال سقط سقف المنزل على ساق شام، وتُواجِه -وفق الأطباء الذين كانوا يتولون رعايتها في إدلب- خطر بتر رجليها على مستوى الساقين كما أنها معرضة لمشكلات في القلب والكلى.
وعقب مناشدات من ناشطين إعلاميين وإغاثيين في إدلب، تم إدخال شام وعمر إلى الأراضي التركية يوم الخميس الماضي، لتلقي العلاج، وبحسب الناطق باسم معبر باب الهوى مازن علوش فإن هذين الطفلين أول ضحيتين يتم نقلهما لتلقي العلاج خارج البلاد.
وتم نقل شام وعمر في بادئ الأمر إلى مشفى حكومي في ولاية أضنة، إلا أنه بسبب الضغط وعدد الضحايا الكبير تم نقلها قبل ثلاثة أيام على متن طائرة خاصة تابعة لوزارة الصحة التركية لتلقي العلاج في مستشفى آخر في إسطنبول، بحسب ما أعلنت مديرة الاتصال في اللجنة السورية التركية المشتركة إيناس النجار، التي أشارت إلى وجود 2600 حالة في شمال غربي سورية تعاني من الهرس.
وفي 26 شباط/ فبراير الماضي، بدأ شام وعمر تلقي العلاج في إسطنبول، وحينها ظهر مدير جمعية عطاء للإغاثة الإنسانية خالد العيسى رفقة والد الطفلين وأعلن تولي الدولة التركية العلاج بالكامل في مشفى "تشام ساكورا" والتي تُعتبر المدينة الطبية الأكبر في أوروبا، مشيراً إلى أن الأطباء أكدوا أن ”هناك بصيص أمل لتجاوُز مسألة البتر”.
https://twitter.com/freeehsem/status/1629136506857168897?t=rKiob30ZvbdLk09FOE0riA&s=35
وتزامن ذلك مع مساعٍ من قِبل النظام السوري وروسيا للاستثمار في قضية الطفلة شام، حيث زعمت وسائل إعلام موالية أن النظام يحاول ”عَبْر عدة قنوات وساطة روسية وإماراتية إقناع تركيا بتسليم شام وشقيقها إلى الجهات الصحية السورية لإرسالهما إلى الإمارات للعلاج، لينضما إلى 6 أطفال سوريين من حلب واللاذقية وصلوا للعلاج في الإمارات بمبادرة من رئاسة النظام السوري، إلا أن الجانب التركي رفض”.
المدير العامّ لجمعية عطاء خالد العيسى قال في تصريح خاص لـ”نداء بوست”: إنه تم نقل الطفلة شام إلى الإمارات، بعد تواصُل القنصلية الإماراتية مع والدها، حيث تركت السلطات التركية الأمر له، وهو وافق على نقلها ونقل العائلة كاملة لاستكمال العلاج هناك.
وأوضح العيسى أن جمعية عطاء كان دورها ”رعاية العائلة المرافقة لشام من سكن وتنقل وملبس، والتنسيق لنقل شام وعمر والعائلة من أضنة إلى إسطنبول وتأمين دخولها لأكبر مدينة طبية في تركيا بل في أوروبا”.
وأضاف أن ”الحكومة التركية لم تقصر مع العائلة، وقدمت طائرة خاصة من وزارة الصحة لنقل شام وأخيها من أضنة إلى إسطنبول واستضافتهما بمستشفى شام ساكورا الحكومي وعلى نفقتها مع توفير كادر طبي متخصص لمتابعة الحالة”.
وأطلق ناشطون سوريون تحذيرات من أن يتاجر النظام السوري بمأساة الطفلة الشام التي تصدرت لأيام كبرى شاشات التلفزة وواجهات الصحف العالمية، للظهور بمظهر المخلص لأطفال سورية، بشكل مشابه لما حدث مع الطفل عمران دقنيش الذي ظهر يوم 18 آب/ أغسطس عام 2016 على وسائل الإعلام ووجهه ملطخ بالدماء والتراب، وتبدو عليه آثار الصدمة، بعد تعرُّض منزله للقصف ببرميل متفجر من قِبل قوات الأسد، ليخرج عقب سيطرة النظام على مدينة حلب بمقابلة على وسائل إعلام موالية تزعم أن ما حدث كان تضليلاً وأن عمران ”يعيش الآن في كنف الدولة السورية مع جيشها وقائدها وشعبها”.