الإدارة الذاتية التابعة لقسد تعلن الحسكة منطقة منكوبة.. ما السبب؟
أعلنت "الإدارة الذاتية" التابعة لقوات قسد مدينة الحسكة وريفها ومخيمات النازحين فيها شمال شرقي سورية، منطقة "منكوبة" بسبب نقص المياه.
واتهمت الإدارة الكردية الحكومة التركية بقطعها عن المنطقة، بتواطؤ من روسيا والنظام السوري.
وقال الرئيس المشارك لمديرية مياه الحسكة عيسى يونس، إن الحسكة وتل تمر وقراهما ومخيمي واشوكاني ورأس العين "مناطق منكوبة تكاد تنعدم الحياة فيها إلا بصعوبة بالغة".
وأشار في حديثه: "ليس لدينا الكثير من الخيارات في وقت لا ينفع فيه سوى الاستعجال في إيجاد الحلول، وبتضافر كل من يستطيع ذلك من جهات رسمية ومنظمات إنسانية لدرء تبعات هذه الأزمة المريعة عن الأهالي".
وأعرب يونس عن أسفه لأن الولايات المتحدة "لم تتخذ موقفاً حتى الآن وهو المطلوب منها ومن التحالف الدولي أيضاً كمسؤولية وواجب أخلاقي".
واتهم يونس، تركيا بقطع المياه عن مليون نسمة لأكثر من 40 مرة منذ عام 2019.
لا حلول في الأفق
وتجددت معاناة سكان مدينة الحسكة في تأمين المياه مع دخول فصل الصيف بشكل فعلي، وذلك في أزمة تبرز كل عام، دون وجود حلول فعلية لها.
ويعاني سكان مدينة الحسكة منذ سنوات من شح المياه وانخفاض جودتها في حال توفرت، وذلك نتيجة لعدم وجود مصدر ثابت يوفر مياه الشرب لهم.
ويوضح مراسل "نداء بوست" أن المصدر الوحيد المتوفر حالياً لتغذية المدينة هو محطة مياه علوك بريف رأس العين الشرقي المتوقفة عن العمل منذ فترة بسبب قيام الإدارة الذاتية بقطع خط الكهرباء المغذي للمحطة والقادم من محطة السويدية.
وفي حديث لـ"نداء بوست" يشير أبو محمد إلى معاناة السكان نتيجة تحكم أصحاب صهاريج نقل المياه بأسعار تعبئة الخزانات حيث بلغت تكلفة الخزان سعة خمسة براميل من 12 ألف ليرة إلى 15 ألف ليرة سورية.
كما أشار محدثنا إلى أن هذا الخزان بالكاد يكفي العائلة من أربعة إلى خمسة أيام على أقصى تقدير.
نقص المحروقات
ويبرر أصحاب الصهاريج، ارتفاع أسعار تعبئة الخزانات بعدم كفاية المحروقات المقدمة من قِبل ”الإدارة الذاتية” سواء مادتَي المازوت أو البنزين، واضطرار السائق لشرائها من السوق السوداء بأسعار مضاعفة.
وكان من المقرر أن يتم تشغيل محطة مياه علوك مع بداية شهر رمضان لتأمين المياه لأهالي مدينة الحسكة، إلا أن رفض “قسد” تزويد المحطة بالكهرباء إضافة لتراكم الأعطال داخل آبار المحطة أدى إلى تأخير عملية التشغيل.
ومنذ انطلاق عملية “نبع السلام” التي نفذها الجيشان الوطني السوري والتركي، أواخر عام 2019 ضد مواقع “قسد” في منطقتَيْ تل أبيض شمال الرقة، ورأس العين بريف الحسكة، قامت “قسد” بقطع التيار الكهربائي عن المنطقة من مصدره في “سد تشرين”، بينما بقي الخط المغذي لمحطة مياه علوك والقادم من بلدة الدرباسية.
وبين الحين والآخر تقوم” قسد” بقطع التيار الكهربائي عن المحطة حيث وصل عدد مرات القطع خلال الثلاثة أعوام الفائتة، إلى نحو 30 مرة، متهمة الجيش الوطني السوري والجيش التركي بعدم تشغيل المحطة وضخّ المياه إلى مدينة الحسكة.
وتعاني الحسكة من أزمة خانقة في توفير مياه الشرب لسكانها البالغ عددهم نحو مليون نسمة يتوزعون داخل المدينة والتجمعات السكانية الأخرى التابعة لها في الريف مع عدم توفر أي مصدر آخر لمياه الشرب.