الأمم المتحدة: المجتمع الدولي يدفع السوريين إلى حافة الهاوية

الأمم المتحدة: المجتمع الدولي يدفع السوريين إلى حافة الهاوية

 

أكدت الأمم المتحدة أن المجتمع الدولي يدفع السوريين إلى حافة الهاوية من خلال تخفيض المساعدات الإنسانية المقدمة لهم، وعدم وجود خطوات جدية للحل السياسي.

جاء ذلك في حديث للمنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في سورية آدم عبد المولى، يوم أمس الجمعة مع عدد من الصحافيين عبر تقنية الفيديو.

وأشار عبد المولى إلى وجود 16.7 مليون شخص في سورية يحتاجون إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية، بزيادة عن العدد المسجل العام الماضي وهو 15.3 مليون شخص.

كما أكد أن النداء الإنساني لعام 2024 الذي بلغ 4.07 مليار دولار غير ممول تقريباً مع مرور ثلاثة أشهر على العام، موضحاً أنه "حتى الأول من آذار/ مارس، تم تمويل 0.02 بالمائة فقط من متطلبات خطة الاستجابة".

ولفت إلى وجود ما لا يقل عن 12.9 مليون شخص في سورية يعانون من انعدام الأمن الغذائي، وأكثر من 7 ملايين نازح داخلياً، ومثلهم لاجئون حول العالم.

وأضاف: "نسمع يومياً كيف يضطر الناس إلى التخلي عن وجبات الطعام، أو سحب أطفالهم من المدارس حتى يتمكنوا من إعالة أسرهم، أو كيف تختار الأمهات الاستغناء عن أدويتهن من أجل إطعام أطفالهن، هذا أمر غير معقول".

وتابع: "الوضع يتفاقم بسبب انهيار الخدمات الاجتماعية الأساسية ونقص المساعدة التنموية، كما لا توجد لدى الشركاء في المجال الإنساني المرونة اللازمة إلا لتلبية الاحتياجات الفورية المنقذة للحياة فقط".

المجتمع الدولي يتحمل المسؤولية

حمل عبد المولى المجتمع الدولي المسؤولية عما آلت إليه الأمور في سورية، معتبراً أن السوريين "يُدفعون بشكل متزايد إلى حافة الهاوية من خلال إجراءات يائسة ورحلات محفوفة بالمخاطر إلى بلدان أخرى بحثاً عن حياة كريمة".

عبد المولى شدد على أن تكلفة التقاعس عن العمل "ستكون مكلفة للجميع وستؤدي حتماً إلى معاناة إضافية، إلا أنه أكد أن المساعدات الإنسانية تعتبر خط الدفاع الأخير للمتضررين.

وأوضح بالقول: "في غياب حل سياسي ومساعدات إنسانية مستدامة وذات معنى، فإن البلاد معرضة لمزيد من التفكك، والمزيد من التفكك في سورية قد يؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة بأكملها".

كما شدد المسؤول الأممي على أن "المناقشات حول مستقبل سورية يجب أن تترجم إلى عمل حقيقي، بما في ذلك من خلال عدم تسييس المساعدات الإنسانية، وتوفير استثمارات متوسطة وطويلة الأجل لاستعادة الخدمات الأساسية وسبل العيش من خلال برامج الإنعاش المبكر".

ومضى بالقول: "أي شيء أقل من ذلك سيعني أن الناس سوف ينزلقون إلى مستوى أعمق من الفقر وسيستمر الوضع في دوامة الهبوط، الشعب السوري يستحق ما هو أفضل".

المقالات المنشورة في "نداء بوست" تعبّر عن آراء كتابها وليس بالضرورة عن رأي الموقع.


أحدث المواد