الأخطاء الطبية تطارد أرواح السوريين في درعا والضحايا بالعشرات

الأخطاء الطبية تطارد أرواح السوريين في درعا والضحايا بالعشرات

نداء بوست- ولاء الحوراني- درعا

تشهد محافظة درعا تزايداً ملحوظاً في ظاهرة الأخطاء الطبية في المشافي العامة والخاصة على. سواء، وباتت هماً يؤرق الأهالي بسبب كثرة حالات الإيذاء والموت المباشر التي تخلفها.

مصدر طبي في المحافظة تحدث لـ”نداء بوست” شريطة عدم الكشف عن هويته لأسباب أمنية، أرجع ازدياد تلك الأخطاء إلى هجرة الكثير من الأطباء من ذوي القامات العلمية والمختصين إلى الخارج وتعويض النقص الحاصل بطلاب الجامعات المتدربين.

ويؤكد المصدر انخفاض عدد الأطباء في درعا إلى 54 طبيباً من أصل 321 طبيباً بشرياً ما بين اختصاصي وعام، كانوا متواجدين في المحافظة قبل عدة سنوات.

كما أكد أنه لا يوجد حالياً سوى طبيب واحد في كل من اختصاصات التخدير والإنعاش والبولية، في حين لا يوجد أي طبيب من اختصاص الأمراض الدموية والصدرية والجراحة العامة والعصبية.

يضاف إلى ذلك النقص الحاد في عدد الفنيين من اختصاص المخبر والأشعة والتخدير، فضلاً عن انخفاض ليس بقليل في الكادر التمريضي.

كذلك أشار المصدر إلى انتشار ظاهرة تواجد صيادلة بشهادات مزورة، وأشخاص غير مهنيين ولا يرتبطون بالقطاع الطبي في الصيدليات، مؤكداً أن ذلك أدى إلى تزايد الأخطاء الطبية القاتلة.

ويلجأ الأهالي إلى الصيادلة للحصول على المسكنات والمضادات الحيوية وغيرها من الأدوية التي تستخدم في الأمراض الموسمية كالزكام، ويؤدي وجود أشخاص من غير ذوي الاختصاص إلى حدوث أخطاء قاتلة خاصة حين يكون المريض طفلاً أو من أصحاب الأمراض المزمنة كالقلب والضغط والسكر.

وكشف المصدر أن حالات الوفاة نتيجة الأخطاء الطبية قد ارتفعت بنسبة 80 % خلال السنوات القليلة الماضية، ويتم التكتم عليها بسبب ضعف الثقافة الطبية للمريض وذويه ليأتي التقرير الطبي بأن سبب الوفاة هو تدهور صحة المريض نتيجة مرضه الأساسي.

وأدت الهجمات المتكررة التي شنها نظام الأسد على درعا إلى هجرة عدد كبير من الأطباء هرباً من الحرب والاستهداف، واليوم ورغم مضي نحو 5 سنوات على سيطرة النظام على المحافظة فإن فكرة السفر ما تزال تدور في أذهان من بقي من الأطباء بسبب الوضع الأمني المتدهور وما يتبعه من عمليات خطف وقتل وانتشار الميليشيات والسلاح بشكل عشوائي، فضلاً عن تدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية وغياب الأجهزة والمستلزمات الطبية.

المقالات المنشورة في "نداء بوست" تعبّر عن آراء كتابها وليس بالضرورة عن رأي الموقع.


أحدث المواد