ارتفاع الأسعار يدفع أهالي حمص للاستغناء عن المشروبات الرمضانية
نداء بوست- سليمان سباعي- حمص
دفع ارتفاع أسعار المشروبات الرمضانية أبناء مدينة حمص للاستغناء عن شرائها بعدما تخطى سعر اللتر الواحد من (الجلاب – العرقسوس- التمر هندي- قمرالدين) مبلغ 2500 ليرة سورية وهو ما يقارب مبلغ 10000 ليرة يومياً في حال تم شراء لتر واحد من كل صنف فقط.
وقال مراسل "نداء بوست" في حمص قال: إن محلات الحاج (السواس) الذي اشتهر منذ أمد بعيد بتحضير المشروبات الرمضانية حيث تحول إلى مقصد لأبناء الريف والمدينة على حدّ سواء لشراء عصائر الجلاب والعرقسوس وغيرها من المشروبات لم يعد يحظى بذات الإقبال الشعبي على محلاته وبسطاته التي تفترش الأرصفة خلال شهر رمضان.
كما أشار مراسلنا إلى أنه في سبيل عدم حرمان الأطفال من اختتام يوم صيامهم بمشروبات رمضانية بسبب الغلاء لجأ عدد من أبناء مدينة حمص إلى محلات العطارين لشراء ما يلزم من (المواد الأساسية لصناعة الجلاب) وبدؤوا تحضيره بشكل فردي داخل منازلهم بعد أن يضاف إليه بعض ماء الورد ومنكهات أخرى.
وأضاف المراسل أن العديد من الأهالي بدؤوا شراء أكياس السوس الناشف وتحضيره منزلياً بالإضافة لمشروب قمر الدين الذي لم تعد صناعته حكراً على محلات بيع المشروبات الرمضانية.
ويقول أحد أبناء حي الغوطة بمدينة حمص: إن عملية تصنيع المشروبات الرمضانية في المنزل تعتبر تجربة مسلية حيث يتعاون أفراد العائلة على تجميع وفرد السوس ومن ثم ترطيبه ببعض الماء قبل أن تبدأ عملية سكب المياه على المنقوع بعد نحو ثلاثة أو أربع ساعات من خلال سكب المياه عليه ضمن وعاء محكم ليتم استخلاص مشروب العرقسوس ومن ثم إضافة بعض المنكهات في كل يوم بشكل مختلف عن سابقه.
ولفت إلى أن هذه التجربة وفرت عليه الكثير من دفع الأموال باعتبار أن ثمن كيس السوس الناشف يبلغ 8000 ليرة سورية ويكفي استعماله لعشرة أيام متتالية، الأمر الذي يوضح توفير ما يقارب 30 ألف ليرة بشكل أسبوعي مع فارق بسيط بالطعم بين أصحاب الخبرة والمبتدئين ممن هم مثلنا. على حد تعبيره.
في ذات السياق تحدث أحد أهالي سكان حي القصور لمراسل "نداء بوست" أن أبناء المجتمع السوري لم يفكروا يوماً بالتقنين المالي خلال شهر رمضان بل على العكس تماماً حيث كان يحظى الشهر الفضيل بمصروف إضافي يومي يتمثل بما يشتهي الأطفال الحصول عليه نظراً لحرمانهم من الطعام والشراب خلال ساعات الصيام".
مضيفاً: أن موائد السوريين كانت تكتظ بالأطباق المتنوعة المعروفة بمسمى (السكبة) ناهيك عن طاولة الفواكه والحلويات التي باتت من الرفاهيات المطلقة بين أبناء المجتمع السوري بسبب الغلاء وارتفاع الأسعار بشكل كبير خلال الآونة الأخيرة.
تشهد البلاد أزمة اقتصادية خانقة من حيث ارتفاع أسعار المواد الغذائية تزامناً مع حلول شهر رمضان على السوريين وسط أوضاع مأساوية صعبة للغاية منعتهم من شراء العديد من المكونات الأساسية التي اعتادوا عليها عند حلول الشهر الفضيل كما تشهد البلاد أزمة في ارتفاع أسعار الأساسيات التي يحضرها السوريون على السحور بعضها بلغ راتب موظف لشهر واحد وبعضها الآخر بلغ نصف راتب وسط عجز كامل للنظام السوري لتدارك هذه المحنة التي تمر بها البلاد كما أنه فاقم من الوضع الذي يعيشه السوريون بفرض غرامات وحرمانهم من الحصول على أبسط وسائل العيش في مناطق سيطرته.