ارتفاع أسعار الكمأة يدفع سكان البادية السورية للمخاطرة بحياتهم من أجل جمعها

ارتفاع أسعار الكمأة يدفع سكان البادية السورية للمخاطرة بحياتهم من أجل جمعها

انتهى موسم فُطر الكمأة في سورية لهذا العام، واستمرت الأسعار بالارتفاع لتصل إلى أكثر من 100 ألف ليرة سورية، مما دفع العديد من سكان البادية إلى المخاطرة بجمع هذه الثمار التي يطلقون عليها تسمية "بنت الرعد".

ونقل موقع "أثر برس" عن عضو لجنة تجار ومصدري الخضار والفواكه، محمد العقاد، قوله: إن موسم هذا العام كان ممتازاً، وكان يصل إلى سوق دمشق بين 75-100 طن يومياً في ذروة الموسم. وكشف العقاد عن تصدير كميات يومية إلى دول الخليج، أبرزها السعودية والكويت بكميات تصل إلى 7 أطنان.

ولفت إلى أن سعر الكمأة يعتمد على العرض والطلب ويختلف حسب النوع والجودة، حيث يتراوح سعر الكيلو بين 25-75 ألف ليرة سورية، ونوه بأن الكمأة البيضاء هي الأكثر طلباً في السوق الخليجي، فيما الكمأة السورية هي الأكثر طلباً في الأسواق السورية.

سقوط عشرات الضحايا بريف حماة الشرقي

ولقي 21 مدنياً مصرعهم جراء تعرُّضهم لإطلاق نار كثيف من قِبل مجموعات مسلحة يُعتقد بانتمائهم لتنظيم داعش أثناء محاولتهم البحث عن الكمأة بمنطقة دويزين بريف حماة الشرقي.

وأفاد مراسل "نداء بوست" بمقتل أربعة أشخاص من عائلة واحدة ضِمن قرية الجومقلية بريف حماة الجنوبي الشرقي بذات الهجوم الذي استهدف جامعي الكمأة شرق مدينة حماة.

ونعى أبناء قرية الجومقلية مقتل كل من المدعو مهنا عبد الرحمن السرداوي، والأشقاء طلعات ومحمد وأحمد أولاد حاتم السرداوي.

النظام السوري يقاسم جامعي الكمأة أرزاقهم

وكشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن قوات النظام السوري والميليشيات الموالية تبتز العاملين بجمع الكمأة شرقي سورية، وتطالبهم بقسم كبير من المحصول أو أرباح البيع، مقابل تقديمها الحماية لهم.

وبحسب التقرير فإن قوات من "الفرقة الرابعة" التي يقودها اللواء ماهر الأسد، شقيق رئيس النظام السوري بشار الأسد، تجبر العمال على إحضار عناصر تابعين لها، لمرافقتهم وتقديم معلومات حول مواقع الألغام في الأراضي التي يبحثون بها عن الكمأة.

ولفت التقرير إلى أن رافضي الحماية الإجبارية يتعرضون لمخاطر الدهس على الألغام المنتشرة في البادية السورية، أو القتل والخطف من قِبل مسلحين ينتشرون في المنطقة.

وأشارت إلى أن جامعي الكمأة لديهم اعتقاد أن الهجمات تنفذها القوات ذاتها التي تقدم لهم الحماية، بهدف إجبار عمال جمع الكمأة على طلب مرافقة تلك القوات في رحلات أخرى، مقابل تقاسُم الأرباح.

ونقلت الصحيفة عن شاب من دير الزور شرقي سورية يعمل مع والده في مواسم جمع الكمأة، أن عناصر من "الفرقة الرابعة" كانوا يأخذون منه نصف محصول اليوم، ويشترون منه النصف الآخر بنصف سعر السوق الحقيقي.

مجزرة جديدة في دير الزور ضحاياها باحثون عن الكمأة

وخلال الشهر الماضي، قُتل وجُرح العشرات بانفجار عبوة ناسفة بحافلة تقلّ مدنيين يقومون بالبحث عن فُطر الكمأة في البادية السورية.

وقالت وسائل إعلام النظام: إن 6 مدنيين قُتلوا وأُصيب 40 آخرون بينهم حالات خطرة في انفجار بشاحنة كانت تقلّهم أثناء توجُّههم لجمع الكمأة بمنطقة "كباجب" بريف دير الزور الجنوبي الغربي شرقي سورية.

المقالات المنشورة في "نداء بوست" تعبّر عن آراء كتابها وليس بالضرورة عن رأي الموقع.


أحدث المواد