أردوغان: التاريخ التركي معروف باحتضان جميع مَن ضاقت بهم السُّبُل
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان: إن تاريخ بلاده "معروف باحتضان جميع مَن ضاقت بهم السُّبُل دون أي تمييز، من البلقان وحتى القوقاز والعراق وسورية".
وأضاف أردوغان أن بلاده تسعى لضمان عودة اللاجئين السوريين الذين استقبلتهم "لأسباب إنسانية، إلى ديارهم، طوعاً وبأمان وكرامة".
وأشار الرئيس التركي خلال فعالية بالمجمع الرئاسي في أنقرة، إلى أن عدد السوريين العائدين إلى بلادهم بلغ نحو 600 ألف. وأن هذا الرقم سيزداد أكثر كلما استكملت مشاريع السكن في الشمال السوري التي أطلقتها تركيا بدعم مالي من قطر.
وأكد أن حكومته لن تسمح بتفشِّي العنصرية وكراهية الأجانب، وأنها ستتخذ الإجراءات اللازمة لحل مشكلة الهجرة "غير النظامية".
مكافحة الهجرة
وأوضح أن تركيا ستعمل على حلّ المشاكل المتعلقة بالهجرة "غير النظامية". من خلال تفعيل أمن الحدود وعمليات الرقابة داخل البلاد.
كما ستعمل على اتخاذ جميع أشكال التدابير اللازمة ضد الخارجين عن القانون، والعمل على "إطفاء نار الفتنة هذه قبل أن تتفاقم".
وأكدت جهات حقوقية في تركيا أن قانون البلاد يحمي اللاجئين والمهاجرين والمواطنين الأتراك على حدّ سواء. إلا أنه يجب على الأفراد الذين يتعرضون لمواقف عنصرية اتباع عدة خطوات لضمان حقوقهم.
وقال عضو مجلس إدارة جمعية "أوزغور دير" التركية أوميت كودباي: إنه على كل شخص يتعرض لموقف "عنصري" أو إساءة أو تهديد. تسجيل الحادث إذا كان قادراً على ذلك، والاحتفاظ بالأدلة المتاحة في مكان الحادث.
وأشار إلى أن أي شخص يحقّ له الدفاع عن نفسه بما يكفي للحماية الشخصية. ثم التوجه إلى أقرب مستشفى والحصول على تقرير طبي بالإصابة.
وشدد كودباي على ضرورة التواصل مع الشهود لحظة وقوع الحادث.
وأضاف: "يتوجب على اللاجئ بعد ذلك الذهاب إلى مركز الشرطة أو النيابة وتقديم شكوى مع تقديم الأدلة التي جمعها".
ونبّه إلى أن المادة 3 من قانون مؤسسة حقوق الإنسان والمساواة في تركيا رقم 6701. تنصّ على أن "كل فرد متساوٍ في الاستفادة من الحقوق والحريات المعترَف بها قانوناً"، والتي تمنع جميع أنواع التمييز.
خسائر كبيرة جرّاء العنصرية
بدورها، كشفت صحيفة "Türkiye" التركية عن اضطرار رجال الأعمال العرب إلى نقل أعمالهم إلى خارج تركيا مع تصاعُد العداء الذي يستهدف العرب والتحريض العنصري الحاصل في البلاد.
وبحسب الصحيفة فقد تسبَّب الخطاب العنصري ضدّ العرب والسوريين بخسائر اقتصادية بلغت مليارَيْ دولار أمريكي.
ولفت التقرير إلى أن تركيا شهدت تحرُّكاً كبيراً لرؤوس الأموال الخليجية. حيث تجاوزت الأموال التي تم نقلها من تركيا إلى دول أخرى قيمة مليار دولار خلال شهرين فقط، وذلك بحسب ما نقلت الصحيفة.
وأشارت الصحيفة إلى أن آثار معاداة العرب في تركيا أصبحت واضحة وقوية خلال الشهرين الأخيرين، حيث تأثرت الاستثمارات العربية في البلاد بشكل كبير.
كما لفتت إلى أن العديد من القطاعات الاقتصادية المحلية المرتبطة بالشركات العربية. مثل صناعة الأحذية والصحة والبناء والسجاد والسياحة والأغذية والملابس، تأثرت بشكل سلبي نتيجة للتوترات العنصرية والعدائية التي شهدتها البلاد مؤخراً.
وأضافت: "أغلق العديد من المصانع والشركات التي كانت تُصدِّر إلى دول الخليج والدول العربية الأخرى أبوابها بسبب تراجُع الطلب والظروف الاقتصادية السيئة".
كذلك ذكرت الصحيفة أن دولاً مثل ألمانيا وفرنسا وسويسرا والنمسا، بالإضافة إلى دبي ومصر، بدأت في تكثيف جهودها لجذب رؤوس الأموال العربية من تركيا إلى بلدانها.
وأكدت الصحيفة أن هذه الدول تستخدم وسائل متعددة لجذب المستثمرين العرب، مثل تقديم مزايا اقتصادية وقوانين استثمارية ميسرة، حيث تسعى إلى الاستفادة من التوترات العنصرية في تركيا لجذب المستثمرين ورؤوس الأموال وتوجيهها نحو اقتصاداتها.