أبعاد للدراسات": صعود اليمين المتطرف يدفع أوروبا للتحالف مع أنظمة سلطوية في الشرق الأوسط
نداء بوست- متابعات
نشر مركز "أبعاد للدراسات الاستراتيجية" ورقة بحثية تناولت تداعيات صعود اليمين المتطرف في أوروبا على القارة والمنطقة، وأشارت إلى أن الظاهرة قد تؤثر على تحالفات دول أوروبا مع الشرق الأوسط وقد تتقارب مع أنظمة سلطوية لوقف الهجرة.
وجاء في الدراسة أن الانتخابات الأوروبية التي جرت بين عامَيْ 2019 و2022، شهدت ارتفاعاً متزايداً في نسبة التصويت للأحزاب اليمينية المتطرفة، وصعودها لتصبح قوة مركزية في الخريطة السياسية الأوروبية.
وبحسب الدراسة فإن ارتفاع شعبية وصعود الأحزاب اليمينية المتطرفة في العديد من الدول الأوروبية، يعزى إلى عوامل اقتصادية واجتماعية وثقافية وسياسية، ومن الصعب تحديد أيها الأكثر أهمية. ولكن، يمكن القول بأن الأزمة الاقتصادية التي اندلعت في عام 2008، والجهود الحازمة التي قام بها الاتحاد الأوروبي والحكومات الوطنية لمواجهة العجز النيوليبرالي وتطبيق السياسات التقشفية، تعد واحدة من العوامل الرئيسية وراء صعود الأحزاب اليمينية المتطرفة.
وتهدف الورقة إلى تفسير أسباب انتشار أفكار اليمين المتطرف وفوز أحزابه في أوروبا، ودراسة انعكاسات هذه الظاهرة على البنية المؤسسية داخل الاتحاد الأوروبي، وعلى السياسات العمومية التي تتبعها الحكومات، ومدى قدرتها على إيجاد حلول اجتماعية واقتصادية لمجتمعاتها.
كما تدرس الورقة تأثير هذا الصعود على مشروع الاتحاد الأوروبي، الذي دخل منذ فترة طويلة في سياسة التوسع شرقاً واستقطاب دول أوروبا الشرقية.
وخلصت الدراسة إلى أن صعود اليمين المتطرف في أوروبا سيؤدي إلى إعادة تشكيل خريطة التحالفات السياسية في القارة، سواء على المستوى التشريعي أو التنفيذي، وتحديد الأولويات بالنسبة للحكومات الأوروبية التي تسعى لتصحيح مسار الاندماج الأوروبي.
وعلى المستوى الدولي، فإن حكومات أوروبا لا تستطيع تغيير حقيقة التحالفات مع العديد من دول الشرق الأوسط، وقد يتم تسجيل تقارب كبير مع العديد من الأنظمة السلطوية والأبوية في المنطقة، ورغم ذلك فإن طبيعة تلك التحالفات وتداعياتها على الطرفين سواء الأوروبي أو الشرق الأوسطي ما زالت غير واضحة بشكل كبير.
ويأتي ذلك في ظل الحرب الروسية الأوكرانية، التي تجعل الحكومات الأوروبية قد تراهن على دول الشرق الأوسط، سواء من جهة الاستفادة من الخيرات الاقتصادية للمنطقة، أو لضمان الاستقرار والأمن فيها، وذلك للتحكم والحد من الهجرة غير النظامية وتدفُّق اللاجئين نحو أوروبا.