أبرز المعلومات عن الانتخابات التركية: المرشحون والأحزاب ونظام الانتخاب

أبرز المعلومات عن الانتخابات التركية: المرشحون والأحزاب ونظام الانتخاب

 

نداء بوست-متابعات

بعد أسبوعين ستشهد تركيا انتخابات رئاسية وبرلمانية مهمة، حيث سيتنافس الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان على ولاية رابعة، في حين سيحاول المعارضون تحدي قوته وشعبيته. في هذه المقالة، سنستعرض أبرز التحديات والفرص التي تواجه الأحزاب السياسية في تركيا، وكذلك التأثير المحتمل للانتخابات على السياسة الداخلية والخارجية للبلاد.

أولاً، لنُلْقِ نظرة على السياق السياسي والاقتصادي الذي تجري فيه الانتخابات. منذ عام 2002، يحكم حزب العدالة والتنمية (AKP) بزعامة أردوغان تركيا بأغلبية مطلقة، وقد نجح في تحقيق نمو اقتصادي مذهل وتحسين مستوى المعيشة للمواطنين. كما قام بإجراء إصلاحات دستورية وقضائية وإدارية، وسعى إلى تعزيز دور تركيا في المنطقة والعالم. ومع ذلك، في السنوات الأخيرة، بدأت شعبية أردوغان تتراجع بسبب عدة عوامل، منها الأزمة الاقتصادية التي تفاقمت بفعل جائحة كورونا.

ثانياً، لننظر إلى المشهد الانتخابي والمنافسة بين الأحزاب. في عام 2018، اعتمدت تركيا نظاماً رئاسياً جديداً، يمنح الرئيس صلاحيات واسعة في التشريع والتنفيذ والقضاء. لكن لكي يفوز أردوغان بولاية جديدة رابعة، يحتاج إلى حصوله على أكثر من 50٪ من الأصوات في الجولة الأولى من الانتخابات أو في حالة إجراء جولة ثانية. كما يحتاج إلى حصول حزبه أو تحالفه على أغلبية في البرلمان، لضمان دعمه لسياساته.

ما هو نظام الانتخابات التركية؟

الانتخابات التركية هي عملية تحديد ممثلي الشعب في البرلمان والرئاسة. تعتمد تركيا على نظام انتخابي مختلط، يجمع بين النسبية والأغلبية.

https://nedaa-post.com/%d8%a3%d8%aa%d8%b1%d8%a7%d9%83-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d8%a7%d8%b1%d8%ac-%d9%8a%d8%a8%d8%af%d8%a4%d9%88%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%b5%d9%88%d9%8a%d8%aa-%d9%81%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a7%d9%86%d8%aa%d8%ae%d8%a7%d8%a8%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%b1%d9%83%d9%8a%d8%a9/

النظام الانتخابي التركي للبرلمان

يتألف البرلمان التركي من 600 عضو، ينتخبون من خلال نظام نسبي مع حاجز انتخابي بنسبة 7%. يعني ذلك أن الأحزاب التي تحصل على أقل من 7% من الأصوات الصحيحة على المستوى الوطني لا تحصل على أي مقعد في البرلمان. يهدف هذا الحاجز إلى منع تشتت الأصوات وضمان تشكيل حكومات أكثر استقراراً.

تنقسم تركيا إلى 87 دائرة انتخابية، تختلف في عدد المقاعد التي تمثلها، بحسب عدد السكان. يستخدم نظام "هوندت" لتوزيع المقاعد بين الأحزاب التي تجتاز الحاجز الانتخابي، بحيث يحصل كل حزب على عدد من المقاعد يتناسب مع نسبة أصواته في كل دائرة. يقوم المرشحون بالتسجيل في قوائم حزبية مغلقة، بحيث لا يستطيع الناخبون التأثير على ترتيبهم.

 

النظام الانتخابي التركي للرئاسة

يُنتخب رئيس تركيا من خلال نظام أغلبية مطلقة، بحيث يجب أن يحصل المرشح على أكثر من 50% من الأصوات للفوز في الجولة الأولى. إذا لم يحصل أي مرشح على هذه النسبة، يتم إجراء جولة ثانية بين المرشحَيْن الأكثر حصولاً على أصوات. يستطيع المرشحون التسجيل بشكل فردي أو باسم حزب سياسي أو تحالُف سياسي. يجب أن يكون المرشح مولوداً في تركيا وأن يكون عمره 40 سنة على الأقل وأن يكون حاصلاً على شهادة جامعية.

 

مزايا نظام الانتخابات التركية

تُعتبر الانتخابات التركية التي ستجري في عام 2023 من أهم الأحداث السياسية في تاريخ البلاد، حيث سيحدد الناخبون مصير النظام الرئاسي الذي أقره الرئيس رجب طيب أردوغان في استفتاء عام 2017. وسيواجه أردوغان تحديات كبيرة من قِبل المعارضة التي تسعى لإنهاء حكمه المستمر منذ عام 2003، وإعادة البلاد إلى نظام برلماني ديمقراطي.

- يمنح النظام الانتخابي المباشر للرئاسة صوتاً للشعب في اختيار رئيسهم، بدلاً من انتخابه من قِبل البرلمان كما كان في الماضي.

- يضمن النظام الانتخابي للبرلمان حصول كل حزب على نسبة مقاعده المناسبة لنسبة أصواته، شرط أن يحصل على 7% على الأقل من إجمالي الأصوات.

- يحفز النظام الانتخابي على تشكيل تحالُفات بين الأحزاب المختلفة، مما يعزز التعددية والتمثيلية في الحياة السياسية.

- يعطي النظام الانتخابي فرصة للأحزاب والمرشحين الجدد للظهور والمنافسة، مما يزيد من تنوُّع الخيارات أمام الناخبين.

 

مَن هم أبرز المرشحين للانتخابات الرئاسية التركية 2023؟

-رجب طيب أردوغان: هو المرشح الأبرز للانتخابات، وهو رئيس تركيا الحالي وزعيم حزب العدالة والتنمية.

وُلد في إسطنبول في عام 1954 وعمل كرئيس بلدية لها في التسعينيات. شغل منصب رئيس الوزراء من عام 2003 إلى عام 2014 قبل أن يُنتخب رئيساً في عام 2014. ينتمي إلى التيار الإسلامي المحافظ وقد أدخل إصلاحات اقتصادية وسياسية في تركيا.

وقد نجح في تحقيق نمو اقتصادي كبير في بداية حكمه، وفي تطوير البنية التحتية والخدمات العامة في تركيا. كما قام بإجراء إصلاحات دستورية أعطته صلاحيات رئاسية كاسحة في عام 2018. لكن أردوغان يواجه انتقادات حادة بسبب تدهور الاقتصاد التركي، الذي يشهد ارتفاعاً في التضخم والفقر والدَّيْن.

 

كمال كليجدار أوغلو

كليجدار أوغلو هو سياسي تركي وزعيم حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة في تركيا. وُلد في 17 ديسمبر 1948 في بلدة ناظمية بولاية تونغلي شرقي الأناضول.

وهو من عائلة تنتمي للطائفة العلوية، تخرج من أكاديمية أنقرة للدراسات الاقتصادية والتجارية عام 1971، وعمل في مؤسسة الضمان الاجتماعي التركية لعدة سنوات. انضم إلى حزب الشعب الجمهوري عام 2002، وفاز بعضوية البرلمان عن إسطنبول في نفس العام. تولى رئاسة الحزب عام 2010، بعد استقالة سلفه دينيز بايكال. يعتبر كليجدار أوغلو المنافس الرئيسي للرئيس التركي رجب طيب.

سنان أوغان

سنان أوغان هو مرشح للانتخابات الرئاسية التركية عام 2023 من قِبل تحالُف الأجداد، وهو تحالُف يضم عدة أحزاب ومنظمات قومية تركية. سنان أوغان هو أيضاً أكاديمي وباحث وسياسي قومي تركي، وعضو سابق في حزب الحركة القومية التركي، وبرلماني سابق.

سنان أوغان وُلد في مدينة أيدر التركية في عام 1967، وهو من أصول أذربيجانية. درس في جامعة مرمرة وجامعة موسكو الدولية، وتخصص في العلاقات الدولية والعلوم السياسية. عمل في المجالات الأكاديمية والبحثية والدبلوماسية والخاصة، وأسس مركز العلاقات الدولية والتحليل الإستراتيجي (TÜRKSAM)، وهو مركز بحثي معروف في تركيا.

 

مَن هو محرم إنجه؟

محرم إنجه هو سياسي تركي معروف بمواقفه العلمانية المعتدلة والنقدية للرئيس رجب طيب أردوغان. وُلد في عام 1964 في قرية الملك بولاية يالوفا، وهو ابن لعائلة مهاجرة من اليونان. تخرج من كلية التربية في جامعة إسطنبول وعمل كمدرس للفيزياء في مدارس مختلفة. انضم إلى حزب الشعب الجمهوري في عام 1992 وانتخب نائباً عن ولايته في عام 2002. شغل منصب نائب رئيس المجموعة البرلمانية لحزبه لفترتين، وترشح لرئاسة الحزب ضد كمال كلتشدار أوغلو في عام 2014. في عام 2018، كان مرشح حزب الشعب الجمهوري للانتخابات الرئاسية، وحصل على 30.64% من الأصوات، مقابل 52.59% لأردوغان. انشق عن حزبه في عام 2021 وأسس حزب الوطن، الذي يهدف إلى جذب الناخبين العلمانيين والقوميين والشباب. يَعتبر إنجه نفسه خليفة لأتاتورك، مؤسس تركيا الحديثة. ينتقد سياسات أردوغان في مجالات الاقتصاد والخارجية والتعليم والثقافة، ويطالب بإجراء إصلاحات جذرية لإنقاذ تركيا من الأزمات التي تعاني منها.

 

هناك العديد من الأحزاب التركية المشارِكة في الانتخابات 2023، ولكن أبرزها هي:

حزب العدالة والتنمية (AKP): هو حزب الرئيس رجب طيب أردوغان، وهو حزب إسلامي محافظ يحظى بأكبر عدد من الأعضاء والنواب في تركيا.

حزب الشعب الجمهوري (CHP): هو حزب المعارضة الرئيسي، وهو حزب علماني يساري يقوده كمال كليجدار أوغلو، وهو مرشح التحالف المعارض للرئاسة.

حزب الحركة القومية (MHP): هو حزب قومي يتحالف مع حزب أردوغان، ويقوده دولت بهجلي، وهو مؤيد للنظام الرئاسي والتدخلات العسكرية في سورية والعراق.

حزب الشعوب الديمقراطي (HDP): هو حزب يساري مؤيد لحقوق الأكراد في تركيا، ويقوده بيرفان بولدان، وهو متهم من قِبل الحكومة بالتورط مع حزب العمال الكردستاني المحظور.

حزب الخير (İYİ): هو حزب قومي معتدل انشقّ عن حزب الحركة القومية، ويقوده ميرال أكشنار، وهو ينتقد سياسات أردوغان الاقتصادية والخارجية.

حزب السعادة (SP): هو حزب إسلامي محافظ ويقوده تمل كرامولا أوغلو، وهو ينتقد سياسات أردوغان في مجالات الدين والأخلاق.

حزب الديمقراطية والتقدم (DEVA): هو حزب ليبرالي جديد ينشق عن حزب أردوغان، ويقوده علي باباجان، وهو يسعى إلى إصلاحات اقتصادية وسياسية.

حزب المستقبل (GP): هو حزب ليبرالي جديد انشقّ عن حزب العدالة والتنمية، ويقوده أحمد داود أوغلو، رئيس الوزراء السابق، وهو يطالب بإعادة تأسيس تركيا على أساس دولة قانونية دستورية.

حزب البلد (MP): هو حزب جديد انشقّ عن حزب المعارضة الرئيسي حزب الشعب الجمهوري، ويقوده محرم إنجه.

 

بعض القضايا الرئيسية في انتخابات 2023:

النظام السياسي: هل ستبقى تركيا تحت النظام الرئاسي الذي يمنح الرئيس صلاحيات واسعة، أم ستعود إلى النظام البرلماني الذي يقلل من دور الرئيس ويزيد من دور البرلمان؟

الاقتصاد: كيف ستتعامل تركيا مع التضخم المرتفع، وانهيار العملة، والبطالة، والديون؟ هل سيستعيد البنك المركزي استقلاليته، وهل ستتبع تركيا سياسات اقتصادية أكثر تحفظاً وشفافية؟

الأمن: كيف ستواجه تركيا التهديدات الأمنية من حزب العمال الكردستاني، وداعش، وغيرهما؟ هل ستواصل تدخُّلاتها العسكرية في سورية والعراق، أم ستسعى إلى الانسحاب؟

السياسة الخارجية: كيف ستتعامل تركيا مع جيرانها وحلفائها، مثل الاتحاد الأوروبي، والولايات المتحدة، والناتو، وروسيا؟ هل ستُسهم في حل النزاعات في المنطقة، مثل أوكرانيا، وإيران، وسورية، وفلسطين؟

 

https://nedaa-post.com/%d9%85%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%84-%d8%a3%d9%83%d8%b4%d9%86%d8%a7%d8%b1-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d8%b9%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%b1%d9%83%d9%8a-%d8%a3%d9%86-%d9%8a%d8%ae%d8%aa%d8%a7%d8%b1-%d8%a5%d9%85%d8%a7-%d8%b9%d9%8e%d9%84%d9%8a%d9%91%d8%a7%d9%8b-%d8%a3%d9%88-%d9%85%d9%8f%d8%b9%d8%a7%d9%88%d9%8a%d8%a9/

المقالات المنشورة في "نداء بوست" تعبّر عن آراء كتابها وليس بالضرورة عن رأي الموقع.


أحدث المواد