“نداء بوست”- عواد علي- بغداد
تعرض أساتذة جامعة بغداد، أمس الخميس، للاعتداء والضرب لمطالبتهم بحقوقهم في السكن.
وقال الأستاذ الجامعي علي عبود المحمداوي في مقاطع مصورة، بثتها قناة “السومرية”: إن “الاعتداء حصل صباح يوم الخميس أثناء وقفة احتجاجية لأساتذة جامعة بغداد، في مدخل الجامعة بالجادرية، وأمام مبنى وزارة العلوم والتكنولوجيا على اعتبار أن مكتب وزير التعليم العالي يمارس عمله هناك”.
وتابع المحمداوي: “تفاجأنا بالعدد الكبير من عناصر قوات مكافحة الشغب والأجهزة الأمنية والشرطة الاتحادية، إضافةً إلى حرس الوزارة، الذين قاموا بتطويق المحتجين ومحاصرتهم، ومنعهم من دخول الوزارة، أو حتى نزول ممثلين عن الوزير، أو موظفين من مكتبه لاستلام مطالبنا”، مضيفاً “أن قوات مكافحة الشغب تعاملت بعنف معنا بالتجاوز ثم الضرب، ووصلت إلى مرحلة الاعتداء على أستاذة جامعية وخلع حجابها”.
وتساءل “هكذا يتم التعامل مع أساتذة الجامعات في ظل ما يسمى بالنظام الديمقراطي الذي يضمن حرية التعبير والتظاهر والمطالبة بالحقوق؟” ، داعيًا “إلى فتح تحقيق بالموضوع ومحاسبة المقصرين”.
وأصدرت نقابة الأكاديميين العراقيين بياناً، اطّلع عليه “نداء بوست”، جاء فيه:
أثارت أحداث هذا اليوم الخميس الموافق 14/4/2022 عاصفةَ غضب شعبي وأكاديميٍ، وشكّل صدمةً لنا ولشرائح المجتمع الأخرى لما شهدناه من اعتداء صارخ على أعضاء هيئات التدريس من أساتذة جامعة بغداد وموظفيها، وموظفي وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، الذين خرجوا للمطالبة بحقوقهم المشروعة في توزيع قطع أراض سكنية لهم ضمن الأراضي العائدة لجامعتهم، والتي يُراد الاستيلاء عليها من قِبل قوى الفساد التي تعبث بأرض الرافدين غير آبهة بحقوق الشعب بكافة أطيافه وشرائحه.
وأضاف البيان: إن ما ارتُكب اليوم من قِبل القوة الأمنية المتواجدة في مكان التظاهرة يُعد اعتداءً غاشماً، وإساءةً صريحةً للأستاذ الجامعي، واستخفافاً بالعلم والعلماء، وطعناً في حقوقهم المكتسبة، التي نصت عليها القوانين النافذة، مما يستدعي موقفاً أكاديمياً وشعبياً رافضاً، غير مهادن ولا مساوم، لإيقاف التجاوز الخطير على كرامة ومكانة علماء البلد وعنوان نـهضته وازدهاره، وبما ينعكس سلباً على التعليم ومسيرته في العراق، والمراد لها أن تتعثر تنفيذاً لمخططات مشبوهة تتعارض ومصالح العراق وشعبه العليا”.
ودعا البيان “كافة الزميلات والزملاء الأفاضل، من أساتذة الجامعات العراقية كافة، إلى وقفة جادة وشجاعة تعبّر عن الغضب الأكاديمي، والرفض والاستهجان لهذا الاعتداء الهمجي غير المبرر، وذلك من خلال الامتناع عن التدريس إلى حين تحقيق ما يأتي:
1- الاعتذار الرسمي من قِبل الحكومة عما حصل من اعتداء همجي وغير مبرر على علماء العراق.
2- اتخاذ الإجراءات الكفيلة بتحقيق مطالب أساتذة جامعة بغداد، والجامعات العراقية كافة في نيل حقهم الطبيعي المشروع في الحصول على قطع أراضٍ سكنية تليق بهم وبعوائلهم الكريمة.
3- فتح تحقيق عادل وشفاف حول كافة الإجراءات المتخذة بصدد الاستيلاء على أراضي جامعة بغداد، وإحالة الفاسدين إلى المحاكم المختصة، وإرجاع الحقوق إلى أصحابها.
وختم البيان، مخاطباً أصحاب القرار: “نحن علماء العراق، ومن رحم شعب عظيم لن يخضع ولا ينام على ضيم”.
كما طالب رئيس “تحالف الفتح” هادي العامري بتشكيل لجنة تحقيقية بشأن الاعتداء على أساتذة جامعة بغداد.
وقال العامري، في بيان تناقلته وكالات الأنباء: “ندين وبشدة ما تعرض له نخب وأساتذة ومنتسبو جامعة بغداد من إهانة وتعدٍّ عليهم من قوات مكافحة الشغب أثناء قيامهم بوقفة احتجاجية سلمية للمطالبة بحقوقهم بقطع الأراضي السكنية، شأنهم شأن أقرانهم في الوزارات الأخرى”.
وتابع: “إننا نؤكد أن المطالبة بالحقوق مكفولة دستورياً، وأنه من المعيب حقاً أن تتعرض النخب والكفاءات العلمية إلى مثل هذه الإهانات والممارسات التعسفية، لذا نطالب رئيس مجلس الوزراء بتشكيل لجنة تحقيقية بالموضوع، ومحاسبة المقصرين أياً كانوا، كما نطالب رئيس مجلس الوزراء بالاستجابة لمطالبهم العادلة”.