سلطت صحيفة "نيويورك تايمز" الضوء على جهود الإدارة الأمريكية السابقة في إطلاق سراح الصحفي الأمريكي "أوستن تايس" المحتجز لدى النظام السوري.
وقالت الصحيفة إن إدارة الرئيس السابق "دونالد ترامب" ضغطت بقوة من أجل إطلاق سراح "تايس"، وشكلت خلية استخباراتية خاصة لجمع المعلومات عنه، واستعانت بـ"حيلف خليجي قوي" لتحقيق هذه الغاية.
وأضافت أن النظام السوري رغم أنه لا يعترف بوجود الصحفي لديه إلا أنه كان يحدوه الأمل بعقد صفقة "سخية" مع واشنطن، مقابل إطلاق سراح "تايس"، مستغلاً تركيز "ترامب" الشديد على هذا الملف، معتبراً أنه مع مغادرة الأخير لمنصبه بدأت تلك الآمال بالتلاشي.
وأشارت إلى قيام مسؤول أمريكي يقيم في بيروت بالسفر إلى دمشق في عام 2017، حاملاً معه رسالة تطلب معلومات عن "تايس"، موضحة أنه التقى برئيس مكتب الأمن القومي "علي مملوك" وبحث معه إمكانية إطلاق سراح الصحفي المعتقل منذ عام 2012.
وفي شباط/ فبراير من عام 2017 أجرى وزير الخارجية الأمريكي السابق "مايك بومبيو" اتصالاً هاتفياً بـ"مملوك" لبحث هذا الملف، في أعلى مستوى تواصل بين النظام السوري والولايات المتحدة منذ اندلاع الثورة، إلا أن تلك الجهود لم تثمر عن شيء.
وسافر مسؤول كبير في وكالة المخابرات المركزية إلى دمشق، في آب/ أغسطس من عام 2018، وبحث مع "مملوك" مسألة إطلاق سراح "تايس"، إلا أن المفاوضات لم تسفر عن نتائج حينها.
وكشفت الصحيفة أن حاكم الإمارات "محمد بن زايد آل نهيان" عرض على إدارة "ترامب" رعاية صفقة مع النظام السوري، تنتهي بإطلاق سراح الصحفي المعتقل، مضيفة أن إعادة فتح السفارة الأمريكية في دمشق "أثار الأمل" في الولايات المتحدة حول إمكانية إحراز تقدم من خلال هذه الوساطة.
ووفقاً للمصدر فإن مسؤولون أمريكيون اقترحوا أن تقوم الإمارات ببناء مشفى في العاصمة دمشق، مقابل إطلاق سراح "تايس"، مؤكداً أن هذه المحاولة لم تنجح لأسباب غير واضحة.
ولجأت الولايات المتحدة -بحسب الصحيفة- إلى الفاتيكان إلى ممثل في هوليوود (لم تسمه)، إضافة إلى إجراء اتصالات مع روسيا حول هذا الموضوع، إلا أن جميع هذه الجهود لم تثمر عن نتائج.
جدير بالذكر أن العام الماضي قام مسؤولان أمريكيان رفيعا المستوى بزيارة إلى دمشق، لبحث عقد صفقة مع النظام، تنتهي بإطلاق سراح "تايس"، إلا أن "مملوك" طلب منهم انسحاب القوات الأمريكية من سوريا، ورفع العقوبات، وتطبيع العلاقات مع النظام، قبل الحديث عن هذا الموضوع.