نداء بوست- محمد جميل خضر- عمّان
مفترق صعب يواجهه نادي “الوحدات” على صعيد الاستحقاقات المحلية الأردنية، وفي سياق قدرته على تمثيل الكرة الأردنية بشكل لائق في البطولات العربية والآسيوية.
أمس، وبعد تعرضه لهزيمة جديدة على يد غريمه التقليديّ النادي الفيصلي، خرجت الجماهير غاضبة إلى أبعد الحدود، ليس بسبب الهزيمة التي أدت إلى خروج مبكر من البوابة الضيقة لبطولة درع الاتحاد الأردني، بل بسبب غياب الروح داخل الملعب، وبسبب برود تجرّع علقم الهزيمة من اللاعبين والجهازيْن الإداريّ والفنيّ على السواء أجمعين.
وكالعادة انطرحت، فور انتهاء المباراة خيارات صعبة، من بينها الاستغناء عن المدرب (الأجنبي) البرازيلي فييرا، فهل يعقل أن يفرض مدرب على لاعبيه سلبية مروّعة إلى هذا الحد، فالوحدات لم يحصل طيلة الشوطين على ركلة ركنية واحدة، ولم يسدد لاعبوه على مدى (90) دقيقة، دون احتساب الوقت الإضافي، ولا كرة بين خشبات الفيصلي الثلاث! كل هذا تحت ذريعة أن التعادل كان يكفي الوحدات، لو ناله، للتأهل للدور الثاني من البطولة بوصفه بطل مجموعته ومتصدرها، ومع تعرضه للهزيمة وإحراز الفيصلي هدفاً ساحقاً في الدقيقة (85) من المباراة، فلم يعد الوحدات هو المتصدر، بل الفيصلي، وتركه وراءه، ومضى يواصل التنافس، وعاد الوحدات من أولى استحقاقات الموسم الجديد بخفيّ حُنيْن.
كل هذا يحدث بعد موسم ماضٍ للنسيان، يعلّق جمهور الوحدات ويملأ مواقع التواصل غضباً ورفضاً، فهم، عادة، لم يتعودوا إلا التتويجات والألقاب والانتصارات تلحقها انتصارات.
“أسوأ مباراة للوحدات في تاريخه” عنوان تكرر أمس، وتداوله مشجعوا النادي، واستخدمه موقع “كووورة” في إطار تعليقه على المباراة البائسة، وصرخت به الجماهير العريضة التي تقف وراء فريق كرة القدم في النادي وباقي الفرق الأخرى: الطائرة والسلة وغيرها.
لم يدرْ في خلد فييرا أن اللعب للتعادل قد يقود إلى الخسارة، وكان يتوجب عليه اللعب بتوازن وهذا أضعف الإيمان، رغم أن صفوف الفريق تم تدعيمها بأربعة لاعبين دوليين، وتمت المحافظة على أغلب نجومه.
بدوره انتقد الإعلامي المعروف عثمان القريني الذي لعب ودرب الوحدات في ثمانينيات القرن الماضي، أداء الفريق، حيث قال: “لكل شيخ طريقته لكن ما شاهدناه من الوحدات لا يليق به أبدا”.
القريني مدرب الوحدات في أول لقب ناله النادي على صعيد بطولة الدوري عام 1980، كتب عبر حسابه في فيس بوك: “طريقة 3/4/3 لا تناسب إطلاقاً إمكانيات لاعبي الوحدات وقدراتهم، وهناك تخمة في عدد لاعبي الارتكاز مع سوء توظيف لأغلب اللاعبين”.
وأكمل “ظهر الفريق بشكل فوضوي ولم نشاهد بناء أي هجمة ولا حتى سلسلة تتكون من أربع تمريرات تشعرك أن الفريق يلعب كرة!”.
وزاد: “بصراحة (تخبيص) ليس له مثيل، سامحونا، لم أشاهد الوحدات منذ 42 عاماً يظهر بهذه الصورة المهزوزة جداً”.
وختم “يجب ترتيب الأمور وإيجاد الحلول وإلا فإننا سنكون مصدر تندّر في دوري أبطال آسيا.. الله يستر”.
في إطار ردود الفعل الغاضبة، طالبت جماهير الوحدات مجلس الإدارة بإقالة البرازيلي فييرا، لتدارك الأمور سريعاً، وقبل المشاركة التاريخية بدوري أبطال آسيا، الشهر المقبل.
ولم تبد إدارة الوحدات أي ردة فعل سريعة بعد خسارة الفريق أمام الفيصلي.
وفي حال استجابت إدارة نادي الوحدات لرغبة جماهيرها، فإن إقالة فييرا قد تكون مكلفة من الناحية المالية، والنادي حاله كحال بقية الأندية المحلية يعاني في هذا الجانب، ما يجعل من قرار الإقالة أمراً صعباً ومستبعداً.
لأول مرة يشارك أمام الفيصلي، محترفا فريق الوحدات الأرجنتيني كاسترو والكاميروني بياتنج، لكنهما لم يقدما أي إضافة.
ولم يكن المحترفان وحدهما اللذان لم يقدما الإضافة، فالفريق ككل ظهر بلا خطط أو أنياب هجومية، وكان ذلك سبباً ليبدأ الفيصلي الشوط الثاني مهاجماً بشراسة دون أن يضع لمنافسه أي حساب، فنجح بفضل ضغطه المتواصل في خطف هدف الفوز والتأهل!
Author
-
روائي وإعلامي فلسطيني/أردني..مُعِدّ ومنتج تلفزيوني.. صدر له ثلاث روايات وأربع مجموعات قصصية