أنشأت الميليشيات الإيرانية عدداً من المعامل الخاصة لتصنيع المخدرات في مدينة حلب شمالي سوريا، واتخذت منها نقطة انطلاق لتهريب هذه المواد باتجاه مناطق سيطرة فصائل المعارضة السورية شمال غربي البلاد.
وأكدت مصادر خاصة لموقع "نداء بوست" أن إيران كلفت ميليشيا "فيلق المدافعين عن حلب" بالإشراف على تلك المعامل وإدراتها، إضافة إلى تشكيل شبكة من المروجين مهمتهم نشر المخدرات بين أبناء المدينة وتسويقها خارج المحافظة.
وأشارت المصادر إلى أن ميليشيا "المدافعين عن حلب" تعتبر المسؤول الأول عن تمرير شحنات المخدرات باتجاه مناطق سيطرة الفصائل المعارضة عن طريق ممرات تقع ضمن المناطق التي تسيطر عليها "قسد" وتحديداً في مناطق "منبج" و"تل رفعت" وريف حلب المتاخم لمدينة "عفرين".
وفيلق "المدافعين عن حلب" هو ميليشيا تأسست بريف حلب الجنوبي عام 2017 بدعم وتسليح إيراني كامل، وترتبط بشكل مباشر بقاعدة جبل "عزّان" التابعة لـ"الحرس الثوري"، وتضم في صفوفها مقاتلين من أتباع المذهب "الشيعي"، معظمهم انشقوا عن "لواء القدس" و"الدفاع الوطني" والتحقوا بها.
وحول أماكن وجود تلك المعامل، قالت مصادرنا إن الميليشيا تشرف على عدد من المنشأت المخصصة لتصنيع المخدرات، أكبرها في مدينة "الزهراء" والسكن الشبابي في بلدة "نبل" بريف حلب الشمالي.
وتتخذ الميليشيات الإيرانية المنتشرة في سوريا من تجارة المخدرات مصدراً أساسياً لتمويلها وتأمين رواتب العناصر المنتسبين لها، كما قامت في سبيل ذلك بالاستيلاء على أراضي زراعية في ريف حمص الجنوبي ودمشق الغربي واللاذقية وزراعتها بمادة الحشيش.
وتعتبر ميليشيا "حزب الله" المصدر الأول للمخدرات في سوريا، والتي تقوم باستجرار كميات كبيرة منها عبر الطرق الجبلية في منطقة القلمون بريف دمشق الغربي، ومن ثم تهريبها إلى الدول المجاورة والخليج العربي بالتعاون مع ضباط النظام السوري.
جدير بالذكر أن مصادر خاصة لموقع "نداء بوست" أكدت في وقت سابق ضلوع كل من شعبة المخابرات الجوية والفرقة الرابعة والأمن العسكري التابع للنظام بعمليات نقل المخدرات من لبنان ومن ثم تهريبها إلى الأردن عبر قرى وبلدات ريف درعا الجنوبي.