مصادر ”نداء بوست”: إيران تستولي على المزيد من الأبنية في حلب بذريعة الزلزال
منذ الساعات الأولى للزلزال المدمر الذي ضرب منطقة شمال غربي سورية وجنوب تركيا، بدأ النظام السوري استغلال الكارثة لاستجداء التعاطف الدولي، وكسر عزلته السياسية، وتصوير الدمار الذي خلفه قصف قواته طيلة السنوات الـ11 الماضية على أنه من تَبِعات الزلزال.
وكذلك عملت إيران التي سعت لتوجيه هذه الكارثة بما يحقق لها مصالحها، حيث بدأت آليات الحفر الخاصة بشركة خاتم الأنبياء الإيرانية التابعة للحرس الثوري، صباح يوم الخميس 9 شباط/ فبراير عمليات هدم وتفكيك عدد من الأبنية السكنية في أحياء حلب الشرقية، بحجة أنها متصدعة جراء تعرضها للزلزال، وأنها قابلة للانهيار لعدم توفر المعايير الخاصة للبناء.
وشملت هذه العمليات أحياء الصالحين والفردوس والقاطرجي وباب النيرب والشعَّار، حيث تريد إيران تنفيذ مشاريع توطين وإسكان خاصة بمجموعات من الحرس الثوري الإيراني وخاصة من الجنسيات الإيرانية والعراقية والأفغانية.
وبحسب مصادر "نداء بوست" فإن مكتب إعادة الإعمار التابع لشركة خاتم الأنبياء بسورية، والذي يشرف عليه المهندس الإيراني "عبد المحسن محمد رضا زادمرد" عرض في 8 شباط/ فبراير الجاري على أصحاب البيوت والعقارات المتضررة وغير المتضررة في هذه الأحياء الشرقية من حلب شراء بيوتهم وعقاراتهم على وضعها، مع الإيحاء لهم بأنها آيلة للسقوط والهدم وبذلك تقوم الشركة بشرائها بمبالغ أقل بكثير من ثمنها الحقيقي ويتم الدفع بالليرة السورية.
كما تقوم الشركة الإيرانية بالضغط على أصحاب البيوت والعقارات الرافضين للبيع ليقوموا بالدخول في شراكة استكتاب مع شركة خاتم الأنبياء وَفْق عقود تتيح للشركة صلاحية التصرف بهدم تلك البيوت، وإعادة بنائها ضِمن مشاريع ستنفذها الشركة خلال 5 سنوات، ويحق للشركة ضمن العقد استملاك البيوت بشكل كامل بعد تعويض أصحاب العقارات والبيوت المهدومة بثمن مناسب لحقوقهم (يصل إلى 10 آلاف دولار أمريكي).
وبحسب مصادر "نداء بوست" فإن شركة خاتم الأنبياء استخدمت معدات وآليات تابعة لمؤسسة الإسكان العسكري فرع حلب، بهدم البيوت والأبنية التي تم شراؤها خلال اليومين الماضيين.
وفي هذا السياق، أكد شهود عيان لـ "نداء بوست" أن آليات الحشد الشعبي أسقطت خلال الساعات القليلة الماضية عدداً من المباني في حيَّي العامرية وصلاح الدين في حلب بحجة أنها آيلة للسقوط بسبب الزلزال.
وعقب ساعات قليلة من الزلزال، تداولت صفحات ومواقع موالية للنظام السوري صوراً تُظهر أرتالاً تابعة لميليشيا الحشد الشعبي العراقي تدخل مدينة حلب بحجة المشاركة في البحث عن ناجين تحت الأنقاض وتقديم المساعدة للمتضررين.
يُذكر أن رئيس النظام السوري بشار الأسد التقى خلال زيارته حلب رئيس أركان ميليشيا الحشد الشعبي عبد العزيز المحمداوي الملقب بـ”أبي فدك”، وأثنى خلال اللقاء على تواجد الميليشيات الإيرانية في سورية ودورها في الحرب ضد الشعب السوري.