لجنة عربية مرتقبة بهدف تحقيق حل سياسي للأزمة السورية

لجنة عربية مرتقبة بهدف تحقيق حل سياسي للأزمة السورية

كشفت صحيفة "البيان الإماراتية" عن اقتراب تشكيل لجنة عربية بشأن سورية في اجتماع عمّان، الذي اتفق وزراء خارجية مجلس التعاون لدول الخليج العربية، والعراق ومصر والأردن، على عقده بعد عيد الفطر.

وبحسب الصحيفة فإن دور اللجنة يتمثل بتحقيق حل سياسي للأزمة السورية داخلياً وإقليمياً ودولياً.

ونقلت عن رئيس الجمعية الأردنية للعلوم السياسية خالد شنيكات، قوله: إن اجتماع عمّان، هو المحطة التالية لاجتماع جدة، الذي حدد أولويات الدول العربية، من ناحية معالجة الملفات العالقة في سورية، منها المخدرات، والميليشيات المسلحة، وإعادة اللاجئين، وغيرها، وهذا مرهون بكيفية تعاطي دمشق.

وأشار في حديثه: "يبدو أن الأمور تحتاج إلى مزيد من الوقت حتى تعود سورية إلى الحضن العربي، وتحتاج إلى الترتيبات".

بدوره، أكد الباحث السياسي جمال الشلبي، وجود إصرار عربي على إنهاء الأزمة السورية، لافتاً إلى أن التسوية السياسية تحتاج لمتابعة ولوجود ضمانات لتنتهي الأزمة.

رفض أمريكي للتطبيع

صرّح المبعوث الأميركي الخاصّ السّابق لسورية جويل رايبورن بأن إدارة الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن أعطت ضوءاً أخضر للدول العربية بالتطبيع مع النظام السوري.

وجاء كلام رايبورن خلال جلسة الاستماع التي عقدها الكونغرس اليوم للتباحث الشأن ‎السوري بعد مرور ١٢ عاماً على انطلاقة الثورة ‎السورية ولمراجعة تطبيق قانون ‎قيصر.

وقال رايبون: "لقد ذكرت مصادر إقليمية أنّه حين تساءل مسؤولون عرب عن موقف الولايات المتحدة من الاتصال بالأسد بغرض التطبيع معه فإنّ مسؤولين كباراً في الإدارة أعطوهم ضوءاً أخضر ضمنياً قائلين بأنهم يفضلون أن تطبع الدول العربية مع الأسد على أن ترعى روسيا صفقة بين دمشق وأنقرة قد تؤدي إلى هجمات تركية على شركائنا في قوات سورية الديمقراطية.)). يا للعار!!".

كواليس اجتماع جدة: انقسام حادّ بشأن التقارُب مع الأسد

وقبل أيام، كشفت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية كواليس اجتماع جدة، حول سورية، الذي حضره وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي والأردن والعراق ومصر، وموقف تلك الدول من التقارب مع نظام الأسد.

وأكدت الصحيفة أن الاجتماع شهد انقساماً بين الدول المشاركة بخصوص الموقف الجديد الذي أبدته المملكة العربية السعودية، والمتمثل بإعادة التواصل مع النظام السوري وتطبيع العلاقات معه.

وبحسب الصحيفة فإن الاجتماع الوزاري الذي انتهى فجر يوم أمس السبت انتهى بدون اتفاق، وأبرز مجدداً الانقسام العربي حول سورية، بين دول تتحرك للتطبيع مع الأسد، وأخرى تعارض ذلك بشدة كونه "لم يفعل شيئاً لتأهيل نفسه".

دول عربية ترفض التطبيع مع النظام السوري

نقلت الصحيفة عن مسؤولين مطلعين على اجتماع جدة قولهم: إن فكرة التطبيع مع النظام السوري وتحديداً تقارب السعودية معه، قُوبلت برفض شديد من قِبل قطر والكويت والأردن.

وتساءلت تلك الدول عن المقابل الذي يمكن أن يقدمه النظام السوري لقاء ذلك التقارب.
في المقابل، تخلت مصر عن معارضتها للتطبيع مع النظام السوري وإعادته إلى الجامعة العربية، إلا أنها طالبت بإظهار تقدُّم في الحل السياسي.

أسباب رفض التطبيع مع النظام السوري

شكل ملف الكبتاغون الشريان الاقتصادي للنظام السوري أحد أكثر نقاط الاختلاف في الاجتماع، حيث حوّل الأسد سورية إلى دولة مخدرات بتجارة تصل إلى 4 أو 5 مليارات دولار سنوياً.

يُضاف إلى ذلك، تغلغل إيران في سورية بشكل كبير، وسيطرتها على النظام، وبحسب مسؤول عربي فإن القبول بالأسد في الوقت الذي تنتشر به الميليشيات الإيرانية في البلاد وتمارس نفوذاً على الأسد، من شأنه أن يقدم مكافأة لطهران.

وأضاف المسؤول: "في حال قبلنا بذلك، فإننا نكون خلعنا ملابسنا للإيرانيين"، وفقاً لما نقلت الصحيفة عنه.

الجدير بالذكر أن الصحيفة أشارت إلى أن التقارب العربي مع النظام السوري قد يؤدي إلى إثارة غضب الولايات المتحدة، على الرغم من أن واشنطن لم تتخذ في السابق أي إجراءات ضد الإمارات التي سبق أن استضافت بشار الأسد هذا العام والعام الماضي.

المقالات المنشورة في "نداء بوست" تعبّر عن آراء كتابها وليس بالضرورة عن رأي الموقع.


أحدث المواد