نداء بوست- ريحانة نجم- بيروت
ما زالت قضية ملاحقة النائب البطريركي الماروني للقدس والأراضي الفلسطينية وراعي أبرشية حيفا للموارنة المطران موسى الحاج، بشبهة ارتكاب جرم “مخالفة قانون مقاطعة إسرائيل، ومساعدة عملاء لبنانيين مقيمين في الدولة العبرية”، تلقي بثقلها على الواقع السياسي اللبناني المتأزّم.
وعرض وزير العدل في حكومة تصريف الأعمال هنري الخوري مع البطريرك بشارة الراعي في المقر الصيفي في الديمان معطيات الملف المتعلق بقضية المطران موسى الحاج واستمع إلى المعلومات المتوافرة لدى صاحب الغبطة وموقفه منها.
وأكّد وزير العدل، في بيان، أن البطريرك والأساقفة من حوله هم مدرسة في الوطنية وهمهم الوحيد الحفاظ على لبنان وعلى كافة مكوناته الروحية، مشيراً إلى أن الملف المذكور فتح الباب إلى ضرورة معالجة المشكلة الأصلية.
وكشف وزير العدل، أنه بصدد إعادة تفعيل اللجنة الوزارية التي يرأسها والتي تتعلق بمعالجة أوضاع اللبنانيين في الكيان الإسرائيلي والتي من شأنها إنشاء مكتب ارتباط مؤلَّف من قاضٍ من درجة عالية وممثل عن وزارة الدفاع وممثل عن الأمن العامّ تتلقى كافة طلبات العودة إلى لبنان عن طريق مؤسسة الصليب الأحمر للموجودين في “إسرائيل” وعن طريق السفارات اللبنانية للموجودين في الدول الأخرى وتكون مهمة المكتب البتّ بهذه الطلبات أي قبولها أو رفضها وَفْق آلية حددها مرسوم تنظيمي في هذا الخصوص.
وفي أول تعليق مباشر له على قضية مطران حيفا والأراضي المقدسة، أكد الراعي أن ما قام به المطران موسى الحاج هو عمل إنساني، وأضاف: “هناك لبنانيّون موجودون في الأراضي المقدسة ولهم دور وحضور ورسالة بمعزل عن السياسة الإسرائيلية اليهودية وقالوا إننا عملاء لكننا لن نتخلى عن قلبنا ونرفض “القلب الحجر”.
ولفت الراعي إلى أنّ “الزراعة تربطنا بأرضنا لنكتشف هُوِيَّتنا ورسالتنا وهي تعلّمنا الإنسانيّة ولا تحتمل إلا الوضوح”.
من جهتها، غرّدت النائبة ستريدا جعجع عَبْر حسابها الرسمي على “تويتر”، قائلة: “نؤيد وندعم بشكل كامل موقف سيّدنا البطريرك مار بشارة بطرس الراعي من دير مار سركيس وباخوس في ريفون بأننا مستمرون ولن نتخلى أبداً عن هُوِيَّتنا ورسالتنا وقلبنا ونرفض “القلب الحجر”… ونكرّر مطالبتنا مع غبطته بإقالة القاضي عقيقي فوراً”.
في وقت سابق طالب المطارنة الموارنة، بإقالة مفوض الحكومة لدى المحاكمة العسكرية القاضي فادي عقيقي الذي يدير ملف التحقيق مع المطران الحاج.
وقال رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» النائب السابق وليد جنبلاط في تغريدة له عَبْر «تويتر»: «أيّاً كانت الملابسات وراء توقيف المطران موسى الحاج إلا أنه من المفيد التنبيه بأن المعالجة الهادئة أفضل من هذا الضجيج، واحترام المؤسسات في هذا الظرف الصعب فوق كل اعتبار». وأكد جنبلاط «رفضه الاستغلال الإسرائيلي لمقام رجال الدين في محاولة تهريب الأموال لمآرب سياسية».