قوات النظام السوري تحاصر الفلاحين في مناطق سيطرتها بديرالزور

قوات النظام السوري تحاصر الفلاحين في مناطق سيطرتها بديرالزور

بدأت قوات النظام بديرالزور إصدار قرارات وتعاميم ترهق الفلاحين مع بدء موسم تسويق القمح في المحافظة، والذي يعد مصدر الرزق الوحيد لآلاف العوائل.

وقال مراسل "نداء بوست" في ديرالزور: إن إدارة أمن الدولة في المحافظة أصدرت تعليمات صارمة إلى عناصرها وأعضاء الفرق الحزبية والمخاتير لإبلاغ الفلاحين بعدم توريد القمح خارج المراكز التابعة لها وذلك تحت طائلة المصادرة والاعتقال.

وأضاف المراسل أن فرع أمن الدولة بدأ تسيير دورياته في المناطق الواقعة ضمن سيطرته لمنع تهريب الحبوب، بالإضافة لقيامه بمصادرة عدد من الحصادات والجرارات الزراعية بحجة أنها غير مرخصة.

غرامات مالية

وفرضت الأفرع الأمنية التابعة للنظام غرامات مالية على الفلاحين في حال توريد القمح إلى خارج مناطق سيطرتها قدرت بأربعة أضعاف الكمية التي يتم تهريبها إضافة لسجن الفلاح إلى حين دفع المبلغ المترتب عليه.

يضاف إلى ذلك الإتاوات التي تفرضها حواجز النظام وخاصة عناصر الفرقة الرابعة على دخول الشاحنات المحملة بالقمح إلى مدينة ديرالزور حيث يتواجد ثلاثة إلى أربعة حواجز بين مناطق الريف الخاضعة لسيطرة النظام وحتى مركز المدينة.

ولجأ أغلب الفلاحين في ريف ديرالزور إلى جني المحصول بالطرق اليدوية وذلك للتخفيف من تكاليف الإنتاج بسبب ارتفاع أجور الحصادات ما يزيد من معاناتهم.

وكانت اللجنة الاقتصادية التابعة للنظام قد حددت سعر شراء محصول القمح من الفلاحين في مناطق سيطرتها بـ 2800 ليرة سورية الكيلوغرام الواحد بينما تكاليف الإنتاج تفوق المبلغ بكثير.

"قسد" تحتكر شراء القمح

يواجه الفلاحون في مناطق سيطرة "قسد" صعوبات كبيرة في تسويق محصول القمح بعد عجز "الإدارة الذاتية" عن استيعاب الكميات الكبيرة من إنتاج العام الحالي.

وقال مراسل "نداء بوست": إن مراكز استلام الحبوب التي حددتها "الإدارة الذاتية" في محافظة الرقة امتلأت بالرغم من وجود كميات كبيرة بانتظار دورها ليبدأ الفلاحون توريدها.

وأضاف المراسل أن "هيئة الزراعة" في "الإدارة الذاتية" قامت بتحويل أعداد كبيرة من الشاحنات المحملة بالقمح من محافظة الرقة إلى مراكزها في محافظة الحسكة، بعد امتلاء القسم الأكبر من مراكز الحبوب التي حددتها.

شحن المحاصيل لمحافظات أخرى

وبات الفلاحون مضطرين لشحن محاصيلهم إلى محافظة الحسكة، أو تعبئتها بالأكياس المخصصة لها، وفي الحالتين يجدون أنفسهم مجبرين على تحمل تكاليف إضافية تزيد من أعباء وتكاليف الإنتاج التي خسروها طوال العام.

وفي تصريح خاص لـ"نداء بوست" قال أحد سائقي الشاحنات الذي رفض ذكر اسمه لأسباب أمنية: إنه بات ليلته الخامسة أمام مركز الحبوب في حي تل حجر بمدينة الحسكة، وأنه ما زال مضطراً للبقاء يومين آخرين حتى تفريغ الحمولة.

ويتابع السائق أن تأخر موظفي "الإدارة الذاتية" في أخذ العينات وتحديد درجات القمح، تسبب بأزمة كبيرة في مراكز الحبوب حيث وصل طول السيارات في دور الانتظار حتى 10 كم أمام بعض المراكز.

ونوه أيضاً إلى أنه كلما زادت فترة انتظاره أمام المركز لتفريغ حمولته، كلما زادت التكاليف التي يخسرها هو والمزارع على حد سواء.

الإدارة الذاتية عاجزة

وبعد امتلاء مراكز الكالطة والسلحبية والرافقة وشنينة بنسبة تفوق 80% حسب تصريحات مسؤولي "الإدارة الذاتية"، قامت الأخيرة بتوجيه المزارعين إلى مراكزها في محافظة الحسكة وذلك لتخفيف الضغط على هذه المراكز حسب زعمها.

وبالرغم من إعلان "هيئة الزراعة" التابعة لقسد أن مراكزها قادرة على استيعاب نحو مليون طن إلا أنها بدت عاجزة قبل بدء فلاحي محافظة الحسكة بتوريد محصولهم الزراعي.

ومنذ أن بسطت "قسد" سيطرتها على مساحات واسعة من الحسكة، سيطرت على أهم مراكز الحبوب في المحافظة بعد أن طردت عناصر وموظفي النظام من تلك المراكز.

الجدير بالذكر أن "قسد" تسيطر على مركز حبوب تل حجر الإستراتيجي في محافظة الحسكة ومركز حبوب تل علو بناحية تل حميس بريف القامشلي الذي يعد من أكبر مراكز تخزين الحبوب في سورية إضافة لعشرات المراكز الأخرى.

المقالات المنشورة في "نداء بوست" تعبّر عن آراء كتابها وليس بالضرورة عن رأي الموقع.


أحدث المواد