قصف إسرائيلي يُخرج مطار حلب عن الخدمة مجدداً.. ومصادر استخباراتية تكشف هدف الضربة
نفذ الجيش الإسرائيلي قصفاً صاروخياً فجر اليوم الأربعاء، استهدف مواقع للنظام السوري والميليشيات الإيرانية في مطار حلب، ما أدى إلى خروجه عن الخدمة.
ونقلت وكالة أنباء النظام السوري "سانا" عن مصدر عسكري قوله: إنه "حوالَيْ الساعة 3:55 من فجر اليوم نفذ العدو الإسرائيلي عدواناً جوياً بعدد من الصواريخ من اتجاه البحر المتوسط غرب اللاذقية مستهدفاً محيط مطار حلب الدولي".
وزعم المصدر أن الهجوم "أدى إلى وقوع بعض الأضرار المادية في المطار".
في المقابل أكد مدير الطيران المدني التابع للنظام باسم منصور خروج مطار حلب الدولي عن الخدمة جراء القصف الإسرائيلي، موضحاً أن الهجوم ألحق أضراراً في مدرجات المطار.
وزعم منصور أن "كوادر المؤسسة العامة للطيران المدني، باشرت بإصلاح الأضرار بالتعاون مع الشركات الإنشائية، وسيعود المطار للعمل خلال مدة قصيرة"، وفقاً لما نقلت إذاعة "شام إف إم" التابعة للنظام.
وحول ماهية الهدف المستهدف بالضربة، نقلت وكالة "رويترز" عن مصدرين من المخابرات الإقليمية قولهما: إن "الضربة أصابت مستودع ذخيرة تحت الأرض مرتبطاً بمطار النيرب العسكري القريب، حيث تم تخزين أنظمة موجهة بالصواريخ على متن عدة طائرات عسكرية إيرانية".
وكذلك نقلت الوكالة عن مصادر مخابراتية غربية قولها: إن إيران زادت خلال الشهر الماضي من استخدام مطار حلب لنقل المزيد من الأسلحة إلى سورية، مستغلة الحركة الجوية الكثيفة لطائرات المساعدات القادمة بعد الزلزال.
وهذا الهجوم الإسرائيلي هو الثاني خلال أسبوعين، حيث تعرضت مواقع الميليشيات الإيرانية في مطار حلب لقصف صاروخي في السابع من الشهر الجاري، أدى إلى تضرُّر المدرج والمهبط وخروج المطار عن الخدمة.
وبحسب مصادر خاصة لـ”نداء بوست” فإن الغارات الإسرائيلية استهدفت مستودعات أسلحة وذخائر لـ”الحرس الثوري”، مشيرة إلى أن عملية الاستهداف تزامنت مع محاولة الميليشيا نقل قسم من المخزون إلى مكان آخر ضِمن المدينة.
كما أكدت المصادر أن طائرات الاستطلاع الإسرائيلية لم تفارق أجواء مدينة حلب منذ بَدْء وصول المساعدات الإنسانية بعد الزلزال، مشيرة في الوقت ذاته إلى وصول طائرة إيرانية إلى مطار المدينة في الثاني من الشهر الجاري وسط استنفار أمني كبير، الأمر الذي يرجح أنها كانت محملة بالأسلحة.
وعقب الزلزال الذي ضرب منطقة شمال غربي سورية وجنوب تركيا فجر السادس من شباط/ فبراير الماضي، كثفت إيران من حضورها في سورية وتحديداً في محافظة حلب، التي زارها قائد ”فيلق القدس” إسماعيل قآني ورئيس أركان ميليشيا ”الحشد الشعبي” العراقي عبد العزيز المحمداوي بعد ساعات فقط من الزلزال.
وتزامنت تلك التحركات مع إطلاق إسرائيل تحذيرات من استغلال إيران للظرف الطارئ الذي خلفه الزلزال، وإدخالها أسلحة إلى سورية تحت غطاء المساعدات الإنسانية.
حيث نقلت صحيفة “معاريف” العبرية عن مسؤول أمني إسرائيلي في العاشر من الشهر الماضي قوله: إن طهران حاولت في الماضي نقل المعدات والأسلحة تحت غطاء من خلال شاحنات كانت تحملها، من بين أشياء أخرى، كالفواكه والخضروات.
وأضاف: “هناك معلومات تشير إلى أن إيران قد تستغلّ الوضع الصعب في سورية بعد الزلزال وتحاول الاستفادة من شحنات المساعدات الإنسانية لنقل أسلحة ووسائل مختلفة إلى حزب الله اللبناني”.
وبحسب المسؤول فإن إسرائيل كثفت المراقبة في جميع المناطق لما تنقله إيران إلى سورية بشكل يومي، مشيراً إلى أن عناصر المخابرات الإسرائيلية يعملون على تحديد مكان الشاحنات الإيرانية ومحتوياتها، مؤكداً أن تل أبيب لن تتردد في قصف أي معدات إيرانية يتم إرسالها تحت غطاء المساعدات الإنسانية.