أصدرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان تقريراً يوم الجمعة الماضي، أكدت خلاله تعرض ما لا يقل عن 61 معلماً للاعتقال على يد "قسد" في مناطق شمال شرقي سوريا منذ مطلع العام الحالي، وذلك على خلفية رفضهم لتدريس مناهجها أو بهدف تجنيدهم في صفوفها.
وأوضحت الشبكة في تقريرها أن "قسد" قامت بفصل 550 مدرساً في محافظات الرقة ودير الزور والحسكة وبدأت بملاحقتهم بعد أن رفضوا الالتحاق بصفوفها أو تأييدها والالتزام بتعليماتها، مشيرة إلى أنها بهذه الممارسات تهدد مستقبل قرابة النصف مليون تلميذ في عموم مناطق شمال شرقي سوريا.
وتمكن موقع "نداء بوست" من الوصول إلى أحد المعلمين الذين طالهم قرار الفصل وشرعت "قسد" بملاحقتهم، والذي أكد أن ما يسمى "مكتب الدفاع" في "الإدارة الذاتية" أصدر قبل أسابيع بلاغاً يدعو المعلمين الذين هم من مواليد 1990 بالالتحاق بمركز "تجمع الدفاع الذاتي" في مناطقهم خلال مدة أقصاها 3 أيام.
وأوضح المعلم الذي بطلق على نفسه اسمه "نسيب الطير" في حديثه لموقعنا أن "الإدارة الذاتية" هددت بفصل المتخلفين عن الخدمة العسكرية وقطع رواتبهم وبتعميم أسمائهم على نقاط التفتيش التابعة لقوات "الأسايش" في المنطقة تمهيداً لاعتقالهم، مؤكداً أن "قسد" اعتقلت أحد زملائه بعد مداهمة منزله.
وأشار "الطير" إلى أن انتهاكات "قسد" بحق قطاع التعليم في مناطق شمال شرقي سوريا لا تتوقف عند فرض التجنيد الإجباري على المدرسين فحسب، بل تتجاوزه إلى المرتب الشهري القليل الذي لا يكفي لبضعة أيام، وصولاً إلى فرض مناهج تحوي مواداً مزورة ومخالفة للتاريخ وتمجد قيادات حزب العمال الكردستاني.
وأردف أن المعلمين في "إقليم دير الزور" رفضوا تدريس المنهاج المفروض من الإدارة الذاتية، إضافة إلى منهاج النظام السوري، وتمكنوا بعد ضغط شعبي تمثل بوقفات احتجاجية ومظاهرات من اعتماد مناهج تعليمية تم تقديمها من منظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة والأمومة "يونيسيف".
وأكدت مصادر خاصة لـ "نداء بوست" أن عدد من وجهاء العشائر في دير الزور ومشرفين في المجمعات التربوية التابعة لـ "الإدارة الذاتية" عقدوا إجتماعاً مع قيادات في "قسد" لمطالبتهم بالتراجع عن قرار تجنيد المعلمين، إلا أن تلك للمحادثات فشلت في اعفائهم من الخدمة العسكرية أو تأجيلهم لوقت لاحق.
وتزامنت تلك الاجتماعات – بحسب المصدر ذاته – مع إغلاق عدد من مدراس بلدات "الشعفة" و"الشعيطات" و"كشيكة" و"غرانيج" و"حوايج ذيبان" بريف دير الزور أبوابها، وأعلنت تعليق الدوام فيها، احتجاجاً على قرار سوق المعلمين إلى التجنيد الإجباري.
وبدأ المعلمون في قرى "الشعيطات" و"هجين" و"الشحيل" بريف دير الزور اليوم الأحد إضراباً عاماً احتجاجاً على الانتهاكات التي يتعرض لها العاملون في القطاع التربوي، وللمطالبة بوقف التجنيد الإجباري بحق المدرسين، وتحسين الوضع المعيشي لهم، ورفع أجورهم وربطها بالدولار الأمريكي.
جدير بالذكر أن تلك الانتهاكات يضاف إليها ملف حرمان الأطفال من مقاعد الدراسة وسوقهم إلى معسكرات التجنيد الإجباري، حيث أكدت منظمة "هيومن رايتس ووتش" في عدة تقارير أن "قسد" تجند أطفالاً دون الـ 18 عاماً للقتال في صفوفها، مشيرة إلى أنه من بينهم أطفال نازحين إلى المخيمات الواقعة في مناطق سيطرتها.