واصلت عملة البتكوين تحقيق المكاسب بعد أن قفزت إلى ذروة جديدة خلال اليومين الماضيين، حيث ارتفعت قيمتها السوقية إلى أكثر من تريليون دولار.
وقفزت أكثر العملات المشفرة رواجاً في العالم إلى مستوى قياسي جديد بلغ 58354 دولاراً، لتحقق مكاسب أسبوعية بنحو 20 بالمئة.
وصعدت بتكوين بنحو 100 بالمئة هذا العام، حيث غذت مكاسبها مؤشرات تدل على أنها تحظى بالقبول لدى مستثمرين كبار وشركات ضخمة مثل "تسلا" و"ماستر كارد "وبنك "نيويورك ميلون".
وقال أحمد عمر وهو باحث في الاقتصاد السياسي لـ"نداء بوست": " يحتاج المستثمرون الذين يتعين عليهم تحقيق أرباح لعملائهم إلى التحوط من تضخم الدولار، وهذا ما جعل المؤسسات الاستثمارية تتدافع نحو شراء عملة البيتكوين، حيث يرون فيها معيار الذهب في العصر الرقمي".
ورأى أن "العرض المحدد للعملة عند 21 مليون بيتكوين يعني أنها عملة مقاومة للتضخم إذ تعمل ندرة البيتكوين كمحفز لزيادة الطلب عليها مما يرفع سعرها مقابل الدولار، لذلك نجد المؤسسات الاستثمارية، مثل مدراء الصناديق الاستثمارية لشركتي MicroStrategyو Guggenheim Partners، زادت من حصص محافظها الاستثمارية من البيتكوين وقدمت خدمات مالية مرتبطة بالبيتكوين لعملائها".
ولفت إلى أن "التدافع لا ينحصر نحو شراء البيتكوين في المؤسسات الاستثمارية فحسب، إذ يُبدي صغار المستثمرين بشكل متزايد اهتمامًا أكبر بها ويستخدمونها للتداول والتحوط من خسائر قد تلحق بمدخراتهم بالدولار جرّاء التضخم. سمحت شركات مثل PayPal وSquare وVisa (أو على وشك السماح) لعملائها بالتعامل بعملة البيتكوين، من باب تعزيز حلول الدفع المقدمة لهم مما أدى إلى زيادة عدد صغار المستثمرين الذين يتعاملون بالبيتكوين".
وأوضح عمر أن "التغييرات المستمرة في الاقتصاد العالمي هي إحدى أسباب ارتفاع البيتكوين أيضاً، فنظام بريتون وودز القائم على قاعدة ربط الدولار بالذهب، جعل الولايات المتحدة (التي كانت تمتلك 80٪ من احتياطي الذهب العالمي آنذاك) الاقتصاد الرائد في العالم، لكن في نهاية المطاف، وللحفاظ على الامتياز المالي، تراجع التصنيع في الاقتصاد الأمريكي وأصبح اقتصادًا قائمًا على الخدمات والتمويل، ومع صعود الصين كقوة اقتصادية منافسة، وبسبب المخاوف الأمنية المثارة حول سلامة سلاسل التوريد الخاصة بها، بدأت الولايات المتحدة في السعي نحو استعادة قدراتها التصنيعية المحلية، وسيساعد انخفاض قيمة الدولار في تحقيق هذا الهدف الاستراتيجي".
وأشار إلى أن "الديناميكية الاقتصادية لعملة البيتكوين بسيطة، فكلما انخفضت قيمة الدولار الأمريكي ارتفع سعر البيتكوين، والعكس صحيح، كما يساعد الطلب المتزايد المؤسسات الاستثمارية على حفظ أموالها، وزيادة أرباحها، والتكيف مع التغيرات التكنولوجية في أنظمة الدفع الرقمية باستخدام تقنيات مدعومة بتكنولوجيا بلوكتشين(blockchain) على غرار بيتكوين".
وقامت السلطات الكندية بإطلاق أول صندوق استثماري للبتكوين في البورصة في العالم، مما يمنح المستثمرين القدرة على الوصول إلى هذه العملة الرقمية بشكل أفضل.
ومنحت "لجنة الأوراق المالية في أونتاريو"، التي تشرف على بورصة تورونتو، موافقة على إطلاق هذا الصندوق للمؤشرات المتداولة الذي اقترحته شركة "بربوس اينفستمنتس إنك".
وتعتبر البيتكوين عملة رقمية مؤمنة عن طريق التشفير، يجري التعامل بها خارج ولاية سلطة مركزية، حيث نشأت هذه العملة عام 2009 من قبل شخص غامض أطلق على نفسه اسم "ساتوشي ناكاموتو"، وتم طرح العملة بشكل أساسي كي يتم استخدامها في عمليات الدفع التي لا تخضع إلى رقابة من جانب الحكومة، أو إلى رسوم معاملات.