نداء بوست – عبد الله العمري – الحسكة
توصلت “قسد” وقوات النظام السوري ليلة أمس الخميس إلى اتفاق مبدئي يقضي بفكّ الحصار الذي يفرضه كل منهما على الطرف الآخر في مدينتَيْ حلب والحسكة.
وبحسب ما قال مراسل “نداء بوست” في الحسكة: إن قوات الأسايش التابعة لقسد قامت ليلة أمس بفكّ الحصار الذي تفرضه على الأحياء والمربعات الأمنية التابعة للنظام في مدينتَي الحسكة والقامشلي مقابل قيام عناصر الفرقة الرابعة بفكّ الحصار عن أحياء الأشرفية والشيخ مقصود ذات الغالبية الكردية في مدينة حلب، وذلك بعد عدة اجتماعات ومشاورات بين الطرفين بضغط ووساطات روسية لإنهاء الأزمة.
وأفاد مراسل “نداء بوست” بأن قوات الأسايش التابعة لقسد قامت بإزالة جميع الحواجز في محيط المربع الأمني في مدينة القامشلي والطريق المؤدي إلى المطار وسمحت بمرور السيارات والعربات بعد أن قامت بإغلاقه بشكل كامل بواسطة سواتر أسمنتية في وقت سابق.
كما قامت الأسايش بإزالة الحواجز التي وضعت مؤخراً في محيط المربع الأمني في مدينة الحسكة وفتحت طريق شارع القامشلي في حي مرشو وبداية شارع القضاة في حي المحطة بالإضافة لقيامها بفتح شارع مشفى الحكمة وسط سوق المدينة والشارع الرئيسي الذي يربط حي النشوة بوسط المدينة.
وأفادت عدة مصادر محلية لمراسل “نداء بوست” في الحسكة بوصول كمية من الطحين تُقدَّر بنحو 40 طناً مخبز الحسكة الأول في حي المساكن بعد أن قامت في وقت سابق بمحاصرته ومنع دخول الموادّ والمحروقات إليه، الأمر الذي تسبَّب بأزمة حادّة لدى الأهالي في تأمين مادة الخبز.
يأتي هذا أيضاً من ضِمن الاتفاق المبدئي بين الطرفين والذي يقضي أيضاً بدخول الطحين والموادّ الغذائية الأساسية والأدوية إلى الأحياء الشرقية المحاصرة في مدينة حلب.
وكانت القوى الأمنية التابعة لـ”قسد” قامت قبل نحو أسبوع تقريباً بإعادة افتتاح الطريق الذي يصل منتصف سوق مدينة القامشلي إلى معبر “نصيبين” الحدودي مع تركيا، وذلك بعد أن قام النظام السوري بإغلاقه منذ ما يقارب 11 عاماً.
وأتت هذه الخطوة في محاولة من “قسد” للضغط على قوات النظام كون الطريق يمرّ بمحاذاة المربع الأمني والثكنة الفرنسية القديمة التي تتمركز فيها فروع النظام الأمنية والعسكرية.
وفي العاشر من شهر نيسان/ إبريل الجاري كان مراسل “نداء بوست” أفاد بأن قوات الأسايش التابعة لقسد أغلقت جميع الطرق المؤدية إلى مطار القامشلي ومنعت دخول وخروج السيارات إلى المنطقة وسط حالة من التوتر بين الطرفين.
ونشرت قوات الأسايش عدداً من الحواجز الطيارة وسط مدينة القامشلي وفي محيط المربع الأمني التابع للنظام.
حيث تتواجد مقاره العسكرية ودوائره الحكومية كما عززت من تواجُد عناصرها وقواتها في محيط مطار القامشلي والطريق المؤدي إليه.
وكان التوتر الفعلي بين الطرفين قد بدأ في مساء يوم الجمعة الثامن من شهر نيسان الحالي عندما أعلنت “قسد” عن دخولها مبنى فرن البعث الآلي في مدينة القامشلي بعد حصاره وفرض طوق أمني في محيطه ومنعها دخول الطحين والمحروقات إلى الفرن بالإضافة إلى قيامها بطرد العاملين داخل الفرن ومنعهم مع الأهالي من الحصول على الخبز.
وأتت هذه الخطوة منها رداً على منع عناصر الفرقة الرابعة التابعين للنظام وصول الموادّ الغذائية والطحين والمحروقات إلى أحياء الشيخ المقصود والأشرفية والتي يشكل الأكراد غالبية سكانها في مدينة حلب.
يُشار إلى أن الحصار الذي فرضته “قسد” استمر إلى ما يقرب من نحو 20 يوماً تخللها عدة اجتماعات بين الطرفين، بينما استمر حصار قوات النظام للأحياء الشرقية في مدينة حلب إلى ما يزيد عن 40 يوماً منع خلالها دخول أية مواد أو محروقات إلى داخل تلك الأحياء.