نداء بوست – أخبار سورية – موسكو
صعَّدت روسيا من لهجتها الحادّة ضد الهجمات الإسرائيلية في سورية، حيث أدان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الغارات مُعتبِراً أنها “ممارسات مرفوضة وخطيرة”.
ووفقاً لوزارة الخارجية الروسي قال لافروف: إن الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف مواقع قرب دمشق، فجر الأربعاء الماضي، وأسفر عن مقتل 4 عناصر من قوات النظام، “غير مبرَّر”.
وخلال اتصال هاتفي مع وزير خارجية حكومة نظام الأسد فيصل المقداد، ناقش لافروف خلال المكالمة المسائل الملحّة المطروحة على الأجندة الدولية، مع التركيز على “الأزمة التي افتعلها الغرب في أوكرانيا وتداعياتها العالمية”.
بالإضافة إلى “مواصلة تطوير التعاون متعدد الجوانب ومتبادل المنفعة بين روسيا وسورية”.
بدورها، أوضحت باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، أن “استمرار القصف الإسرائيلي للأراضي السورية يُعَدّ انتهاكاً للمعايير الأساسية للقانون الدولي، وغير مقبول بشكل قاطع”.
وأشارت زاخاروفا إلى أن “مثل هذه الهجمات غير المبررة تؤدي إلى انخفاض القدرة القتالية للقوات المسلحة السورية، مما يؤثر سلبياً على فعّالية جهود مكافحة الإرهاب على الأراضي السورية، مطالبة إسرائيل “بإيقاف هذه الاعتداءات الشرسة والخطيرة”.
وقبل أيام، لقي عدد من عناصر قوات النظام السوري مصرعهم، وأُصيب آخرون بجروح، إثر شنّ المقاتلات الإسرائيلية غارات جوية الليلة الماضية، استهدفت مواقع في محيط العاصمة دمشق.
ونقلت وكالة أنباء النظام “سانا” عن مصدر عسكري قوله: إنه “في حوالي الساعة الثانية عشرة و41 دقيقة من فجر الأربعاء نفذ العدو الإسرائيلي عدواناً جوياً برشقات من الصواريخ من اتجاه طبريا مستهدفاً بعض النقاط في محيط دمشق”.
وزعم المصدر أن الدفاعات الجوية التابعة للنظام تصدت للصواريخ الإسرائيلية وأسقطت بعضها، مضيفاً أنه بعد تدقيق نتائج الهجوم تبين مصرع 4 عناصر وإصابة 3 آخرين ووقوع بعض الخسائر المادية.
وبحسب ما ذكرت مصادر إعلامية موالية، فإن من بين القتلى العميد رفعت محمود صالح المنحدر من قرية حمام واصل في منطقة القدموس بريف طرطوس، والعنصرين رماح حمود، وأسامة حمدان.
وعلم موقع “نداء بوست” من مصدر خاص، أن مقاتلات إسرائيلية من طراز F35، استهدفت بعدة غارات الفوج 100 في منطقة السورية التابع لفوج المدفعية في الحرس الجمهوري، ومقرات عسكرية ومستودعات للميليشيات الإيرانية وحزب الله اللبناني في ضاحية قدسيا ومقر للحرس الثوري في محيط مطار دمشق.
وأكد المصدر أن سبب هذه الغارات هو وصول طائرتين إيرانيتين إلى مطار دمشق الدولي، الأولى وصلت ظهر يوم أمس الثلاثاء، وتحمل صواريخ عالية الدقة وقيادات من الحرس الثوري، والثانية وصلت ليلاً وتضم قيادات من الاستخبارات الإيرانية.
وعن الخسائر التي خلفتها الغارات، أكد المصدر حدوث انفجارات كبيرة في المستودعات التي تم استهدافها في محيط المطار والفوج 100، كما تم رصد حركة كبيرة لسيارات الإسعاف باتجاه المواقع المستهدفة وبشكل خاص في منطقة السومرية ومحيط المطار.
وفي 15 نيسان/ إبريل الجاري شنت المقاتلات الإسرائيلية غارات جوية استهدفت نقاطاً للميليشيات الإيرانية في محيط مدينة قطنا غرب دمشق ومركز البحوث العلمية في جمرايا ونقاطاً عسكرية في بلدة رخلة في جبل الشيخ.
سبق ذلك بأيام، تنفيذ الطائرات الحربية الإسرائيلية هجوماً استهدف مواقع تابعة للنظام في مدينة مصياف بريف حماة الغربي، من بينها مركز البحوث العلمية، ونقاط في “معمل الزاوي”، ونقطة في قرية السويدي.
وزعمت وزارة الدفاع الروسية، حينها أن المضادات الجوية التابعة للنظام، دمرت 3 صواريخ من أصل 5 أطلقتها المقاتلات الإسرائيلية.
وقال نائب مدير قاعدة “حميميم” اللواء أوليغ جورافلوف: “في 9 نيسان/ إبريل أطلقت أربع مقاتلات إسرائيلية F-16 خمسة صواريخ من الأجواء اللبنانية على أهداف في سورية”.
وأضاف: “دمرت قوات الدفاع الجوي السورية 3 منها بمنظومات S-125 وPantsir-S روسية الصنع”.
كما زعم أن الضربات الجوية الإسرائيلية “ألحقت أضراراً مادية طفيفة ببعض المنشآت التحتية المدنية، دون وقوع خسائر.
ومنذ أيار/ مايو عام 2013 تشن المقاتلات الإسرائيلية حملة جوية ضد أهداف تابعة للميليشيات الإيرانية في سورية، تقول تل أبيب: إن الهدف منها هو منع تموضع إيران على الأراضي السورية وتحديداً في المنطقة الجنوبية.
وبحسب صحيفة “جيروزاليم بوست” فإن سلاح الجو الإسرائيلي، تحت قيادة قائد سلاح الجو الذي انتهت ولايته مؤخراً، عميركام نوركين، ضرب 1200 هدف بأكثر من 5500 قنبلة خلال 408 مهمات، على مدى السنوات الخمس الماضية.
وقالت الصحيفة (دون أن تشير إلى مصدر معلوماتها): “في عام 2021 وحده، تم تنفيذ عشرات العمليات الجوية، باستخدام 586 قنبلة ضد 174 هدفاً”.
وأشارت إلى أنه في المقابل تم إطلاق 239 صاروخاً، تجاه الطائرات الإسرائيلية خلال العمليات، إلا أن الغالبية العظمى من هذه الصواريخ أخطأت أهدافها، وفقاً للصحيفة.
وأوضحت أن الهدف من الهجمات كان “منع إيران من التمركز على حدود إسرائيل الشمالية، وتهريب أسلحة متطورة إلى حزب الله في لبنان”.