حملت منظمة "هيومن رايتس ووتش" النظام السوري مسؤولية أزمة الخبر التي تشهدها المناطق الخاضعة لسيطرته، بسبب فساده وسياساته التمييزية.
وأوضحت المنظمة في بيان لها، أمس الاثنين، أن النظام السوري فاقم أزمة الخبز الناتجة عن الأزمة الاقتصادية وتدميره البنى التحتية، من خلال التمييز في عمليات التوزيع، والفساد، وفرض قيود على الكميات المدعومة التي يمكن للناس شراؤها.
وقالت الباحثة السورية في المنظمة "سارة كيالي": "يقول المسؤولون السوريون إن ضمان حصول الجميع على ما يكفي من الخبز هو أولوية، لكن أفعالهم تظهر عكس ذلك، الملايين في سوريا يعيشون الجوع، ويرجع ذلك بشكل كبير إلى تقصير الحكومة في معالجة أزمة الخبز التي ساهمت في خلقها".
وأشارت المنظمة إلى أن النظام أقام طوابير منفصلة أمام الأفران الأولى لعناصر الجيش والمخابرات، الواقفين فيها الأولوية في الحصول على الخبز، والثانية للسكان العاديين، موضحة أنه مقابل حصول كل 5 عسكريين على مخصصاتهم يحصل عليها مدني واحد.
وأكدت أن الأفرع الأمنية التابعة للنظام تتحكم بعملية توزيع الخبز، ويقوم عناصرها بأخذ كميات كبيرة من المادة وبيعها في "السوق السوداء" بأسعار مضاعفة، كما هو الحال بالنسبة للسكر والمواد الغذائية التي تقدمها وكالات إنسانية.
وذكرت "كيالي" أن القيود التي يفرضها النظام بمواجهة أزمة الخبز تزيد الأمور سوءاً، و"أدت إلى ظهور سوق سوداء تخدم الأغنياء ومن لديهم واسطة"، داعية إلى "توزيع الخبز بكميات ونوعيات ملائمة على كل من يحتاج إليه في جميع المناطق التي يسيطر عليها".
وفي أيلول/ سبتمبر الماضي، اعتمد النظام طريقة جديدة لتوزيع الخبز المدعوم، تقوم على أساس عدد أفراد الأسرة، وحصر ذلك بالبطاقة "الذكية"، وبحسب ما نقلت المنظمة عن سكان في دمشق قولهم إن "العائلات خفضت عدد وجباتها وأصبح الأمهات والآباء يجوعون لإطعام أطفالهم".
وتطرق التقرير إلى دور النظام السوري وروسيا بتدمير الأفران بشكل ممنهج في المناطق التي خرجت عن سيطرته، وبشكل خاص في حمص وحلب وريف دمشق، والهجوم على الأراضي الزراعية بشكل مشابه لما حصل في محافظة إدلب شمال غربي البلاد عام 2019، مؤكداً أن ذلك يؤثر على قدرة إنتاج وتوزيع الخبز.
ويعتبر الخبز غذاءً أساسياً للسوريين، وبشكل خاص للأشخاص ذوو الدخل المحدود، باعتباره أكثر المواد الغذائية اشباعاً وأقلها ثمناً، وأدت الحرب التي يشنها النظام ضد المدنيين منذ عشر سنوات إلى إنخفاض إنتاج القمح في سوريا، كما زادت من نسبة الاعتماد على الخبز بسبب الفقر وسوء الأوضاع المعيشة.
وتؤكد دراسة لجامعة "هومبولت" خسارة سوريا لـ943 ألف هكتار من الأراضي المزروعة خلال عامي 2010 و2018، بسبب العمليات العسكرية، وتهجير المزارعين، وسوء إدارة موارد الدولة، إضافة إلى الضربات الجوية التي تصاعدت بعد التدخل الروسي عام 2015.