رائد الصالح لـ”غوتيريش”: جسور الثقة بين الأمم المتحدة والسوريين هُدمت.. وعليكم الاعتذار ومحاسبة المقصرين
انتقد مدير منظمة الدفاع المدني السوري ”الخوذ البيضاء” رائد الصالح، إصرار الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش على عدم الاعتراف بتقصير المنظمة الدولية وخذلانها للسوريين في منطقة شمال غربي البلاد إبان كارثة الزلزال.
جاء ذلك في تغريدات نشرها الصالح على حسابه في ”تويتر” تعليقاً على رفض غوتيريش خلال مقابلة مع قناة ”الجزيرة” إلقاء اللوم على الأمم المتحدة في وصول المساعدات إلى شمال غربي سورية بعد الزلزال.
وقال الصالح: ”تحدث السيد الأمين العام للأمم المتحدة عن عدم واقعية إلقاء اللوم على الأمم المتحدة في تأخرها عن الاستجابة لاستغاثات العالقين تحت الأنقاض، في تناقض واضح مع تصريحات نائبه للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث الذي أقرّ بالفشل وبخذلان المنكوبين في شمال غربي سورية”.
ودعا الصالح الأمين العام للأمم المتحدة إلى التعامل مع هذا اللوم بـ”صدر رحب، لأنه صادر من عمال إنقاذ فقدوا أظافرهم أثناء محاولاتهم إنقاذ العالقين تحت الأنقاض، وعن ذوي ضحايا مفجوعين بأطفالهم وكانوا يأملون بيد تمتد وتساعدهم”.
وأضاف: ”إن هذه التصريحات تأتي في وقت مازال الحزن والألم يخيم على السوريين المكلومين، وكان الأولى بالأمم المتحدة أن تكون حريصة على محاولة إحياء الثقة والجسور التي تم هدمها مع المجتمع السوري، وأن تلملم الجراح لا أن تنكأها من جديد، وأن تتخذ خطوات فعلية لمحاسبة المقصرين من أطقمها”.
كما شدد على أن ”الكارثة في سورية تحتم علينا كأطقم وعاملين بالشأن الإنساني، التصرف بمسؤولية أكبر، والاحتكام للوقائع وتقبل فكرة الاعتذار من الناجين وذوي الضحايا، يستحق الضحايا الذين خُذلوا الاعتذار، والعمل لإنقاذ المصابين بمتلازمة الهرس وتحقيق الاستدامة في الاستجابة للمجتمعات المتضررة”.
وفي وقت سابق من اليوم السبت، اعتبر غوتيريش أن إلقاء اللوم على الأمم المتحدة في تأخر وصول المساعدات إلى شمال غربي سورية ”لا يعكس الواقع”، زاعماً أن الوضع الأمني في سورية أعاق وصول فرق الإغاثة.
وعقب الزلزال المدمر الذي ضرب منطقة شمال غربي سورية وجنوب تركيا في السادس من الشهر الماضي، صدمت الأمم المتحدة السوريين في ريفي إدلب وحلب، حيث أنها لم تستجب لنداءات الاستغاثة التي أطلقتها المنظمات الإنسانية وفرق الإنقاذ، كما أنها لم ترسل أي مساعدات إلا بعد بعد أربعة أيام من وقوع الكارثة.
وأقر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث بخذلان السوريين في ريفي إدلب وحلب، وقال في تغريدة على تويتر: "لقد خذلنا الناس في شمال غربي سورية، إنهم محقون في الشعور بالتخلي عنهم.. أبحث عن المساعدة الدولية التي لم تصل، واجبي هو تصحيح الفشل بأسرع وقت ممكن، هذا هو تركيزي الآن".
الجدير بالذكر أن مدير منظمة الدفاع المدني كشف في وقت سابق عن تعرض المنظمات الإنسانية السورية للتهديد من قبل وكالات الأمم المتحدة بعد انزعاجها من الاتهامات بتقصيرها في الاستجابة للكارثة الإنسانية بعد الزلزال.