نداء بوست- محمد جميل خضر- جرش
بزُهاء 100 امرأة من مختلف الأجيال العمرية يرتدين أثواباً تراثية تمثّل الأردن وفلسطين وكل بلاد الشام، وفرقة موسيقية متنوّعة المرجعيات، وبحضور وزيرة الثقافة الأردنية هيفاء النجار، ورئيس الوزراء الأردني السابق طاهر المصري، والنائب خليل حسين عطية، ورئيس بلدية جرش أحمد العتوم، والمدير التنفيذي لمهرجان جرش مازن قعوار، حوّلت الفنانة والأكاديمية الفلسطينية دلال أبو آمنة المسرح الجنوبي في مدينة جرش التاريخية إلى منصة وحدة، وفضاء ذاكرة مسنّنة تأبى النسيان.
أبو آمنة أطلّت بوجهها الطفوليّ وحضورها الناضج لتنادي أمام جمهور زاد على الثلاثة آلاف، “حادي العيس” لعله يسلّم لها على أمّها، ويحدو القافلة صادحاً “يا عزيز عيني”، ولعل القافلة تحطّ رحالها تحت نخل العراق فيغني الشمْلُ كلُّه هناك “صغيرون”.
“زينوا المرجة” و”الدار داري” و”ليا بليا يا حبيبي” و”هوجي وموجي” و”بياع التفاح” و”عالروزنا” و”هالأسمر اللون” و”يافاوي” و”مشّي رجالك” و”طلّة خيلنا” و”سيروا” و”حمّوا سحجتكو” و”مشوار ستي” كله بـ(زفّاته) و(مهاهاته) وحجازه ومجازه و(طلعاته) و(نزلاته) ودبكاته، كان حاضراً في أمسية الشجن الطالع من ربوع فلسطين عتاباً وميجناً وظريف الطولِ و”فوق إلنا خِل” و”يخلف عليكو تشثّر الله خيركو” و”هاي دار العز واحنا رجالها.. وما يحلّي الدار غير نسوانها”، وفي النهاية لا يصح إلا الصحيح، فـ”سيروا على ما قدّر الله والّكاتبه ربك يصير، وياللا توكلنا عليك يا ربنا نعم الوكيل”.
خيل الخليل وطلّتها، ورام الله التحتا والفوكا، وبرج يافا واسمها العالي، وحيفا العربية الرمّانة الساحلية، وسوق الترويحة النابلسي وخان نابلس وغندورتها، والطالعين في جنين عالجبل ليكيدوا الأعادي، وبياع التفاح الناصريّ (إسّا إجا وإسّا راح بياع التفاح)، واللي رايحين على صفد، وحبايب بيت لحم، وطبريا ونسوانها ورجالها، وبدوية النقب، وسور عكا، وشعب الجبّارين الذي في غزّة، وطلّة خيلنا من القدس، وروح الشعب كل الشعب كانت حاضرة في مسرحٍ نابتٍ من عبق التاريخ لِيعيد لأرضٍ مغتصبةٍ تاريخَ أهلِها وغنائِها وأفراحِها وندائِها الأزليِّ من أجلِ الحرية والكرامة والنصر والتحرير.
إلى ذلك، غنّت دلال أبو آمنة في الليلة الثالثة من ليالي المسرح الجنوبي ضِمن فعاليات الدورة 36 من مهرجان الثقافة والفنون المقام في الأردن هذا العام 2022، تحت شعار “نوّرت ليالينا”: “زهرة المدائن” و”موطني” التي تفاعل معها الجمهور خاتمة بـ”بَكتب اسمك” التي شاركها غناءها رعاة المهرجان وضيوف شرف حفلها.
أبو آمنة قالت في تصريح لموقع “نداء بوست”: إن لونها هو لون بلاد الشام جميعها، معبّرة عن سعادتها بمشاركتها الأولى في مهرجان جرش، واعتزازها بالأردن وتاريخه وعراقته وعلاقته الوجدانية الخاصة مع الشعب الفلسطيني، وقالت “إن الشعب الأردني وقيادته لطالما كانوا إلى جانب الشعب الفلسطيني، وإن ما يجمعنا لا يفرّقه أي شيء، أو محاولة، أو تفصيلة، أو حدود”.
أبو آمنة قالت إن مشروع “مشوار ستي” يشكّل نقلة للإنسان في عين المكان، وهو تأكيد على وحدة الشعب الفلسطيني الذي لا يفرقه خط بأي لون كان. وختمت بالقول: إن الفن والأكاديمية يمضيان في مسيرتهما بشكل متوازٍ لا يسبق خلاله منجزٌ منجزاً آخر.