نداء بوست- أخبار دولية- مانشستر
دعت منظمات حقوقية ومؤسسات معنية بحقوق اللاجئين، إلى الخروج بمظاهرات يوم غد الأحد، رفضاً لقرار الحكومة البريطانية الخاص بترحيل عشرات اللاجئين إلى رواندا.
وجاء في نص الدعوة: “انضم إلينا في الشوارع حيث تستعد الحكومة البريطانية العنصرية لترحيل المجموعة الأولى من اللاجئين إلى رواندا بموجب خطتها المثيرة للاشمئزاز للاستعانة بمصادر خارجية لنظامها الحدودي، نجح نشطاء في وقف رحلة الترحيل إلى العراق في الأسابيع الأخيرة، يمكننا إيقاف هذه الخطة العنصرية! ضعوا حداً لجميع عمليات الترحيل والاحتجاز! أوقفوا خطة رواندا! حاربوا عنصرية الدولة!”.
وقال الصحفي عدنان حميدان: إن الدعوات لوقفة احتجاجية رافضة لقرارات الترحيل إلى رواندا ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، ولكن هذه المرة تكتسب صفة مختلفة بالدعوة لها بعد صدور قرار المحكمة العليا في بريطانيا بالسماح للحكومة بالمضي قدماً بهذا الأمر”.
وأشار حميدان في حديث لـ”نداء بوست” إلى أن هناك محاولات حقوقية لوقف أول رحلة إلى رواندا يوم الثلاثاء القادم، حيث تخطط الحكومة البريطانية لترحيل 31 طالب لجوء.
وأكد أن هؤلاء الـ31 طالب لجوء هم من ضمن قائمة تضم 130 شخصاً أخطروا بإمكانية إرسالهم إلى رواندا من أجل البت في طلبات لجوئهم.
واعتبر محدثنا أن هذا القرار هو بمثابة “ضريبة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وإلا لكان بالإمكان عرض هذا الأمر على المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان”.
ودعا حميدان جميع نشطاء حقوق الإنسان لدعم هذه التظاهرات، و”رفض المعايير المزدوجة التي تكيل بها حكومة جونسون الأمور في البلاد”.
قصة ترحيل اللاجئين إلى رواندا
في نيسان/ إبريل الماضي، أقرت الحكومة البريطانية قانوناً يقضي بترحيل طالبي اللجوء الذين وصلوا إلى البلاد منذ مطلع العام الحالي، إلى دولة رواندا، وذلك بموجب تطبيق قانون الهجرة البريطاني الجديد.
وحينها، قال رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون: إن “عشرات الآلاف من المهاجرين غير المصرح لهم الذين يبحثون عن ملاذ في المملكة المتحدة، سيتم نقلهم جواً لمسافة تزيد على 4000 ميل إلى رواندا بموجب مجموعة جديدة من سياسات الهجرة الجديدة”.
وتزامن إعلان الحكومة البريطانية عن القانون الجديد مع إعلان رواندا عن توقيع اتفاقية بملايين الدولارات مع بريطانيا، لاستقبال طالبي لجوء ومهاجرين إلى المملكة المتحدة على الأراضي الرواندية.
وأكدت مصادر برلمانية بريطانية أن أول دفعة سيتم ترحيلها إلى رواندا ستكون من طالبي اللجوء السوريين وعددهم حوالي 17 شخصاً كلهم وصلوا للبلاد بمفردهم وليس رفقة أسرهم.
ومن المقرر أن تنطلق الرحلة الأولى يوم الثلاثاء القادم 14 حزيران/ يونيو من بريطانيا إلى رواندا، حيث ستبدأ هناك تبدأ دراسة طلبات اللجوء وبعدها يمكن للاجئ الحصول على حق البقاء والعيش في رواندا.
وفي حال تم قبول طلبات لجوئهم في رواندا فإنهم سيواجهون خطر الترحيل مجدداً في حال ارتكابهم لمخالفة قانونية أو جناية، إما إلى أقرب بلد آمن من رواندا، أو إلى بلادهم التي فروا منها
ويوم أمس الجمعة، رفضت المحكمة العليا في بريطانيا الطعن الذي قدمه ناشطون في محاولة لمنع ترحيل طالبي اللجوء السوريين والعراقيين إلى رواندا.
ورفض القاضي جوناثان سويفت الطلب، واعتبر أن “هناك مصلحة عامة مادية في أن تكون وزيرة الداخلية بريتي باتيل، قادرة على تنفيذ قرارات الهجرة”، كما زعم أن “بعض المخاطر التي تواجه طالبي اللجوء المرحلين والتي حددتها الجمعيات الخيرية كانت صغيرة وفي عالم التكهنات”.
وبحسب وكالة “رويترز” فإن المحكمة منحت جماعات حقوق الإنسان الإذن باستئناف القرار أمام محكمة الاستئناف، وقُدمت طعوناً قانونية فردية ضد الحكومة، كما ستستمع المحكمة العليا إلى مراجعة قضائية قبل نهاية تموز/ يوليو المقبل، قد تعيق خطط الحكومة.
مخاوف من أن يكون للسوريين حصة الأسد
أعرب رئيس مؤسسة “سورية للإغاثة” (Syri relief) في بريطانيا، عثمان مقبل، من أن يكون لطالبي اللجوء السوريين حصة الأسد من عملية الترحيل هذه.
وأكد مقبل أن مؤسسته رفقة عدد كبير من المؤسسات تحاول الترافع لمنع ترحيل اللاجئين، “لكن الحكومة البريطانية تتعامل بمنطق أصم ولا ترد على أحد لأنها تعلم أن لديها أغلبية مطلقة في البرلمان”.
وأشار إلى أن الأجواء في صفوف عدد من طالبي اللجوء “أجواء خوف وصدمة، وهذا أمر طبيعي، فبعد رحلة شاقة للوصول إلى بر الأمان تجد نفسك مهدداً بالترحيل إلى رواندا من جديد”، وفقاً لما نقل موقع “الجزيرة نت” عنه.