نداء بوست -سليمان سباعي- حمص
أقدم مسلحون على اغتيال محام في مدينة حمص، ظهر أمس الأحد، وذلك أثناء توجهه إلى مكان عمله في مركز المدينة.
وأفاد مراسل “نداء بوست” بمقتل المحامي عبد الله نجم الخضر أثناء توجّهه إلى القصر العدلي بحي الوعر داخل مدينة حمص جراء تعرضه لإطلاق نار من قبل مسلحين يستقلون دراجة نارية.
وقال المحامي العام في حمص خالد عز الدين، في تصريح لوسائل إعلام موالية: إن “الاستهداف المباشر الذي تعرض له الخضر بالقرب من مدخل القصر العدلي يأتي ضمن إطار خلاف عائلي مع أحد أقربائه”، نافياً أن يكون هناك أي خلاف مع أحد موكّليه.
وذكر مراسلنا أن عملية الاستهداف يقف وراءها أربعة أشخاص بحسب ما تمّ رصده من قبل إحدى كاميرات المراقبة المثبّتة بالقرب من محطة محروقات “ماجستيك” على الطريق المؤدي إلى القصر العدلي، حيث لاذ الفاعلون بالفرار بالوقت الذي عمل الأهالي على محاولة إسعاف الخضر إلى مستشفى الوليد حيث فارق الحياة.
ونقل مراسلنا عن مصدر مقرب من عائلة المحامي قوله: إن الفاعلين بحسب الصور التي ظهرت على كاميرات المراقبة تعود لأربعة أشخاص من قرية عزيزة الموالية بريف حمص الغربي، وذلك نتيجة خلافات مع المحامي بسبب جهوده في الحكم على أحد أقربائهم بتهمة تهريب السلاح وبيعه داخل الأراضي اللبنانية.
غياب الأجهزة الأمنية
حمّل المصدر قوات النظام السوري والأفرع الأمنية المسؤولية المباشرة عن هذه الحادثة وغيرها من الحوادث التي أودت بحياة العديد من المدنيين في حمص، وعموم المحافظات السورية، وذلك بعد انتشار السلاح بشكل عشوائي بين المدنيين لا سيما المتطوعين ضمن الميليشيات الداعمة لقوات النظام.
ونشرت وزارة الداخلية التابعة للنظام تعميماً أعلنت من خلاله تسيير دوريات مداهمة لقرية عزيزة لإلقاء القبض على الفاعلين الذين تواروا عن الأنظار بعد ارتكاب الجريمة، بالوقت الذي تشهد القرية توتراً أمنياً منذ مساء أمس الأحد ولغاية صباح اليوم بعد استنفار ذوي القتيل وتوعّدهم بأخذ الثأر من عائلة الفاعلين.
وباتت ظاهرة انتشار السلاح بشكل علني بين المدنيين في حمص أمراً معتاداً لدى الأهالي خلال الفترة الماضية، وسط اتخاذ عناصر الحواجز العسكرية لموقف المتفرج وسط مطالبة المدنيين لأفرع الأمن بإنهاء هذه الظاهرة.
جريمتان خلال 24 ساعة
وهذه الجريمة هي الثانية في مناطق سيطرة النظام خلال ساعات، حيث أقدم شاب يبلغ من العمر 25 عاماً في قرية خربة الأكراد بريف محافظة طرطوس، على قتل والده البالغ من العمر 52 عاماً وهو نائم بضربه على رأسه بواسطة عصا، بسبب خلاف مادي بينهما.
سبق ذلك قيام شاب في محطة انطلاق الحافلات في مدينة طرطوس بتهديد عناصر شرطة باستخدام قنبلة يدوية، على خلفية محاولة الشرطة إلقاء القبض عليه.
وخلال العام الماضي، قُتل 3 أشخاص بينهم محامٍ وأُصيب آخر بجروح إثر قيام شخص بإلقاء قنبلة أمام القصر العدلي في مدينة طرطوس.
وفي وقت سابق فجّر 3 مسلحين يعملون في تجارة المخدِّرات أنفسهم بعد اشتباك مسلَّح مع عناصر شرطة النظام السوري في مدينة طرطوس.
حيث قام 3 مطلوبين للنظام السوري -أحدهم من الجنسية اللبنانية- بتفجير أنفسهم بعد مُحاصَرتهم من قِبل جهاز الشرطة.
ووقعت الحادثة في حي “الرادار” جنوب مدينة طرطوس في منزل عائد لأحد المطلوبين المسلَّحين، كما أُصيب ثلاثة آخرون منهم اثنان في حالة حَرِجة.
وأطلق المسلحون الثلاثة النار باتجاه دورية الشرطة، كذلك أطلقوا النار على محوِّلة الكهرباء، ما أدى لانقطاع التيار الكهربائي عن الحي بأكمله، قبل تفجير أنفسهم.
يُذكر أن مناطق سيطرة النظام تشهد حالة من الفلتان الأمني وحالات القتل المروعة والخطف بسبب الفقر وانتشار البطالة والميليشيات التي تعمل على نشر المخدرات في المجتمع.