نداء بوست- ولاء الحوراني- درعا
لم يتحرك الركود التجاري في أسواق محافظة درعا، ولم تشهد المحال التجارية إقبالاً من المواطنين على تسوق البضائع رغم اقتراب شهر رمضان من إتمام أيامه العشرة الأولى.
ولعل غلاء أسعار المنتجات ومحدودية الدخل وكذلك انخفاض قيمة العملة السورية جميعها أسباب أدت إلى عزوف الأهالي عن الأسواق واقتصار مشترياتهم على مستلزمات الشهر الأساسية.
عبادة مسالمة وهو صاحب متجر لبيع المواد الغذائية قال لـ”نداء بوست”: إن ارتفاع الأسعار خفض الإقبال على الشراء ما أدى إلى تراجُع مبيعات متجره ذلك ما جعله يفكر جدياً بإغلاق محله لأنه لم يعد مصدر دخل يغطي نفقات أسرته.
بدورها ذكرت علياء أبازيد أن ذهابها إلى السوق يقتصر على يوم واحد في الأسبوع لتأمين الحاجات الضرورية فقط مستغنية عن كثير من الأصناف لارتفاع أسعار المواد الغذائية والتموينية على حد سواء.
وفي حديثه لـ “نداء بوست” قال عمر الغزاوي: إن احتكار البضائع من قِبل تجار السوق دون رقابة تُذكر من النظام السوري جعل أسعار المواد ترتفع بشكل جنوني وسط ضعف القوة الشرائية للمواطنين الأمر الذي أدى إلى ركود الأسواق خلال الشهر الكريم.
اقرأ أيضاً: مع دخول شهر رمضان.. أزمة الخبز تتجدد في درعا
انتشار الفقر وتفشي البطالة فضلاً عن جنون الأسعار وضيق حال الأهالي لم يوقف حركة الأسواق فقط بل غيّب الكثير من طقوس شهر رمضان في محافظة درعا لهذا العام.
أسواق حمص ليست أفضل حالاً
بشكل مشابه لأسواق درعا، تشهد أسواق محافظة حمص جموداً في الحركة، وغياباً شِبه كامل للمتسوقين، على الرغم من محاولة التجار ترغيب الأهالي من خلال إعلاناتهم المتكررة بوجود حسومات وتخفيضات على الأسعار داخل محلاتهم التجارية.
ونقل مراسل “نداء بوست” عن التاجر أسعد شيخ الورق وهو صاحب محل لبيع الألبسة داخل سوق المسقوف بحمص قوله: إن العادة اقتضت فيما مضى أن تغصّ الأسواق بالمدنيين مع دخول شهر رمضان، لاغتنام التشكيلات الواسعة قبل نفادها بشكل تدريجي مع اقتراب عيد الفطر.
وأشار شيخ الورق إلى أن حركة الطلب على طرود الألبسة من قِبل أصحاب محلات بيع المفرق شهدت هي الأخرى ركوداً غير مسبوق، موضحاً أن ضعف الدخل، وغلاء الأسعار المتزامن مع تدهور الوضع الاقتصادي والمعيشي للأهالي القاطنين ضمن مناطق سيطرة النظام ألقت بظلالها بشكل واضح على موسم الأعياد في حمص.
من جهته، قال أبو عمر وهو موظف لدى النظام: إن الأولوية في هذه المرحلة تقتصر على تأمين مستلزمات الأسرة من طعام وشراب، فيما لم يُخفِ عجزه عن تأمين متطلبات عائلته اليومية مقارنة مع ما يتقاضاه من مرتّب شهري لا يتعدى 100 ألف ليرة سورية أي ما يعادل بالدولار الأمريكي 30 دولاراً فقط.
محلات بيع الأواني المنزلية في سوق التهريب وسط حمص، شهدت هي الأخرى كساداً للبضائع التي أتعبها غبار المارّة دون السؤال عن أسعارها التي سجلت ارتفاعاً نسبياً بعد اجتياح موجة الغلاء مناطق سيطرة النظام خلال الفترة الماضية.
محمد عبارة، صاحب أحد محلات “العصرونية” المختص ببيع مستلزمات المنازل من أطباق وصحون وغيرها قال في حديثه لمراسلنا: إن شريحة واسعة من الأهالي لم يعودوا يتجرؤون على الدخول لمحلات العصرونية للسؤال عن أسعار البضائع، الأمر الذي دفع التجار لإنشاء بسطات خارج محلاتهم للتقرب من الأهالي وعرض بضائعهم للبيع بعيداً عن رهبة دخول المحلات الكبيرة.