نداء بوست-أخبار سورية-إسطنبول
كشف مركز جسور للدراسات عن عدة أسباب تقف خلف خروج عشرات المواطنين في احتجاجات شعبية ضد نظام الأسد في السويداء جنوب سورية.
وقال المركز إن الاحتجاجات انطلقت في مطلع شباط/ فبراير 2022، ضمن موجة جديدة من الاحتجاجات في مناطق متفرقة من محافظة السويداء، تعبيراً عن الغضب والسخط على النظام السوري الذي رفع الدعم الحكومي عن مئات آلاف العوائل، حتى بات لزاماً على مَن شملهم القرارُ الحصولُ على الموادّ الغذائية والتموينية بسعر السوق.
وأضاف المركز أن حجم المشاركة اتسع في الاحتجاجات في 6 من الشهر ذاته، وتطوّرت من التظاهر إلى قطع الطرق الفرعية والرئيسية بما فيها الذي يصل مركزَ المحافظة مع العاصمة دمشق.
ولاحظ المركز أنه في هذه الموجة شاركت فئات مختلفة من أبناء المحافظة، حيث شملت الاحتجاجات المتضرّرين من قرار رفع الدعم الحكومي ومن تردِّي الأوضاع المعيشية، والمثقفين، ونشطاء المجتمع المدني، وعناصر غير مسلّحة من الفصائل المحليّة. وهذا ما يُفسِّر تعدُّد الشعارات بين التنديد بممارسات النظام التي أدت إلى إفقار السكّان وبين المطالبة بحرية واستقلال سورية، وهو ما تجسَّد بشعار "لا شرقيَّة ولا غربيَّة، نريد سورية دون تَبَعِيَّة".
كما حدد المركز جملة من الأسباب غير المباشرة التي ساهمت سابقاً -وما تزال- في استمرار الاحتجاجات الشعبية في السويداء:
كما أكد مركز جسوري أن تردِّي الأوضاع المعيشية والاقتصادية، وتراجُع مستوى الخدمات التي يُقدِّمها النظام، الذي ما يزال يتمسّك بأولوية فَرْض الأمن على حساب تقديم الخدمات وتحسين الظروف الاقتصادية.
وأشار إلى استمرار ضغوط روسيا والنظام لفَرْض التجنيد الإجباريّ على أبناء المحافظة؛ الذين يمتنع الآلاف منهم عن الالتحاق بقوات النظام؛ خوفاً من الزجّ بهم في مواجهة مع باقي مكوّنات الشعب. آخِر تلك الضغوط محاولة تشكيل قوة عسكرية كبيرة من أبناء المحافظة المتخلِّفين عن الخدمة الإلزامية بقيادة نجل العميد "عصام زهر الدين" الذي قُتل في دير الزور سابقاً، رغم أنّ نطاق نشاطها الجنوب السوري فقط.
وشدد على رفض محاولات روسيا وإيران لتوسيع نفوذهما وحضورهما في السويداء.
وأكد مركز جسور أنها ليست المرّة الأولى التي تشهد فيها السويداءُ احتجاجاتٍ من السكان على سُوء الأوضاع المعيشية إلّا أنّ استمرار أو توقُّف هذه الموجة يبدو مرتبطاً بعدد من العوامل وهي:
وبين المركز أن استخدام الحلّ الأمني، على غرار موجة الاحتجاجات التي شهدتها السويداء منتصف عام 2020، حيث أدّت حملات الاعتقال والاحتجاز للمتظاهرين مع تقديم الوُعود بالاستجابة للمطالب لإنهائها. كان من المُلاحَظ حينها عدم استخدام الأسلحة من قوات الأمن. لذلك، في حال تم اللجوء إليها خلال الموجة الجديدة فإنّ احتمال التصعيد من قِبل المحتجين لا يبدو مُستبعَداً.
كذلك موقف الفصائل المحلية، والمَرْجعِيّات الدينية، والوُجهاء؛ حيث لا يوجد أي تأييد منهم للاحتجاجات باستثناء قوات "الفهد"؛ بل غالباً ما يُفضِّلون التهدئة على الانزلاق إلى التصعيد. ومن غير المُستبعَد أن تؤدي روسيا دوراً في هذا الصدد عَبْر قناة الاتصال التي تربطها مع قائد حركة "رجال الكرامة" يحيى الحجار.