نداء بوست- محمد جميل خضر- عمّان
أحبطت السلطات الأمنية الأردنية، اليوم الجمعة، محاولة تسلل وتهريب من الأراضي السورية إلى أراضيها، مشيرة إلى فرار المهربين إلى داخل العمق السوري.
وقال مصدر عسكري مسؤول في القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية/ الجيش العربي: إن المنطقة العسكرية الشرقية وبالتنسيق مع الأجهزة الأمنية وإدارة مكافحة المخدرات، أحبطت على إحدى واجهاتها محاولة تسلل وتهريب من الأراضي السورية إلى الأراضي الأردنية.
وأوضح المصدر أنه تم تطبيق قواعد الاشتباك، ما أدى لفرار المهربين إلى داخل العمق السوري، وبتفتيش المنطقة تم العثور على كميات من المواد المخدرة وتحويلها إلى الجهات المختصة.
يشار، في سياق متصل، إلى أن حدود الأردن الشرقية والشمالية هي الأكثر عرضة لمحاولات تهريب عموم المواد المخدرة، خصوصاً الخطيرة منها مثل الهيروين والكريستال وحبوب الكبتاغون وأنواع خطيرة أخرى.
وعلى صعيد الحد الشماليّ والشماليّ الشرقيّ، فقد شكّلت تلك المنطقة الحدودية الحسّاسة ساحة معارك حقيقية، بين القوات المسلحة الأردنية- الجيش العربي، وبين المهربين القادمين من سورية النظام، والمدعومين من جهات متنفذة هناك، إذ تشير تقارير متعددة المصادر، إلى أن النظام السوري نفسه وأزلامه والمتحالفين معه -بما في ذلك حلفاؤه في لبنان- وراء عمليات التهريب التي أغرقت محافظة درعا السورية، بحسب تقرير مراسلة “نداء بوست” ولاء الحوراني.
وتسببت في دوامة اغتيالات دموية أرهقت أولى المحافظات التي هتفت ضد الطاغية، وأعلنت عليه الثورة والعصيان، ناشدة الحرية والكرامة والانعتاق من نظام مافياويٍّ أسريٍّ يخنق، منذ أكثر من خمسة عقود، أنفاس الشعب السوري.
وكان العاهل الأردني شدّد خلال زيارة قام بها نهاية العام الماضي 2021، لتلك المنطقة الملتهبة، على ضرورة التعامل “بقوة وحزم لمنع محاولات التسلل والتهريب، والضرب بيدِ من حديد كلّ من تسوّل له نفسه تجريب جاهزية حرّاس الثغور من نشامى القوات المسلحة الأردنية- الجيش العربي”.
وقد أدى تغيير قواعد الاشتباك المعمول بها في تلك المنطقة إلى مقتل عشرات المهربين منذ النصف الثاني من العام الماضي 2021، كما تم ضبط عشرات ملايين الحبوب المخدرة (منها الكريستال الأشد خطورة) وعشرات آلاف كفوف الحشيش.
أرقام مرعبة تكشف أن جهات عديدة داخل جسم النظام السوري لها مصلحة بعمليات التهريب هذه. كما تكشف أن الأمر لا يتعلق بجهات التهريب داخل سورية فقط، وربما للأمر امتداد يصل إلى مهربي لبنان الذين سدّت بوجههم دروب تهريب كثيرة كانت -حتى رفع المملكة العربية السعودية مستويات تعقبها- ممكنة ومتاحة.
وحول أسباب تغيير قواعد الاشتباك، ذكر العقيد الركن زيد الدباس من القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية أنه أتى “لتغيّر طبيعة التهديد الذي نتلقاه، والأرقام التي تعاملنا معها ضخمة، والمهربون يحاولون، في أكثر من مكان، إعادة الانتشار”.
وما يؤكد كلام العقيد وما ذهب إليه، أن بعض هؤلاء المهربين يستخدمون في عمليات تهريبهم طائرات بدون طيار، فقد أعلن الجيش الأردني، في شهر تشرين الأول الماضي 2021، أنه أسقط طائرة مسيّرة قال: إنها استخدمت في محاولة لتهريب مخدرات من سورية إلى أراضي المملكة.
إذ تبيّن بعد الرصد والمتابعة والسيطرة على الطائرة وإسقاطها، وبعد تفتيش المنطقة التي أسقطت فيها الطائرة، وجود كميات من المواد المخدرة”.