نداء بوست- أخبار سورية- واشنطن
عبّرت سفارة الولايات المتحدة في سورية عن شعورها بقلق عميق من الهجمات الأخيرة التي طالت عدداً من مكاتب المجلس الوطني الكردي في شمال شرق سورية.
وأضافت السفارة في بيان: “لا مكان للترهيب والعنف في الحوار السياسي، ونحثّ جميع الأطراف على الانخراط سلمياً في السعي وراء حلول تفيد جميع الأطراف المعنية”.
وقبل أيام أحرق عناصر من الشبيبة الثورية التابعة لحزب العمال الكردستاني والتي تعمل ضِمن صفوف قوات “قسد” مكتب الحزب الديمقراطي الكردستاني “الفرع السوري”، في مدينة الدرباسية شمالي الحسكة.
كما قامت بإحراق مكتب المجلس الوطني الكردي في مدينة المالكية شمال غربي الحسكة.
“جسور للدراسات”: “قسد” تروج لعملية تركية ضدها بغية تحقيق 4 أهداف
كما قام مجموعة من العناصر بكسر قفل مكتب الحزب الديمقراطي الكردستاني الفرع السوري في الدرباسية، وحطموا محتوياته، ثم ألقوا قنبلة بداخله من نوع مولوتوف ولاذوا بالفرار إلى جهة مجهولة.
كما هاجم مجهولون المكتب بعد منتصف الليل، حيث أشارت مصادر إلى أن حزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب، أوعزوا للشبيبة الثورية بحرق مقار المجلس الوطني الكردي، والحزب الديمقراطي، وذلك لعرقلة المساعي الأمريكية الرامية لاستئناف الحوار “الكردي-الكردي”، وللضغط على المجلس الوطني الكردي وباقي الأحزاب للخضوع لشروط “قسد”.
كما تزامن هذا الهجوم مع هجوم آخر طال المكتب المحلي للمجلس الوطني الكردي في مدينة المالكية وأسفر عن إحراقه أيضاً.
بدوره، أكد مركز “جسور للدراسات” وجود أربعة أسباب وراء الدعاية التي تنشرها “قسد” بخصوص وجود تحضيرات تركية لشن عملية عسكرية جديدة ضدها في شمال شرقي سورية.
وأشار المركز إلى أنّه منذ منتصف الشهر الحالي بدأت “قسد” الترويج لذلك، وعلى نحو غير معتاد، وذلك من خلال لقاءات وتصريحات قادة المجالس العسكريّة التابعة لها ورؤساء المجالس التشريعيّة والتنفيذيّة في “الإدارة الذاتية”.
وأرجع المركز هذه الدعاية -رغم عدم وجود مؤشرات كافية وعمليّة على أرض الواقع؛ لتلك المخاوف، وعدم رصد أيّ تجهيز أو حشد أو استنفار عسكري على الحدود أو على خطوط التماسّ بين “قسد” وفصائل المعارضة- إلى 4 مكاسب تسعى “قسد” لتحقيقها.
ويرى المركز أن الهدف الأول من هذه الدعاية، هو محاولة عرقلة الجولة الجديدة المرتقبة من الحوار “الكردي – الكردي” والتي تعمل الولايات المتحدة على إنجاحها من خلال اللقاءات التي يقوم بها نائب المبعوث الأمريكي الجديد إلى سورية، ماثيو بيرل، للضغط على طرفَي الحوار.
و”قسد” غير مستعدة لتقديم تنازُلات في قضايا مثل فكّ الارتباط عن PKK وإلغاء التجنيد الإلزامي ومشاركة المجلس الوطني في “الإدارة الذاتية” وتغيير المناهج التعليمية وانتشار البيشمركة في مناطق نفوذها.
وتسعى “قسد” من خلال الترويج لوجود عملية عسكرية ضدها، للحصول على موقف من الولايات المتحدة للضغط على تركيا من أجل تقليص حجم ضرباتها وعملياتها العسكريّة ضدها وضد حزب العمال الكردستاني بدعوى التأثير على سير عمليات مكافحة الإرهاب.
وأما الهدف الثالث، فهو توفير غطاء لسياساتها المستمرة في التجنيد الإجباري والتعبئة بدعوى الجاهزية العسكرية، خاصةً مع إطلاقها لحملة تجنيد جديدة في مناطق سيطرتها تشمل -وللمرّة الأولى- المقيمين القادمين من خارج مناطق شمال شرقي سورية، لتعويض النقص الناجم عن قرار تقليص الشريحة العمرية المستهدفة بالتجنيد، وفقاً للمركز.
ويعتقد المركز أن رابع الأهداف، هو محاولة إشغال السكان في مناطق سيطرة “قسد” عن المشاكل الاقتصاديّة والمعيشيّة الداخلية التي يعيشونها، والناجمة عن الفساد وسُوء إدارة الموارد واستنزافها من قِبل كوادر حزب العمال الكردستاني المتحكّمين بكافة المفاصل الاقتصاديّة والإداريّة والأمنيّة للمنطقة.
وشدد المركز على أنه “بالرغم من محاولة “قسد” تصدير مخاوف أكبر ممّا هي حول خطر تنفيذ تركيا عمليّة عسكريّة جديدة تستهدف مناطق سيطرتها وتوظيف ذلك لأجندة داخلية، إلّا أنّ ذلك لا ينفي استعداد أنقرة لتنفيذ هجوم جديد شمال شرق سورية، لا سيما وأنّها تسعى أصلاً لتغيير قواعد الاشتباك في المنطقة مستفيدة من انشغال روسيا في أوكرانيا وإطلاق الآلية الإستراتيجية مع الولايات المتحدة”.