نداء بوست -أيهم الشيخ- إدلب
مع ارتفاع أسعار الغذاء عالمياً، وانخفاض قيمة الليرة التركية بشكل كبير ازدادت أعباء المعيشة على المدنيين في منطقة شمال غربي سورية، وارتفعت تكاليفها بينما انتشرت حالات الفقر المدقع بين فئات مختلفة.
وأصدر فريق منسقو استجابة سورية، يوم أمس السبت، تقريراً كشف فيه عن ارتفاع مؤشر حد الجوع والفقر والكلف الاقتصادية للعائلات في شمال غربي سورية.
وأشار الفريق إلى أن الكلفة المعيشية لأسرة مكونة من أربعة أفراد ضمن الحدود الدنيا دون الاعتماد على المساعدات الإنسانية هي 3165 ليرة تركية.
وتحتاج العائلة لمادة الخبز وتختلف من أسرة لأخرى لكن تحتاج العائلة وسطياً ثلاث ربطات يومياً بسعر 5 ليرة تركية ما مجموعه 450 ليرة تركية شهرياً.
سليم أبو عمار، وهو نازح في مخيمات أطمة يعمل في مواد البناء، يتقاضى يومياً مبلغاً وقدره 50 ليرة تركية، وذلك لقاء عمله الذي يمتد منذ السادسة صباحاً حتى السادسة مساءً.
يؤكد أبو عمار في حديثه لـ”نداء بوست” أن هذا المبلغ يؤمن القليل من الخبز والخضار وبعض المواد الغذائية لأسرته بينما معظم مصاريف الدواء وغيرها لا يستطيع تأمينها ويقوم بالاستدانة لأن الأسعار ارتفعت عدة أضعاف.
كما أضاف في حديثه أن “الأولاد يحتاجون إلى مدارس ووضع الطفل في المدرسة الخاصة يكلف 25 دولاراً شهرياً أي الأجر الشهري الذي احصل عليه لا يكفي سوى لوضع طفلين كل الشهر بدون صرف أي مبلغ أخر على المعيشة”.
من جانبه، يقول جميل أبو حسن، وهو صاحب محل لبيع الخضار والفواكة إن الإقبال على الشراء انخفض عن العام الماضي بما يقارب 70 بالمئة بسبب الفقر وعدم قدرة الأهالي على شراء الفواكة بأسعار مرتفعة.
وأضاف في حديث لموقعنا أن اللحوم والدجاج والفواكة أصبحت من الرفاهيات وبات شراءها فقط محصور بالطبقة الغنية وهي لا تشكل 10 بالمئة بين السكان في شمال غربي سورية.
ويقول فريق منسقو الاستجابة أن الأسرة لتعبئة مياه الشرب أربع مرات شهرياً بكلفة 150 ليرة تركية، وأسطوانة غاز مرة واحدة شهرياً بسعر 215 ليرة تركية، و100 ليرة تركية اشتراك الاتصالات والإنترنت.
كذلك تحتاج 550 ليرة تركية لشراء خضار بالحد الأدنى، و850 ليرة تركية مواد بقالية، و250 ليرة تركية لشراء اللحوم مرتين شهرياً، و150 ليرة تركية مصاريف العلاج والأدوية، و200 ليرة تركية مصاريف الأطفال في المدارس.
وبناء على ذلك فإن الكلفة الكلية لتأمين المعيشة ضمن الحدود الدنيا دون الاعتماد على المساعدات الإنسانية هي 3165 ليرة تركية، وفقاً للفريق.
ويعتبر الحد الأدنى للأجور في عمال المياومة (على اعتبار أن نسبة 85% من العاملين في شمال غربي سورية هم من الفئة المذكورة) هي 45 ليرة تركية.
وعلى افتراض وجود شخصين ضمن العائلة يقومان بالعمل فإن كلفة الدخل الوارد للعائلة الواحدة مع احتساب العطل هي 2340 ليرة تركية.
وبحسب التصنيفات الدولية لحد الفقر والتي تبلغ 1.9 دولار أمريكي لكل شخص، فإن حد الفقر للعائلة الواحدة هو 228 دولار أمريكي ما يعادل 3740 ليرة تركية بحسب سعر الصرف الحالي.
وأما حد الفقر المدقع المتعارف عليه عالمياً، فيحسب كنسبة 60% من حد الفقر أو في حال استيفاء العائلة عدد من الشروط وتعادل تقريباً 2245 ليرة تركية.
وخلص الفريق إلى أن نسبة العائلات الواقعة تحت حد الفقر تبلغ 84% وفقاً للأسعار الأساسية وموارد الدخل، فيما تبلغ نسبة العائلات الواقعة تحت حد الجوع 36% من إجمالي العائلات الواقعة تحت خط الفقر وذلك لعدة اعتبارات أهمها (عدد أفراد العائلة العاملين وأسعار الصرف المتغيرة وعوامل اخرى).
وأشار الفريق إلى أن كافة القاطنين ضمن المخيمات المنتشرة في المنطقة، يصنفون تحت خط الفقر بشكل كامل، كما يصنف 18% من نازحي المخيمات ضمن حدود الجوع.
وتشهد منطقة شمال غربي سورية أزمة إنسانية كبيرة كونها تضم أكثر من خمسة ملايين نسمة معظمهم من النازحين والمهجرين قسرياً، ويعتمد القسم الأكبر منهم على المساعدات الإنسانية المقدمة من الأمم المتحدة عبر الحدود مع تركيا.