نداء بوست- أخبار سورية- السويداء
عاد التوتر إلى محافظة السويداء مجدداً اليوم الثلاثاء، إثر نقض “حركة الفجر” بقيادة راجي فلحوط التابعة لشعبة المخابرات العسكرية للاتفاق الذي أبرمته مع أهالي شهبا وعائلة الطويل.
حيث رفضت الحركة إطلاق سراح الشاب جاد الطويل، وقامت باعتقال خمسة طلاب كانوا عائدين إلى شهبا بعد تقديم امتحاناتهم، ما أدى إلى قطع طريق دمشق السويداء من جديد عند بلدة أم الزيتون القريبة من شهبا.
السويداء.. دعوات لوقفة احتجاجية والأهالي يحتجزون 3 من ضباط الأسد
ولم تكتف مجموعة فلحوط باحتجاز الطلاب، بل أقامت حاجزاً جديداً على طريق الحج أو ما يعرف بطريق الشام الغربي إلى الغرب من مدينة السويداء. ولم يستطع الحاجز المكوث طويلاً إذ قامت مجموعة من بلدة عريقة مدعومة من فصيل “حركة رجال الكرامة” بإزالة الحاجز وطرد عناصره بعد أن حاولوا اعتراض حافلة نقل عام وخطف سائقها.
كما قامت فصائل ومجموعات محلية من قرى الريف الشمالي والغربي بنصب حواجز منعاً لتمدد المجموعات التابعة للأمن العسكري، وتواردت أنباء عن سماع رشقات نارية تستهدف مقر راجي فلحوط في بلدة عتيل على طريق دمشق – السويداء، حيث تعرض المقر لإطلاق نار كثيف من قبل فصائل ومجموعات أهلية، وسط أنباء عن اعتقال أربعة من عناصر فلحوط.
وأعلنت “حركة رجال الكرامة” تطويق مقر فلحوط، رداً على الانتهاكات التي تقوم بها مجموعته، لتندلع بعد ذلك مواجهات مسلحة بين الطرفين، أسفرت عن سيطرة “رجال الكرامة” على مقر “حركة الفجر” في قرية سليم، وإسقاط طائرة مسيرة للأخيرة.
متداول ll "حركة رجال الكرامة" تسيطر على مقر "حركة قوات الفجر"#سوريا #السويداء pic.twitter.com/lvk3vga2sj
— Nedaa Post نداء بوست (@NEDAAPOST) July 26, 2022
كما دعت “رجال الكرامة” أهالي بلدة عتيل إلى الالتزام بمنازلهم واتخاذ أماكن آمنة”لحين اجتثاث عصابة الإرهابي راجي فلحوط”، وفقاً لبيان نشرته على صفحتها على موقع “فيسبوك”.
كذلك حذرت “حركة رجال الكرامة” كل “من ينتمي لعصابة الإرهابي راجي فلحوط تسليم نفسه مع سلاحه لحركة رجال الكرامة وشرفاء الجبل قبل فوات الأوان”.
وتشهد محافظة السويداء منذ أيام توترات كبيرة على خلفية “حركة الفجر” المرتبطة بشعبة الأمن العسكري باختطاف الشاب جاد الطويل بتهمة الانتماء لحزب اللواء السوري.
ولا تزال السويداء تترقب لحظة بلحظة ما يجري خاصة وأن هناك داخل المقر محتجزين من الممكن أن يلحق بهم الأذى أو تستخدمهم مجموعة فلحوط كدروع بشرية.
“حركة الفجر”
تعتبر “حركة الفجر” الذراع الأبرز لإيران في محافظة السويداء، حيث قالت مصادر خاصة لـ”نداء بوست”: إن إيران تمكنت من اختراق المنطقة من خلال مجموعات محلية تتبع شعبة الأمن العسكري، يتزعم أكبرها راجي فلحوط، وأخرى يتزعمها معتز مزهر ورامي مزهر ومجدي نعيم.
وتؤكد المصادر أن النظام أطلق يد مجموعة فلحوط في المحافظة وفي قرى وبلدات درعا المجاورة بعد تزويدها بالسلاح والذخائر، إضافة إلى منح عناصرها بطاقات أمنية، علماً أن غالبية المنتسبين لها هم من أصحاب السوابق وبحقهم عدة قضايا خطف وقتل تحت التعذيب وتجارة مخدرات وغيرها من الجرائم.
ويعود تشكيل ميليشيا فلحوط إلى عام 2019 عندما كان اللواء كفاح ملحم نائباً لرئيس شعبة الأمن العسكري، وكلفه النظام بمتابعة ملف السويداء، حيث تم دعم تلك الجماعة مقابل غض النظر عن جرائمها وحماية وجود النظام في المحافظة.
وعمل فلحوط خلال السنوات الماضية على استقطاب عناصر الفصائل المحلية في السويداء من خلال ترغيبهم بكف البحث عنهم، ومنحهم بطاقات أمنية تمكنهم من التنقل داخل وخارج المحافظة بحرية، إضافة إلى تقديم رواتب شهرية لهم، ما ساهم بشكل أو بآخر بسحب عدد لا بأس به من مقاتلي تلك الفصائل وبشكل خاص “حركة رجال الكرامة” كبرى فصائل المنطقة المناهضة للنظام.
وفي وقت سابق أفرد موقع “نداء بوست” تقريراً كاملاً تناول التغلغل الإيراني في محافظة السويداء، ودور محموعة راجي فلحوط به، وسعيها لتفكيك الفصائل المحلية ومواجها “حزب اللواء السوري”.
“نداء بوست” يفتح ملف التغلغل الإيراني في السويداء.. غطاء محلي لتحقيق أهداف عابرة للحدود