نداء بوست- أخبار سورية- واشنطن
أكد مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية أن روسيا بدأت منذ أسابيع تنفيذ انسحاب تدريجي لقواتها المنتشرة في سورية، ونقلها للمشاركة في الهجوم على أوكرانيا.
ونقلت قناة “سكاي نيوز” عن المسؤول الذي وصفته بـ”الرفيع” -دون ذكر اسمه- أن الانسحاب شمل مناطق متفرقة في سورية، وتحديداً من قاعدة “حميميم” الجوية جنوب شرق اللاذقية، مضيفاً أن عمليات الانسحاب تشمل آلافاً من وحدات المشاة وسلاحَي الطيران والهندسة.
ووفقاً للمصدر فإن وزارة الدفاع الروسية أبلغت النظام السوري خططها بالانسحاب، حيث يسعى النظام إلى ملء الفراغ الروسي من خلال إرسال وحدات قتالية غير نظامية، من الميليشيات التابعة له والمدعومة من الحرس الثوري الإيراني، لتفعيل تواجُدها في الشمال والشمال الشرقي استعداداً لاحتمال حصول تغيُّرات أمنية ميدانية.
وجاء قرار وزارة الدفاع الروسية بناء على توجيهات مباشرة من الكرملين بضرورة تعزيز الجبهة الأوكرانية بمزيد من القوات الروسية، خصوصاً على جبهتَيْ دونيتسك ولوغانسك، بحسب المسؤول.
كذلك أشار المسؤول إلى أن الحرب الأوكرانية تطلبت استخدام نحو 70 في المئة من القدرات القتالية البشرية لموسكو.
وفي هذا السياق، نشرت صحيفة “واشنطن بوست” تقريراً ناقشت فيه احتمالية انسحاب القوات الروسية من سورية، والنتائج المحتملة له، معتبرة أن التقييمات الأولية تشير إلى أنه يمكن أن يتسبب ذلك بتهديدات بتجدُّد القتال بين النظام والمعارضة، وتصعيد التوتر بين إسرائيل وإيران.
وقالت الصحيفة: إنه في حال قررت روسيا سحب جزء كبير من قواتها من سورية، عندها سيعتمد النظام بشكل أكبر على إيران وعلى الحرس الثوري، بهدف إبقاء سيطرته على المناطق المُتنازَع عليها في السابق، ومواصلة قتال المعارضة.
وأشارت إلى أن العلاقة بين روسيا وإيران في سورية شابها الكثير من العداء، إذ تصارع الطرفان على السيطرة التكتيكية في بعض المناطق، واختلفا على عملية إعادة الإعمار وحول السياسات الاقتصادية والسياسية والعسكرية.
ولم يمنع ذلك كِلا البلدين من التنسيق فيما بينهما عند الضرورة، ولم يمنعهما من اقتطاع مساحات خاصة بعمليات كل منهما في مواضع أخرى، وفقاً للصحيفة.
وبما أن الهدف النهائي المتمثل بإبقاء نظام الأسد بعيداً عن أي تهديد، تقول الصحيفة: عندئذ قد توافق روسيا على تسليم الحرس الثوري أو أي من الميليشيات التي تدعمها إيران زمام القتال التكتيكي في بعض المناطق.
وأضافت: “لهذا يبدو أمر طلب الدعم من إيران هو السبب المرجَّح لزيارة بشار الأسد إلى طهران في مطلع شهر أيار/ مايو الجاري، إذ تشير بعض الأخبار إلى أن الميليشيات الإيرانية قد تمّ نشرها قبل مدة لتملأ الفراغ الذي خلفته القوات الروسية بعد توجُّهها اليوم إلى أوكرانيا”.