نداء بوست- سليمان سباعي- حمص
شنّ مجهولون يُعتقد بانتمائهم لتنظيم “داعش” هجوماً مساء أمس الثلاثاء على أطراف مدينة “مهين” بريف حمص الشرقي، استهدف دورية تابعة لميليشيا الحرس الثوري الإيراني.
وأفاد مراسل “نداء بوست” في حمص، بسماع دوي انفجار تبين لاحقاً أنه ناتجٌ عن تفجير عبوّة ناسفة بسيارة رباعية الدفع تلاها تبادُل لإطلاق النار على الطريق الواصل بين بلدة “مهين” ومدينة “القريتين” بريف حمص الشرقي.
وأشار مراسلنا إلى أن الاشتباكات استمرت لنحو ساعة قبل أن تصل مؤازرة عسكرية من قبل قوات النظام السوري والميليشيات الإيرانية لموقع الاشتباك، وانسحاب عناصر “داعش” نحو عمق البادية السورية.
ونقل مراسلنا عن مصدر محلي قوله: إن الانفجار والاشتباكات أسفرت عن مصرع خمسة عناصر من ميليشيا الحرس الثوري الإيراني وإصابة آخرين بجروح.
وحول أسباب هذه الهجمات المتكررة، أكد الباحث في “مركز جسور للدراسات” أن استمرار عمليات الاستهداف يشير إلى عجز النظام والميليشيات الموالية له عن فرض السيطرة الأمنية على هذه المناطق.
وقال لـ”نداء بوست”: هذا سببه عدم وجود رغبة حقيقية روسية أو إيرانية لإنهاء وجود التنظيم بشكل كامل لضمان استمرار الاستثمار في وجوده ومحاربته.
وأشار الشواخ إلى أن عدم الرغبة في إنهاء هذا الوجود، يبدو واضحاً في آلية تعامُل الجانب الروسي مع التنظيم من خلال التركيز على الجانب العسكري دون الجانب الأمني الذي يعتمد عليه التنظيم.
وفي وقت سابق، قال مراسل “نداء بوست”: إن ميليشيا الحرس الثوري الإيراني استقدمت مطلع الأسبوع الحالي تعزيزات عسكرية من مدينة البوكمال بهدف تعزيز تواجدها العسكري ضمن مستودعات “مهين” الإستراتيجية.
وجاء ذلك بعدما أخلت القوات العسكرية الروسية تواجُدها من المنطقة أواخر الشهر الماضي وسحبت مقاتليها باتجاه مطار مدينة تدمر العسكري.
وكان إخلاء القوات الروسية لمواقعها ضمن مستودعي مهين الرابع والثاني بمثابة إعطاء الضوء الأخضر لمقاتلي “داعش” لشنّ هجمات مباغتة على مواقع الميليشيات الإيرانية لإشغالها عن عملية التوسع وبسط النفوذ على البادية السورية التي باتت تضمّ أكثر من خمسين موقعاً عسكرياً لقواتها في المنطقة.
وأشار المصدر العسكري إلى أن الحرس الثوري وميليشيا حزب الله اللبناني يعملان على استكمال مشروعهما الرامي لتنفيذ “الهلال الشيعي”، والذي يربط إيران بلبنان مروراً بالعراق والبادية السورية.
ولفت المصدر إلى أن المساعي الإيرانية الحثيثة لبسط نفوذ طهران على البادية السورية تأتي تزامناً مع فرض ميليشيا حزب الله سيطرتها شبه المطلقة على ريف حمص الجنوبي، ومنطقة القلمون الشرقي التي تعتبر بوابة الدخول إلى لبنان.
وكانت قوات القوات الروسية سحبت عناصر مرتزقة “فاغنر” الروسية من مستودعات “مهين” شرق حمص، تلا ذلك استحواذ ميليشيا الحرس الثوري الإيراني وحزب الله على المستودعات، ونقل شحنات أسلحة وصواريخ من مطار الضبعة جنوب حمص، إليها خشية من تكرار سيناريو استهدافها من قبل سلاح الجو الإسرائيلي.
تجدر الإشارة إلى أن وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس أكد في وقت سابق من الشهر الحالي استعداد الجيش الإسرائيلي لاستهداف مواقع الميليشيات الإيرانية داخل الأراضي السورية عقب زيادة نشاطها ضمن البادية بشكل ملحوظ.