نداء بوست -ولاء الحوراني- درعا
تشهد محافظة درعا تراجعاً ملحوظاً ومتزايداً في الحركة العمرانية وذلك لارتفاع أسعار مواد البناء كالحديد والأسمنت والبحص والرمل، فضلاً عن ارتفاع أجور اليد العاملة وأجور النقل التي ترتفع مع المحروقات حيث وصل سعر ليتر المازوت إلى 7 آلاف ليرة سورية.
وقد بلغت هذه الارتفاعات مؤخراً أرقاماً عالية جداً وغير مسبوقة تزامناً مع إعلان حكومة النظام السوري رفع سعر مادة الأسمنت حيث بات سعر الطن منه 800 ألف ليرة سورية، وطن الحديد 3 ملايين ليرة سورية، في حين وصل سعر المتر من الرمل والبحص 70 ألف ليرة، وسعر حجرة البناء (البلوك) 2000 ليرة.
سمير الغزالي يعمل في مجال البناء قال لـ “نداء بوست” إن ارتفاع اسعار المواد الأولية للبناء أدت إلى عزوف الناس عن إنشاء منازل جديدة أو الإقبال على عمليات الترميم حيث إن بناء غرفة واحدة أصبح مكلفاً جداً ويتجاوز الـ 9 ملايين ليرة سورية ما أدى إلى توقف قي حركة الإعمار والبناء، الأمر الذي يقلقه وسبب له البطالة.
من جهته أوضح جمال الديري لـ”نداء بوست” وهو تاجر لمواد البناء أن ارتفاع طن الأسمنت تسبب بارتفاع متر الرمل والبحص وكذلك حجر البناء، كما أرجع ارتفاع أسعار مواد البناء لتذبذب سعر الصرف في السوق ما جعل الكثير يعزف عن المغامرة في البناء، وتوقف عدد كبير عن استكمال أعمال البناء التي كانوا قد شرعوا بإشادتها.
وائل الحلقي أكد لـ”نداء بوست” أن بناء المنزل الجديد بات يكلف 250 مليون ليرة وهو مبلغ كبير ليس من السهل جمعه في ظل تدني أجور اليد العاملة والرواتب وارتفاع الأسعار، لذا لجأ إلى الإيجار رغم ارتفاع أجور الشقق السكنية التي وصلت في بعض المناطق إلى مليون ليرة سورية.
يشار إلى أن محافظة درعا تعاني من تفشي ظاهرة البطالة وقلة فرص العمل في ظل انهيار الوضع المعيشي وعدم قدرة المواطنين على تأمين متطلبات حياتهم واحتياجاتهم الأساسية ما جعل تشييد المنازل الجديدة أو الغرفة الواحدة حلماً يقتصر على الأثرياء فقط.
ظروف معيشية صعبة وغلاء فاحش في الأسعار، وحالة من الفقر الشديد وانتشار البطالة فضلاً عن نقص في الكهرباء والمياه والخبز والغاز والمحروقات وضعف في شبكات الإنترنت تعانيها درعا منذ سيطرة النظام على المحافظة باتفاق “تسوية” رعته روسيا منتصف تموز/ يوليو 2018.