نداء بوست- عواد علي- بغداد
كشف وزير الموارد المائية العراقي، مهدي رشيد الحمداني، اليوم السبت، أن إيران أقامت سداً على نهر الكارون، وقطعت المياه التي تصبّ في شط العرب من دون الأخذ بالنظر لمصالح العراق.
وقال الحمداني، خلال زيارته للبصرة: “تمت المباشرة بمد الأنابيب ضمن فقرات المرحلة الأولى من مشروع تأهيل قناة البدعة”.
وأوضح أن زيارته اليوم “تأتي للإشراف على مراحل إكمال العمل، ومتابعة تجهيز المياه للبصرة”، مبيناً ان “تلك المرحلة تنفّذ بعد تحديد المسار وتسوية الأرض، ووصول الوجبة الأولى من أنابيب الحديد “الدكتايل” بقطر مترين والتي تعتبر كبيرةً”.
ونوه بأن “الوزارة مستنفرة لإكمال مد الأنابيب وإنشاء المحطة، وهناك تقدم في مراحل الإنجاز (دون أن يحدد نسبها)، في ظل قلة التخصيصات”.
وأشار إلى أن “تجهيز البصرة وصل إلى مستويات لم تسجل منذ 25 عاماً”، مبيناً أن “الوزارة تحرص على تأمين حصة المحافظة من المياه بالكامل، كونها تقدم الخير والخدمة لكل العراقيين، لذا فإن الوزارة لن تبخل عليها لا بالحصص ولا بالمشاريع الإستراتيجية”.
وتابع الحمداني أن “ملوحة المياه سببها المد العالي لمياه البحر في شط العرب، إلى جانب قطع مياه نهر الكارون، وغلق الأحوازات، وعمل سدة من الجانب الإيراني، وجميعها عوامل سلبية أثّرت على تشتيت مياه المد العالي على يمين ويسار شط العرب”.
وأكد أن “الجانب الإيراني عمل تلك السدة من دون الأخذ بالنظر لمصالح العراق، وحوّل مجرى نهر الكارون، وجميع الأنهار والروافد التي تصب في شط العرب، وأصبح الضغط على دجلة والفرات في تعزيز الإطلاقات”، مستدركاً أن “الوزارة تطلق كميات لا بأس بها لمواجهة المد الملحي التي سيكون لها تأثيرات إيجابيّة خلال الأيام المقبلة”.
وطالب الوزير حكومة البصرة بـ”إكمال أعمال تحويل مياه المجاري التي تُرمى في شط العرب، والتي تفاقم بشكل كبير بنوعية المياه”، مردفاً أن “الملوحة ليست ذات التأثير الكبير في نوعية مياه شط العرب، إنما المواد السمية التي تُرمى فيه تساهم في زيادة تردي نوعية المياه”.
وكانت إيران قد قطعت، في شهر أكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي، مياه نهر سيروان الذي يصب في بحيرة دربندخان بمحافظة السليمانية (إحدى المحافظات الثلاث في إقليم كردستان)، مما تسبب في جفافه بالكامل، وألحق ضرراً كبيراً بالزراعة والثروتين الحيوانية والسمكية.
كما قطعت إيران، في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني من العام الماضي أيضاً، كامل المياه عن نهر ديالى، الذي ترتب عليه جفاف سد “حمرين” في محافظة “ديالى” العراقية، والذي يبعد 57 كيلو متراً شرق بغداد.
وسبق أن أكد وزير الموارد المائية أن إيران ترفض الالتزام بالاتفاقيات المائية، وبين أن إجراءاتها تسببت بوضع مائي صعب للغاية في العراق، وكشف أن الوزارة أنهت الإجراءات الخاصة بتقديم شكوى ضد إيران دولياً وهي في عهدة وزارة الخارجية.
وأضاف أن “هناك إخفاقاً في التوصل إلى اتفاق مع إيران، في المقابل هناك تقدُّم في التفاوض مع الجانب التركي في ملف المياه، ونشهد تجاوباً من قِبل أنقرة مع مطالب العراق”.
ومن جانبه، اعتبر مستشار وزارة الموارد المائية، عون ذياب عبد الله، تصرفات طهران مُخالِفة للأعراف والمواثيق الدولية، وأهمها اتفاقية عام 1975؛ إذ أثّر ذلك بشكل مباشر على المناطق الحيوية المهمة في مناطق بمحافظة “ديالى” و”بدرة” و”جصان” و”هور الحرية”، إضافةً إلى شط العرب.