أكد المنتدى الدولي لنفايات المعدات الكهربائية والإلكترونية (WEEE) أمس، أن 5.3 مليار هاتف محمول ستذهب إلى مكبات النفايات في عام 2022 وحده.
وقال المدير العامّ لمؤسسة “دبليو إي إي إي” (WEEE) باسكال ليروي، لهيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”: “يميل الناس إلى عدم إدراك أن كل هذه العناصر التي تبدو غير مهمة لها قيمة كبيرة”.
وتقدر المنظمة كذلك أن هناك 16 مليار هاتف محمول في جميع أنحاء العالم، ثلثها تقريباً لم يَعُدْ قيد الاستخدام.
وأجرى علماء منتدى WEEE مؤخراً أول دراسة تفصيلية لنسبة “النفايات الإلكترونية” التي تقع على الأجهزة الصغيرة، مثل الهواتف الذكية أو غيرها من الأجهزة التي لا يصعب على أحد التخلص منها، مُقارَنة بأجهزة إلكترونية أخرى، وغالباً ما تتعطل أو يتم استبدالها عندما تصبح قديمة.
ووفقاً لحسابات الباحثين، فإن الهواتف المحمولة والأجهزة الصغيرة الأخرى تشكل حصة كبيرة من النفايات الإلكترونية، أي حوالَيْ 8٪ من إجمالي كتلتها، وستبلغ الكتلة الإجمالية لهذه النفايات العام الجاري حوالَيْ 24.5 مليون طن، ما يزيد بمقدار 4 أضعاف عن كتلة هرم خوفو.
وتعود حوالَيْ 600 ألف طن من هذه النفايات إلى أجهزة الكمبيوتر المحمولة والأجهزة اللوحية وغيرها من الأجهزة الباهظة الثمن التي تحتوي لوحاتها ودوائرها وبطارياتها على الكثير من الذهب والفضة والليثيوم.
هذه الهواتف المحمولة، إلى جانب النفايات الكهربائية والإلكترونية من مصادر أخرى، ستنمو إلى 74 مليون طن سنويّاً بحلول عام 2030، وفقاً لتقديرات المنتدى الدولي لنفايات المعدات الكهربائية والإلكترونية.
وقالت منسّقة المنتدى الدولي لنفايات المعدات الكهربائية والإلكترونية، ماغدالينا تشاريتانوفيتش: “قد تكون تلك الأجهزة مصدراً قيّماً لإنتاج أجهزة إلكترونية أخرى، ما يُعَدّ أمراً مهماً لعملية الانتقال إلى الاقتصاد الأخضر”.
وأوضحت أن ما يسمى بـ”النفايات الإلكترونية” تتألف من مكوّنات الأجهزة والمعدات المنزلية التي أُلقيت في مكبات النفايات بعدما تقادمت معنوياً، وغالباً ما تحتوي تلك النفايات على كميات كبيرة من الذهب وموادّ ثمينة أخرى مثل الليثيوم والكوبالت اللذين تُعد احتياطاتهما على الأرض محدودة للغاية.
وأجرى خبراء الأمم المتحدة مؤخراً تحليلاً شاملاً لسرعة نمو هذه النفايات في دول الاتحاد السوفياتي السابق، وأظهرت حساباتهم أن كميات النفايات الإلكترونية زادت بنسبة 50٪ خلال الأعوام العشرة الماضية، مع العلم أن 3.2٪ فقط من هذه النفايات يتم إتلافها بشكل صحيح، ويزيد مثل هذا التصرف من العبء على البيئة والاقتصاد في العالم.