نداء بوست – سليمان سباعي – حمص
شكَّل ارتفاع أسعار خضار المؤنة الذي يحتاجه الأهالي نظراً لاعتمادهم شِبْه التامّ عليه خلال فصل الشتاء حاجزاً وسداً منيعاً أمام رغبتهم بتحضير ما يلزم منه بسبب الهُوَّة الكبيرة المتواجدة ضِمن كفتَيْ ميزان المصروف والدخل الذي أرهق كاهل أرباب الأسر في مناطق سيطرة النظام في الداخل السوري.
مراسل “نداء بوست” في حمص قال: إن جميع العائلات تستعدّ في مثل هذا الشهر من كل عام لشراء ما تتطلبه من خضار المؤنة المتمثل بالفليفلة والباذنجان والملوخية والبندورة، إلا أن الطلب في هذه السنة شهد تراجُعاً ملموساً وَفْق ما أدلى به أصحاب المحلات وتجار سوق الهال وسط المدينة.
التاجر حسن العلو قال: إن سبب تراجُع الطلب على خضار المؤنة يتمثل بارتفاع أسعارها بنحو الضعف عن أسعار العام الفائت، مبيناً أن سعر كيلو الفليفلة الحمراء بلغ ١٨٠٠ ليرة سورية، بينما سجل قرينه الباذنجان نحو ١٤٠٠ ليرة، في حين استقر سعر كيلو البندورة على مبلغ ١٢٥٠ من داخل سوق الهال يُضاف إليه أجور الشحن وعمال النقل فضلاً عن ربح البائعين.
ورصد مراسلنا في حمص انخفاض الطلب على الخضار اللازم لإعداد “المكدوس” من قِبل الأهالي لنصف الكمية عن سابق الأعوام، الأمر الذي علَّـله بعض المشترين بأن تردِّي الأوضاع المعيشية وانتشار البطالة هو أحد أبرز أسبابها.
وأشار مراسلنا لعزوف شريحة واسعة من الأهالي عن تحضير ما اعتادت على تحضيره سابقاً بسبب الغلاء، حيث استغنوا عن المكدوس بالشطة، وعن مربى البندورة اليدوي بنظيره الجاهز رغم يقينهم بفارق الجودة بين المادتين، إلا أن عدم قدرتهم على شراء البندورة بسعر ١٢٥٠-١٥٠٠ حال دون تحضيرهم إياها بالشكل المعتاد.
أم محمد ربة منزل قالت: إنها بعدما فقدت زوجها بقذيفة من قِبل قوات النظام انقلب حالها وباتت غير قادرة على تأمين ما يلزم من المؤن، مشيرة إلى أن “الزعتر” بات المؤنة الرئيسية لعشرات العائلات التي تشابهها بالوضع المعيشي.
وتشتهر عائلات حمص كغيرها من المحافظات السورية بتحضير العديد من الأصناف كمؤن لفصل الشتاء كالبازلاء والفول الأخضر والملوخية التي تسبَّب انقطاع الكهرباء بعدم تجهيزها خشية فسادها، فضلاً عن تحضير الشنكليش واللبنة البلدية والسمن الحيواني والكشك والتي باتت هي الأخرى بمثابة رفاهية لا تستطيع معظم الأُسَر مجرد التفكير بتموينها كالمعتاد.