يوم عرفة".. معلومات عن أهمّ مناسك الحج وطقوسه
يوم عرفة هو يوم مبارك وعظيم في الإسلام، فهو يوم الوقوف على جبل عرفة أو عرفات في التاسع من شهر ذي الحجة، وهو أحد أيام العشر من ذي الحجة التي تُعَدّ من أفضل الأيام عند الله. في هذا اليوم، يقف الحجاج على جبل عرفة، وهو جبل شرق مكة المكرمة، لأداء ركن الحج الأساسي.
والوقوف بعرفة هو التضرع والدعاء والاستغفار والتلبية والتكبير لله، والاعتراف بذنوب الإنسان وتوبته منها. فقد قال الرسول: "خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير".
ويستحب لغير الحجاج أن يصوم يوم عرفة، فإن في صيام هذا اليوم فضلاً كبيراً، فقد روى مسلم عن أبي قتادة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده".
https://nedaa-post.com/%d8%a7%d9%84%d8%b3%d8%b9%d9%88%d8%af%d9%8a%d8%a9-%d8%aa%d8%ad%d8%af%d8%af-%d8%a3%d9%88%d9%84-%d8%a3%d9%8a%d8%a7%d9%85-%d8%b0%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%ac%d8%a9/
ما هو جبل عرفة؟
جبل عرفة هو جبل يقع بالقرب من مكة المكرمة في المملكة العربية السعودية. ويُعتبر جبل عرفة أحد الأماكن المقدسة في الإسلام، وذلك بسبب دوره المهم في الحج، الركن الخامس من أركان الإسلام.
ويوم عرفة هو التاسع من شهر ذي الحجة في التقويم الهجري، ويعد أحد أهم أيام الحج. في هذا اليوم، يتجمع الملايين من الحجاج في ساحة عرفة التي تحيط بالجبل، ويقضون يومًا كاملًا هناك في أعمال العبادة والدعاء.
وتُعتبر وقفة عرفة من أهم مناسك الحج، حيث يُعتبر وجود الحاج في هذا المكان وفي هذا اليوم شرطًا لصحة الحج، ومن المعتقد أن الله يغفر للحجاج ذنوبهم ويرفع عنهم العقوبة في هذا اليوم. ويقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم: "الحج عرفة"، مشيرًا إلى أهمية وقفة عرفة في الحج.
بالإضافة إلى ذلك، فإن جبل عرفة له أيضًا أهمية تاريخية، حيث إنه المكان الذي ألقى فيه النبي محمد صلى الله عليه وسلم خطبته الوداعية في السنة التاسعة للهجرة، وهي خطبة مهمة أعلن فيها النبي صلى الله عليه وسلم وصيته للمسلمين.
ويتجمع الحجاج في هذا اليوم لأكثر من نصف النهار، ويتوجهون إلى مزدلفة بعد غروب الشمس، وهي مكان قريب من جبل عرفة. في مزدلفة، يقضون الليل ويجمعون حصى الجمرة الكبرى.
ثم ينتقل الحجاج في اليوم التالي إلى مشعر منى حيث يقومون برمي الجمرات، وذبح الهدي إذا كان لديهم، ويقومون بقص شعرهم أو تقصيره.
بالإجمال، جبل عرفة يمثل محطة مهمة في رحلة الحج، ويُعتبر يوم عرفة من الأيام الأكثر تأثيرًا على الحجاج، حيث يسعى المسلمون في هذا اليوم إلى الخشوع والتوبة والدعاء، ويأملون في أن يتقبل الله منهم ويغفر لهم ذنوبهم ويعتقهم من النار.
وفيما يلي أهم مناسك الحج ومرتبة يوم عرفة بينها:
الإحرام
البداية مع الإحرام من الميقات بالنسك الذي يريد المُحرِم أداء الحج عليه، فإذا أراد التمتع فإنَّه ينوي العمرة، ثُمَّ يتحلَّل منها، ثُمَّ يُحْرِم بالحج منْ داخل مكة المكرمة، وإذا أراد القِران فإنَّه ينوي العمرة والحج معًا ولا يتحلَّل إلا بعد نهاية النُسُكَيْنِ جميعًا، وإذا أراد الإفراد فإنَّه يُحْرِم بالحج فقط ثُمَّ بعد الانتهاء منه يخرج للحلّ -وليكن للتنعيم- وينوي العمرة ويأتي بها، وذلك كلّه في أشهر الحج.
الطواف والسعي
وإذا دخل الحاج مكة بادر إلى المسجد الحرام، ويبدأ نسكه بالطواف والسعي، وهما للمتمتع وللقارن طواف العمرة، وللمفرد طواف القدوم، ثم يسعى المُتَمَتِّع والقارن لعمرتهما بين الصفا والمروة.
ويجوز للمُفْرِد والقارن السعي مبكرا بنيّة سعي الحج فيسقط عنهما السعي بعد طواف الحج، ويكون ذلك كافيًا للقارن عن سعي عمرته، ثم يتحلَّل المتمتع من العمرة، ويبقى القارن والمفرد على إحرامهما.
مناسك يوم التروية
وفي يوم التروية يُحْرِم المتمتع بالحجّ من داخل مكة، وَيُسَنُّ للحاج أن ينطلق إلى منى، ويُصلي فيها الظهر والعصر والمغرب والعشاء قصراً للرباعية فقط بلا جمع، ثم يُصلي الفجر يوم عرفة.
الوقوف بعرفة
وينتقل بعد ذلك إلى مشعر عرفة لأداء الركن الأهم في الحج لقول النّبي صلى الله عليه وسلم «الحج عرفة»، ويكون الوقوف بعرفة بعد مغادرة مِنى بعد طُلوع الشمس.
ويُسنّ البقاء في مكانٍ يُسمّى نَمِرة إلى زوال الشمس، ثُمّ يذهب الحاجّ إلى عرفة ويُصلّي بها الظهر والعصر جمعاً وقصراً، ويبقى بعرفة إلى مَغيب الشمس، ويجب على الحاجّ الجمع بين اللّيل والنّهار في عرفة، وذلك في حال السَّعة، وإن لم يجمع بينهما فعليه دمٌ عند الجُمهور، ولا يُشترط الطهارة الصُغرى والكُبرى للوقوف بعرفة؛ لوقوف عائشة -رضي الله عنها- بعرفة وهي حائض.
النفر إلى مزدلفة
يُعدّ الوقوف بمُزدلفة بعد النُزول من عرفة من واجبات الحجّ باتّفاق الفُقهاء؛ لقول الله -تعالى-: (فَإِذَا أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُواْ اللَّهَ عِندَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ)، وهو أمرٌ، والأصل فيه الوجوب، وعند غياب شمس اليوم التاسع يفيض الحاجّ من عرفة إلى مُزدلفة، ويُسنّ له الإفاضة بسَكينةٍ مُلبّياً.
وعند وُصوله يُصلي المغرب والعشاء جمع تأخير، ويَقصر العشاء بركعتين، ويبيت فيها، ويصلّي صلاة التهجُّدِ والوتر، ثُمّ يُصلّي الفجر، ويتوجّه نحو المشعر الحرام، ويستقبل القبلة ويدعو، ثُمّ يتوجّه نحو مِنى قبل طُلوع الشمس.
يوم النحر
يومُ النحر هو اليوم العاشر من شهر ذي الحجة، وسُمّي بذلك لأنه اليوم الذي يُنحر فيه الهدي والأُضحية، ويكون في هذا اليوم أكثرُ أعمال الحجّ، وفيه الوقوف بالمشعر الحرام؛ وهو من الأعمال المُستحبّة عند الجُمهور، ثم يتوجه الحاج بعد طلوع الشمس إلى منى؛ لرمي جمرة العقبة الكُبرى.
ثم ينحر الهديّ، ومن ثم يحلق أو يُقصّر، وبعد ذلك يتوجّه الحاج نحو البيت ليطوف به طواف الإفاضة، وهو من فرائض الحج باتفاق الفُقهاء، والأفضل أداؤه بعد الرّمي والحلق، والترتيب بين هذه الأعمال من السُنن، ويرى بعض العلماء أن الترتيب واجب.
ويتحلّل الحاجّ التحلّل الأول برميه لجمرة العقبة الكُبرى يوم النّحر، ويباح له كل شيءٍ إلا النّساء -الجماع-، وأمّا التحلُّل الثاني فيحصُل بإكمال باقي الأعمال، ويُباح للحاجّ بعدها ما حُرّم عليه من المحظورات حتى النّساء، والأفضل أن يبدأ الحاج بالرّمي، ثُمّ نحر الهَدْي، ثُمّ الحلق أو التقصير، ثُمّ الطواف والسّعي.
وأمّا الحاجّ المفرد والقارن فلا يسعى أو يطوف؛ إنْ كان قد طاف مع قُدومه.
رمي الجمرات الثلاث
رمي الجمرات من أهم خطوات مناسك الحج، يكون رمي الجمرات الثلاث في أيام التشريق، وهي الأيام الثلاثة التي تلي يوم النحر. ويبدأ بجمرة العقبة الصُغرى، وهي الأبعد عن مكة، والأقرب إلى مسجد الخيف؛ فيرميها بسبع حصيَاتٍ ويُكبّر مع كُلِ حصاة، ويجب أن تأتي الحصاة في الحوض، وما كان خارجها فعليه أن يُعيدها.
ثُم يستقبل القبلة ويرفع يديه بالدُعاء، ثُم يرمي جمرة العقبة الوسطى، ويفعل كما فعل عند الأولى، ثُم يرمي جمرة العقبة الكُبرى، ويفعل كما فعل في الصُغرى والوسطى؛ ولكن من غير أن يدعو أو يقف.
وفي اليوم الثاني من أيام التشريق وهو اليوم الثاني عشر يفعل كما فعل في اليوم الأول من رمي الجمرات، ويجوز للعاجز عن الرمي كالمريض والكبير وغيرهم أن يوكّل غيره، والأفضل في رمي الجمرات أن تكون قبل الغُروب، كما يجوز الرمي ليلاً.
ومن أراد التعجّل يجب عليه الخُروج من مِنى قبل مَغيب الشمس، ومن غربت عليه وهو في مِنى فيجب عليه التأخّر يوماً آخر، ويرمي به الجمرات الثلاث، ومن تأخّر بسبب الزحام فلا يلزمه ذلك.
طواف الوداع
وتأتي آخِر خُطوة في مناسك الحج وهي طواف الوداع، ويُشترط له أن يكون الحاجّ من أهل الآفاق؛ أي من غير سُكّان مكة، ولم ينوِ الإقامة فيها، ويُشترط كذلك الطهارة من الحيض أو النفاس، أمّا إذا طهُرت المرأة قبل الخُروج من مكة؛ فيجب عليها الرُجوع للطواف، لتنتهي بذلك مناسك الحج.