وثائق تكشف تورط مسؤول روسي كبير في التمرد مع قوات فاغنر
كشفت شبكة "سي إن إن" الأمريكية عن وثائق حصرية تورط الجنرال الروسي سيرغي سوروفيكين بالتمرد والذي كان عضوًا سريًا ومن كبار الشخصيات في شركة "فاغنر" العسكرية الخاصة.
و أظهرت الوثائق أن نائب قائد العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا سوروفيكين لديه رقم تسجيل شخصي لدى فاغنر.
كما أشار التقرير أنه تم إدراج سوروفيكين مع ما لا يقل عن 30 من كبار المسؤولين العسكريين والاستخباراتيين الروس، كأعضاء مهمين في فاغنر.
ولم يجر الإعلان عن وضع أو مكان الجنرال الروسي منذ إحباط تمرد عسكري لمجموعة فاغنر العسكرية الروسية الخاصة.
وكانت مصادر في وزارة الدفاع الروسية أفادت باعتقال نائب قائد المجموعة المشتركة للقوات الروسية في أوكرانيا، الجنرال سيرغي سوروفيكين، بتهمة الخيانة العظمى لتورطه مع مجموعة فاغنر، وفقاً لصحيفة "موسكو تايمز" الروسية، إلا أن مساعده نفى تلك الأنباء.
تفاصيل جديدة عن تمرد فاغنر في روسيا
وكشفت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية تفاصيل جديدة عن تمرد مرتزقة فاغنر في روسيا، وأسباب فشله وسط توقعات بوجود دعم له من قبل كبار قيادات الجيش الروسي.
وقالت الصحيفة إن الجنرال سيرغي سوروفيكين نائب قائد العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا كان على معرفة مسبقة بخطط يفغيني بريغوجين للتمرد على بوتين.
وأكدت الصحيفة في تقرير ترجمه "نداء بوست" أن مسؤولين أمريكيين اطلعوا على معلومات استخباراتية تفيد بذلك قبل حدوث التمرد، الأمر الذي أثار تساؤلات حول الدعم الذي يحظى به بريغوجين داخل الرتب العليا.
وقال المسؤولون إنهم يحاولون معرفة ما إذا كان الجنرال سوروفيكين قد ساعد في التخطيط لتمرد بريغوجين، والذي شكل أكبر تهديد لبوتين خلال 23 عاماً قضاها في السلطة.
وتم استبدال سوروفيكين كقائد أعلى في أوكرانيا في كانون الثاني/ يناير الماضي، لكنه احتفظ بنفوذ في إدارة العمليات الحربية ولا يزال يحظى بشعبية بين القوات الروسية.
وقال المسؤولون الأمريكيون أيضاً إن هناك دلائل على أن جنرالات روساً آخرين ربما أيدوا محاولة بريغوجين تغيير قيادة وزارة الدفاع بالقوة.
كما يتوقع مسؤولون أمريكيون حاليون وسابقون أن بريغوجين ما كان ليبدأ تمرده ما لم يعتقد أن الآخرين في مناصب السلطة سيساعدونه.
اقتتال داخلي
إذا كان الجنرال سوروفيكين متورطاً في التمرد، فسيكون ذلك أحدث علامة على الاقتتال الداخلي في القيادة العسكرية الروسية منذ بداية الحرب في أوكرانيا، ويمكن أن يشير إلى انقسام أوسع بين مؤيدي بريغوجين وبوتين.
ويوم الثلاثاء، قالت وكالة المخابرات المحلية الروسية إنها أسقطت التهم الجنائية المتعلقة بـ"التمرد المسلح" ضد بريغوجين وأفراد فاغنر.
لكن إذا وجد بوتين دليلاً على أن الجنرال سوروفيكين ساعد بشكل مباشر بريغوجين، فلن يكون أمامه خيار سوى عزله من قيادته، كما يقول مسؤولون ومحللون.
كما يقول بعض المسؤولين السابقين إن بوتين يمكن أن يقرر الاحتفاظ بالجنرال سوروفكين، إذا توصل إلى أن لديه بعض المعرفة بما خطط له بريغوجين لكنه لم يساعده.
وقال المحللون: إنه في الوقت الحالي، يبدو أن بوتين عازم على تثبيت التمرد على بريغوجين فقط.
الولايات المتحدة على علم بالتمرد
ويرى ألكسندر باونوف، الزميل في مركز كارنيجي روسيا أوراسيا: أن "بوتين متردد في تغيير الأشخاص، ولكن إذا وضعت المخابرات السرية ملفات على مكتبه وإذا كانت بعض الملفات تورط سوروفيكين، فقد يتغير ذلك".
ويعتقد كبار المسؤولين الأمريكيين أن تحالفاً بين سوروفكين وبريغوجين يمكن أن يفسر سبب بقاء بريغوجين على قيد الحياة حتى الآن، على الرغم من الاستيلاء على مركز عسكري رئيسي وإعطائه أوامر بالتوجه نحو موسكو.
وأكد المسؤولون الأمريكيون أن الولايات المتحدة وحلفاءها يعرفون الكثير عن التمرد، فيما تم تجنب مناقشة التمرد علناً، خوفاً من تغذية رواية بوتين بأن الاضطرابات كانت من تدبير الغرب.
ومع ذلك، فإن المسؤولين الأمريكيين لديهم مصلحة في نشر المعلومات التي تقوض مكانة الجنرال سوروفيكين، الذي يعتبرونه أكثر كفاءة وأكثر قسوة من أعضاء القيادة الآخرين.
ولا شك أن إقالته ستفيد أوكرانيا، التي تخوض قواتها المدعومة من الغرب هجوماً مضاداً يهدف إلى محاولة استعادة الأراضي التي استولت عليها موسكو.
تحدث الجنرال سوروفيكين ضد التمرد، يوم الجمعة، وذلك في مقطع فيديو حث فيه القوات الروسية في أوكرانيا على الحفاظ على مواقعها وعدم الانضمام إلى التمرد.
وقال سوروفكين في رسالته: "إنني أحث بريغوجين على التوقف، العدو ينتظر فقط تدهور الوضع السياسي الداخلي في بلدنا".