واشنطن تُذكِّر المطبعين مع الأسد بمجزرة التضامن وتصدر قراراً ضد مُرتكِبها أمجد اليوسف 

واشنطن تُذكِّر المطبعين مع الأسد بمجزرة التضامن وتصدر قراراً ضد مُرتكِبها أمجد اليوسف 

أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية قراراً بمعاقبة، العنصر في المخابرات العسكرية التابعة للنظام السوري أمجد اليوسف مرتكب مجزرة التضامن في دمشق عام 2013.

وأوضح بيان صادر عن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن يوم أمس الاثنين واشنطن قررت منع اليوسف وزوجته عنان وصوف وأفراد أسرتهم من الدخول إلى الولايات المتحدة.

وجاء في البيان: ”بينما تقدم الولايات المتحدة والعالم المساعدة للشعب السوري في أعقاب الزلازل التي ضربت البلاد الشهر الماضي، نتذكر أن معاناتهم الإنسانية سبقت هذه الكارثة الطبيعية بوقت طويل”.

وأضاف البيان أن هذا الشهر (آذار/ مارس) يصادف ذكرى السنة الثانية عشرة من الثورة في سورية، ”التي ارتكب خلالها نظام الأسد فظائع لا حصر لها، بعضها يرتقي إلى مستوى جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية”.

وتابع: ”تُعد تسجيلات مجزرة التضامن، إلى جانب استمرار القتل والانتهاكات التي يتعرض لها عدد لا يحصى من السوريين، بمثابة تذكير واقعي بأسباب عدم تطبيع العلاقات مع نظام الأسد في ظل غياب التقدم المستمر نحو حل سياسي”.

ودعا البيان نظام الأسد إلى ”وقف جميع انتهاكات وتجاوزات حقوق الإنسان، بما في ذلك على سبيل المثال لا الحصر عمليات القتل خارج نطاق القضاء والاحتجاز التعسفي والاختفاء القسري والتعذيب”.

كما أكد البيان أن الولايات المتحدة ستواصل دعم الجهود التي يقودها السوريون والدوليون لضمان وجود عواقب لانتهاكات حقوق الإنسان في سورية.

وشددت الخارجية الأمريكية على أن ”المساءلة والعدالة على الجرائم والانتهاكات والانتهاكات المرتكبة ضد السوريين ضرورية لتحقيق سلام مستقر وعادل ودائم في سورية والمنطقة”.

مجزرة التضامن

نشرت صحيفة “الغارديان” البريطانية، أواخر شهر نيسان/ إبريل الماضي، تسجيلاً مصوَّراً يُظهِر قيام عنصر في قوات النظام السوري يدعى أمجد يوسف بارتكاب مجزرة جماعية بحق مجموعة من المدنيين في حي التضامن جنوب دمشق.

وأوضحت الصحيفة أن العنصر ينتمي إلى الفرع 227 التابع لجهاز الاستخبارات العسكرية، ويعود تاريخ ارتكاب هذه الجريمة إلى نيسان/ إبريل عام 2013.

ويُظهر الفيديو مجموعةً من المدنيين معتقلين لدى قوات النظام، معصوبي الأعين، ومكبلي اليدين، ويسيرون نحو حفرة حيث يقوم عناصر النظام بإطلاق النار عليهم من مسافة قريبة.

وقالت الصحيفة: “عندما انتهت عمليات القتل، لقي ما لا يقل عن 41 رجلاً مصرعهم في المقبرة الجماعية بالتضامن، وسكب قَتَلَتُهم الوقود على رُفاتهم وأشعلوها ضاحكين وهم يتسترون على جريمة حرب”.

وفي تعليقه على هذا الفيديو، قال مارتن تشولوف، مراسل صحيفة “الغارديان” في الشرق الأوسط: “هذا أفظع ما رأيته في الصراع السوري بأكمله، هذه اللقطات تعطينا لمحة عن جزء لم يسبق وصفه من الحرب المستمرة منذ 10 سنوات”.

تفاصيل المجزرة واكتشافها

تقول الصحيفة: إنه في صباح يوم ربيعي تسلَّم مجند جديد في إحدى الميليشيات حاسوباً محمولاً تابعاً لأحد الأفرع الأمنية، فتح الشاشة ونقر بفضول على ملف فيديو، كانت اللقطات غير واضحة في البداية.

اقتربت الكاميرا من حفرة محفورة حديثاً بين مبانٍ مدمَّرة بفعل القصف، حيث كان يجثو ضابط مخابرات مرتدياً زيّاً عسكريّاً وقبعة صيد، وهو يلوح ببندقيته ويُصدر الأوامر.

تم اقتياد رجل معصوب العينين من مرفقه وطلب الضابط منه الركض نحو الحفرة التي لم يكن يعلم أنها تقع أمامه.

لم يتوقع الرجل اختراق الرصاص لجسده بينما كان يسقط على كومة من القتلى تحته، واحداً تِلْوَ الآخر، تبعه المزيد من المعتقلين المطمئنين، قيل لهم: إنه عليهم الركض هرباً من قناص قريب.

كما تعرض البعض الآخر للسخرية والإيذاء في اللحظات الأخيرة من حياتهم، بدا أن الكثيرين يعتقدون أن قَتَلَتَهم يقودونهم بطريقة ما إلى برّ الأمان.

إلى جانب أكوام التراب المتكدسة التي ستُستخدم قريباً لإنهاء المهمة، سكب القتلة الوقود على الرُّفات وأشعلوها، ضاحكين وهم يتسترون حرفياً على جريمة حرب على بُعد عدة أميال فقط من مقر رئيس النظام السوري بشار الأسد.

قالت الصحيفة: إنّ شعوراً بالغثيان قد ساد لدى المجند الذي شاهد الفيديو، واعتقد أن هذه اللقطات بحاجة إلى المشاهدة في مكان آخر.

قاده هذا القرار، بعد ثلاث سنوات، في رحلة محفوفة بالمخاطر بواحدة من أحلك اللحظات في تاريخ سورية إلى الأمان النسبي في أوروبا.

حيث أوصله إلى اثنين من الأكاديميين الذين أمضوا سنوات في محاولة نقله، إلى برّ الأمان مع تحديد الرجل الذي قاد المذبحة وإقناعه بالاعتراف بدوره.

وتمكن باحثان في أمستردام من خداع ضباط أمن في النظام السوري، من بينهم أمجد اليوسف الذي قام بالجريمة من خلال إغرائه على الإنترنت والإيقاع به للاعتراف بجريمته من خلال مكالمة فيديو ساهمت بها سيدة سورية تدعى ابتسام شحود.

المقالات المنشورة في "نداء بوست" تعبّر عن آراء كتابها وليس بالضرورة عن رأي الموقع.


أحدث المواد